في رحلة البحث عن هاني فخفخينا تلقينا الخبر الصادم
تقول الأسطورة إن صاحب الوزن الزائد لابُد وأن يكون كوميديان، وفي السينما المصرية هناك ألف مثال على هذه الأسطورة ولعل أشهرهم في الحقبة الأخيرة الراحل علاء ولي الدين، الحياة الطبيعية تؤكد لنا كثيرًا أنهم يحتكرون خفة الظل ولم يخيب ظهورهم على الشاشات تِلك المقولة، ولعل واحد من أبرز المُضحكين، والذي ربُما لا تعرف اسمه الحقيقي ولا صادفته، ولم تذكره الصحافة هو “هاني فخفخينا”.
هاني فخفخينا الشهير بـ”صبحي” أو رُبما إن أردتك تتذكره سأقول لك جُملته الشهيرة، “ده ربنا مايرضاش بالظلم”، والتي قالها في “فيلم ثقافي”، الفيلم الذي يُعد واحد من روائع السينما المصرية في الفترة الأخيرة والذي تم تقديمه عام 2000 للمُخرج والمؤلف محمد أمين، والذي ناقش من خلاله قضية اتصفت بالجرأة في طرحها وتقديها للجمهور في هذا الوقت، وهي قضية الكبت الجنسي لدى الشباب، وتأخر سن الزواج الأمر الذي يؤدي إلى مشاكل مُجتمعية كثيرة.
وضمن تِلك الحدوتة التي تدور حول ثلاث شباب يملكون شريط فيديو إباحي يقدم أدوراهم “أحمد رزق وفتحي عبد الوهاب وأحمد عيد”، يبحثون عن فيديو ومكان يصلح للمشاهدة، يتعرضون للعديد من العقبات والعراقيل، وفي طريقهم يلتقون بشخصيات آخرى يحملون نفس الهم أو ربما مُهتمون بالأمر، ومن بين تِلك الشخصيات، هو “صُبحي”، صاحب الوزن الثقيل، الذي يجوب شوارع القاهرة بتوجيهات “برايز”، لينال حظه من مشاهدة فيلم إباحي، وخلال تِلك الرحلة حمله مُخرج العمل، مسؤولية الكوميديا في عدد كبير من المشاهد، ولعل أبرزها “حقه ده أحنا نخش الجنة حدف، ربنا مايرضاش بالظلم، عديها يا كابتن عديها متقلقش هترجع لك تاني” وغيرهم.
هاني فخفخينا – صبحي من فيلم ثقافي
نوادر في السينما المصرية حينما يتعلق المُشاهد بفنان لا يمتلك دور كبير على الورق، أو بتصدر البوستر أو ينال حظًا من البطولة، فـ”هاني فخفخينا”، ظهر كومبارس في عدد بسيط جدًا من الأعمال، حتى نال قسطًا من الظهور في فيلم ثقافي، لكنه اختفى بعد ذلك، ولم يظهر حتى اليوم، وعلى الرغم من الاختفاء لازال الجمهور وخاصة جمهور السوشيال ميديا، يدشن صفحات باسمه أو بإفيه من إفيهاته ويتم استخدامه بشكل كبير، لذلك قررنا البحث عنه، خاصة بعدما شاهدنا أنه لم يتم ذكره في موقع السينما دوت كوم كواحد من المشاركين في فيلم ثقافي، على الرغم من أنه من أهم مواقع الداتا عن السينما في مصر.
وبعد رحلة بحث طويلة، كان الخيار الأخير هو التواصل مع مُخرج الفيلم المُخرج الكبير محمد أمين، والذي تلقينا منه صدمه، أنهت ما كنا نقوم به، “هاني فخفخينا توفى بعد فترة قصيرة من طرح الفيلم”، كلمات المُخرج الكبير كانت صادمة لأسباب عدة، أولها أننا لم نشعر ولم يشعر الكثير برحيلة، وثانيها أنه رحل بعد تقديم فيلم كان رُبما أهم أحلامه التي سوف ينطلق من بعدها في عالم الفن، وربما كان سيحصد الكثير من التقدير هذا اليوم لما قدمه من أعمال مهمة، لكن ورغم تلقي الصدمة قررنا تقديم المعلومة، رُبما ينال دعوة يترحم بها عليه واحد ممن جعلهم يبتسموا.. من فريق القاهرة 24 “هاني فخفينا.. لروحك السلام”.