عودة الحياة.. مديرو 10 مستشفيات يتحدثون عن انحسار إصابات كورونا واستئناف الخدمات العلاجية
انتهى يوم “حازم” صاحب الـ43 عاما ليعود إلى منزله ويحضن ابنته، يلعب معها محاولًا أن يعوض أكثر من شهر ونصف خوفًا من انتقال العدوى على الرغم من أنه لم يكن مريضًا بفيروس كورونا، لكنه ضمن أصحاب الأمراض المزمنة الذين لم يتمكنوا من إجراء عملية خاصة بالكبد على مدار شهرين ليتم تأجيلها بسبب تكدس مرضى كورونا في المستشفيات.
بين أروقة مستشفى صدر العباسية كان يمكنك أن تنظر بعينك وترى أنه ليس بوسعك الدخول ما لم تكن مرغمًا للذهاب، مرضى كورونا في كافة الأنحاء، حتى الأسئلة أصبحت معتادة من الجميع، “انت فرز ولا عزل يا استاذ؟.. جبت الأشعة؟”، لكن ما أن وطأت أقدامنا المستشفى حتى كان السؤال متغيرًا هذه المرة: “حضرتك مريض بأيه؟”.
مسؤولو الصحة في مصر يجيبون عن سؤال “القاهرة 24”: هل تخطينا ذروة كورونا؟
الدكتور محمد عيد، مدير أقدم مستشفى والأكبر لعلاج الأمراض الصدرية في مصر “صدر العباسية” قال إن انخفاض الأعداد في الفترة الأخيرة من مصابي كورونا وصل إلى الثلثين بالمقارنة بالشهور الماضية، ويمكنك أن ترى ذلك في أقسام العزل المختلفة، أسرة هنا فارغة، وأجهزة الرعاية عليها شخص أو اثنين على مدار اليوم.
لا يزال الجميع يعمل بنفس القوة، لكن بإمكان الجميع العلاج ولم يعد المستشفى الذي يعد صرحًا في علاج الدرن وأمراض الصدر مكتفية بعلاج مرضى كورونا فقط، حيث أصبح هناك مسارات مختلفة ضمن جهود إدارة المستشفى لتقديم الخدمة الصحية للجميع.
تخطي مصر ذروة فيروس كورونا بحسب الدكتورة جيهان العسال، نائب رئيس اللجنة العلمية لفيروس كورونا، ربما يصبح واضحًا في رأي الدكتور أحمد عبد العزيز مدير مستشفيات أحمد ماهر والجمهورية التعليمي، فالأخيرة عادت للعمل بشكل طبيعي، تسير داخلها لا تشتم رائحة الفيروس الذي يعد الجائحة الصحية الأكبر في القرن الـ21، حتى أصحاب الأمراض المزمنة بإمكانك أن تراهم أكثر راحة.
الأمر نفسه في مستشفى أحمد ماهر، حيث تم إتاحة العمل بنسبة 30% لكافة الأقسام الآخرى، فيما لا تزال تقدم الخدمة الصحية لعزل مصابي فيروس كورونا المستجد باعتبارها من أقدر الصروح الصحية في تقديم الخدمة الطبية ومن أكبر مؤسسات هيئة المستشفيات التعليمية.
“إصابات ووفيات، المرضى يعتدون علينا بسبب عدم مقدرتنا على مواجهة الأعداد الكبيرة”، تصريح سابق لرئيس استقبال مستشفى حميات إمبابة، أصبح سابقًا فعلًا، حيث هدأت الأوضاع بشكل كبير بحسب الدكتور ماهر الجارحي، نائب مدير المستشفى وأقدم طبيب داخله، الذروة انتهت ترى ذلك بعينك ما أن تتواجد داخل المستشفىو بدلاً من استقبال ألف حالة فرز أصبحوا يستقبلون مائة فقط.
على أطراف القاهرة، تحديدًا في حلوان ومع تزايد الإصابات بكورونا، قررت وزارة الصحة تحويل مستشفى 15 مايو لعزل كامل، الآن أصبح المستشفى لديه قسم فقط للعزل، حيث يقول الدكتور حازم أبو العباس، مدير مستشفى 15 مايو للعزل الصحي لمصابي فيروس كورونا، إن أعداد المصابين انخفضت بشكل كبير خلال الفترة الأخيرة، حيث تعتبر الأكثر على مدار الشهور الماضية منذ افتتاح المستشفى.
فقط اثنين من مرضى كورونا في مستشفى الأزهر التخصصي، بينما آخرين معدودين على الأصابع في الزهراء، هذا ما أكده الدكتور محمود صديق، مدير مستشفيات جامعة الأزهر، تدليلا على انخفاض أعداد مصابي فيروس كورونا الفترة الأخيرة، مشيرًا إلى أنه لا يمكن اعتبار ذلك سوى تخطي الذروة، حتى لو كانت الحالات تعزل نفسها منزليًا فإنه تم الاقرار من شهر مايو الماضي، ومع ذلك كانت الأعداد كبيرة، لكن الآن اثنين من أكبر المستشفيات المخصصين لاستقبال مرضى كورونا نعد فيهم الموجودين على الأصبع.
الدكتور محمد شيخون، مدير مستشفى سوهاج التعليمي، كان متواجدًا مع دخول أكبر مسنة في صعيد مصر مصابة بفيروس كورونا، حينها لم تتوافر الأجهزة الكاملة، فاضطر المستشفى لنقلها لسوهاج العام، مع الوقت توفيت السيدة المسنة، هو نفسه الآن ينظر للآسرة الخالية، ويؤكد أن الأعداد قلت بشكل كبير، حيث تتفاوت الأعداد يومًا بعد يوم لكن في التراجع وليس الزيادة.
للراحل أحمد زكي مقولة ربما تجدها في شخص الدكتور خلف عمر، مدير مستشفى الأقصر العام، حيث قال: “البلد دي مش هينصلح حالها إلا لما يمسك الصحة حد مريض”، الرجل الذي عاش تجربة الإصابة بفيروس كورونا ويترأس أحد المستشفيات التي تطبب المرضى من الفيروس، أكد بدوره أن الأعداد قلت بشكل كبير، فالإصابات منخفضة ولا يمكن تؤيل ذلك بالعزل المنزلي فقط، ولكن هناك تراجع على الأقل في الإصابات الخطيرة لدى مرضى كورونا.
أكثر من 15 مستشفى عزل صحي لمصابي فيروس كورونا في مصر أعلنوا عودتهم للعمل بشكل طبيعي الفترة الأخيرة بعد تسجيل صفر إصابات، في الوقت الذي تشير فيه الدكتورة إلهام، مدير مستشفى الأقصر للعزل، إلى أن الإصابة بفيروس كورونا لم تصبح خطيرة مثل البداية، فحدة الفيروس أصبحت أقل، ومع تخطي عدد حالات الشفاء ألف حالة في المستشفى وهو الأكبر على مستوى الجمهورية، ينبغي التحذير من احتمالية وجود موجة ارتدادية.