إحلال السلام بين الفرقاء.. لماذا يستعد الجيش المصري للتدخل في ليبيا؟
حظىت موافقة مجلس النواب على إرسال قوات من الجيش المصري في مهام قتالية خارج حدود الدولة المصرية، على اهتمام عالمي واسع، حيث أن تدخل الجيش المصري بشكل مباشر بجانب قوات الجيش الليبي يشكل عامل حاسم في الأزمة والصراع الدائر بين الجيش الليبي والمليشيات التابعة لحكومة الوفاق المدعومة من تركيا، إلا أن مصر ما زالت حريصة على تغليب الحل السياسي للأزمة الليبية من خلال تثبيت وقف الأعمال القتالية، وهو الأمر الذي أكده الرئيس السيسي خلال مباحثاته مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، أمس الاثنين.
مجلس النواب يوافق على إرسال قوات من الجيش المصري خارج الحدود
ووافق مجلس النواب أمس الاثنين، في جلسته السرية، على إرسال قوات من الجيش المصري في مهام قتالية خارج حدود الدولة المصرية، وذلك للدفاع عن الأمن القومي المصري في الاتجاه الاستراتيجي الغربي، ضد أعمال الميليشيات الإجرامية المسلحة والعناصر الإرهابية الأجنبية، وذلك بعد استعراض النواب لنتائج اجتماع مجلس الدفاع الوطني، الذي عقد يوم الأحد برئاسة الرئيس عبد الفتاح السيسي، كما ثمن النواب جهود القوات المسلحة ورعايتها للثوابت الوطنية والعربية والإقليمية.
أسباب إرسال قوات مصرية خارج الحدود
وأكد مجلس النواب، مع موافقه لإرسال عناصر من الجيش المصري خارج الحدود في مهام قتالية، على أن الأمة المصرية على مر تاريخها أمة داعية للسلام، ولكنها لا تقبل التعدي عليها أو التفريط في حقوقها، ومصر قادرة بمنتهى القوة على الدفاع عن نفسها وعن مصالحها وعن أشقائها وجيرانها من أي خطر أو تهديد، وأن القوات المسلحة وقيادتها لديها الرخصة الدستورية والقانونية لتحديد زمان ومكان الرد على هذه الأخطار والتهديدات.
أهداف مصر من التدخل العسكري في ليبيا
واجتمع مجلس الدفاع الوطني، الأحد الماضي، برئاسة الرئيس عبد الفتاح السيسي، وحضور كل من رئيس مجلس النواب، ورئيس مجلس الوزراء، ووزير الدفاع والإنتاج الحربي، ورئيس أركان حرب القوات المسلحة، ورئيس المخابرات العامة، ووزراء الخارجية، والمالية، والداخلية، وقائد القوات البحرية، وقائد قوات الدفاع الجوي، وقائد القوات الجوية، ورئيس هيئة عمليات القوات المسلحة، ومدير إدارة المخابرات الحربية والاستطلاع، وأمين عام المجلس.
حيث ناقش المجلس تطورات الأوضاع في ليبيا على الاتجاه الاستراتيجي الغربي، في ظل سعي مصر لتثبيت الموقف الميداني الراهن وعدم تجاوز الخطوط المعلنة، بهدف إحلال السلام بين جميع الفرقاء والأطراف الليبية، مع التأكيد على أواصر العلاقات القوية التي تربط بين البلدين، وأن الملف الليبي يعتبر أحد الأولويات القصوى للسياسة الخارجية المصرية، فالأمن الليبي يشكل جزءاً لا يتجزأ من الأمن القومي المصري والعربي، وهو ما يلزم وضع حد للتدخلات الخارجية غير المشروعة التي تساهم بدورها في تفاقم الأوضاع الأمنية وتهديد دول الجوار والسلم والأمن الدوليين، مع ضمان التوزيع العادل والشفاف لمقدرات الشعب الليبي ومنع سيطرة أي من الجماعات المتطرفة على هذه الموارد.
مناورة حسم 2020
وفي التاسع من يوليو الجاري، وفي إطار استعداد الجيش المصري لتنفيذ المهام المطلوبة للدفاع عن الأمن القومي المصري،على كافة الاتجاهات الاستراتيجية، شهد الفريق أول محمد زكى القائد العام للقوات المسلحة وزير الدفاع والإنتاج الحربى المرحلة الرئيسية للمناورة الإستراتيجية “حسم 2020” التى نفذتها تشكيلات ووحدات المنطقة الغربية العسكرية بالتعاون مع الأفرع الرئيسية للقوات المسلحة.
واستمرت مناورة حسم لعدة أيام فى إطار خطة التدريب القتالى لتشكيلات ووحدات القوات المسلحة، وشملت المرحلة الرئيسية قيام طائرات متعددة المهام بتأمين أعمال قتال القوات وتقديم المعاونة الجوية بغرض القضاء على عناصر المرتزقة من الجيوش غير النظامية، وتنفيذ رماية لإستهداف مناطق تجمع تلك العناصر ومراكز القيادة ومناطق التكديسات والدعم اللوجيستية، وقيام عدد من الطائرات الهليكوبتر بإبرار سرية صاعقة لتنفيذ إغارة على مركز قيادة مكتشف لعناصر المرتزقة وتدميره .
أقرأ أيضًا: أمين عام مجلس النواب: جلسة البرلمان السرية تاريخية ولم تحدث منذ 1970