شاطئ النخيل.. كيف استمر شاطئ الموت في حصد أرواح المصيفين على مدار 4 سنوات دون تحرك لغلقه؟!
على الرغم من أن شاطىء الموت “شاطىء النخيل” سابقا، أحرق أفئدة 12 أسرة، وأدخل الأحزان على قلوبهم بابتلاع أبنائهم خلال الساعات القليلة الماضية، الا أن شاطىء الموت لم يبالى، لأنها ليست مأساته الأولى ولن تكن الأخيرة، حيث أنه ابتلع عشرات المصيفين على مدار 4 سنوات مضت، منهم من طفى جثمانه على سطح البحر ومنهم من دفن فى قاعه أسفل الصخور، لذلك تجد رائحة الموت تفوح منه.
محافظ الإسكندرية يكشف كواليس جديدة في حادث غرق 11 شخصًا بشاطئ النخيل (فيديو)
وقبل بضع أعوام قليلة، كان شاطئ النخيل أحد أشهر شواطئ الإسكندرية، حيث يبدأ من الكيلو 20 طريق “الإسكندرية- مطروح” الساحلي بطول نحو 1600 متر، وكان يعد من أجمل شواطئ عروس البحر المتوسط، إلا أنه أصبح شاطىء الموت، حيث ان للشاطىء موعد ثابت فى شهر يوليو يبتلع فية المصطافين، حيث غرق العشرات من الشباب بين أمواجة القاسية.
ويبحث موقع “القاهرة 24″، فى تاريخ الشاطىء وسأل كيف استمرت أمواج هذا الشاطئ القاسية تحصد أرواح المصيفين على مدار 4 سنوات فائتة، دون رادع او تحرك او مواجهة، رغم تزايد حالات الغرقى بشكل كبير جدا منذ عام 2016، وتدشين حملات عبر مواقع التواصل الاجتماعى، تطالب بغلق الشاطىء.
رئيس جمعية الإنقاذ البحري يكشف سبب تعدد حالات الغرق في شاطئ النخيل
البداية كانت فى عام 2016، حيث شهد ذلك العام إرتفاع ملحوظ فى حالات الغرقي، مقارنة بالاعاوام الماضية، فبدات الانظار تلتفت الى ذلك الشاطىء وأصبح حديث الناس، والكل يسال ماذا يحدث فى شاطىء النخيل ليغرق كل تلك الضحايا.
العثور على جثة جديدة جرفتها الأمواج كيلو مترًا بعيدًا عن شاطئ النخيل
حتى جاءت واقعة غرق الشاب عبد الرحمن درغام، وإحتجاز جثمانة بين صخور الشاطىء لمدة 18 يوما، ولم يتمكن من المنقذين من العثور علية الا فى اليوم الاخير، تلك الواقعة التى أشعلت الغضب فى نفوس كل المصريين، ليبدأ أحد أصدقاء الشاب درغام الغريق فى تدشين حملة ضخمة عبر موقع التواصل الاجتماعى فيس بوك، تحمل عنوان” اغلقوا شاطىء النخيل” لكن تلك الحملة رغم انتشارها الكبير لم تتلقى أى صدى او تفاعل من قبل المسؤولين، وبقى الامر على ماهو علية رغم تكرار حوادث الغرق.
شاطئ النخيل
وفى ذلك الوقت كان يتبع جمعية 6 أكتوبر، والادارة المركزية للسياحة والمصايف غير مسؤولة عنه، لتخصيص الشاطىء للجمعية، حيث اكد مسؤول السياحة والمصايق وقتها أن الشاطىء غير تابع لإشراف المحافظة ومخصص لجمعية 6 أكتوبر، لافتًا إلى أن الإدارة تقدمت للمحافظة بطلب لفسخ التعاقد مع الجمعية، لانها أهملت الشاطئ وأجرته من الباطن.
ارتفاع غرقى شاطئ النخيل فى الإسكندرية لـ10 أشخاص وانتشال 6 جثث والبحث عن 4 آخرين
وظل الشاطىء بين المستأجرين ” جمعية 6 اكتوبر” وبين الادارة المركزية للسياجة والمصايف، والمحافظة، فى شد وجب، وسقط الشاطىء من الحسباب حتى وصل الى هذا الحد من الاهمال والتدهور، ى تم فسخ التعاقد وتقرر غلق الشاطىء بقرار من رئيس مجلس الوزراء، وحجزت محافظة الاسكندرية على أرصدة الجمعية فى البنوك لعدم تسديد مستحقات الشاطىء
وفى ذلك الوقت لم يكف شاطىء الموت عن حصاد أرواح المصيفين، حيث ان قرار الاغلاق لم يتعدى كونة حبرا على ورق، فالشاطىء يستقبل المصطافين قلى ككل وقت نظرا لطبيعة موقعة المفتوحة دون بوابات أو سور .
وأكد العديد من أهالى مدينة الاسكندرية من بينهم المهندس فرج عامر عضو مجلس النواب ان ما يحدث فى حالات غرق متكررة بشاطىء النخيل يعود للاهمال الشديد من قبل القائمين علية والمسؤولين الى جانب تدهور احوال الشاطىء
فيما كشف إيهاب المالحى منقذ غطاس متطوع، شارك فى إنتشال عشرات الغرقى منذ الشاطىء، السبب الرئيسى لحدوث الغرق، قائلا ان الكتل الخرسانية الموجودة أسفل شاطىء الموت، تسببت الامواج فى سحب الرمال من تحتها فكونت غرف وانفاق كبيرة بين الصخور، ومع شدة الموج يسقط المصطافين بين تلك الصخور، مطالبا بإعادة تجهيز الشاطىء من جديد وعمل منطقة امان بالشاطىء.