كيف تتعامل القاهرة مع تصريحات أديس أبابا حول سد النهضة الإثيوبي؟
سباق مع الزمن ومفاوضات إقليمية ودولية بهدف الوصول إلى اتفاقية مرضية لكافة الأطراف بشأن أزمة سد النهضة الإثيوبي، إلا أن كافة المفاوضات دائما ما تصطدم بجدار التعنت الإثيوبي في مواجهة المرونة المصرية التي تبحث عن حل لقضية تمس حياة كافة الشعب المصري.
إذ لم يكترث أي من المسئولين الإثيوبيين جهده في الخروج بتصريحات استفزازية بشأن المفاوضات وقدرتهم على التصرف في مقدرات نهر النيل _شريان الحياة لمصر_ بهدف إثارة البلبلة في الشراع المصري ما بين الحكومة والشعب.
أديس أبابا تناور بتصريحات حول سد النهضة الإثيوبي
وتعددت التصريحات الإثيوبية حول ما أطلقوا عليه في عام 2011 سد الألفية، في محاولة منهم لزيادة الضغوط الداخلية على الحكومة المصرية، ومن أبرز تلك التصريحات تصريح وزير الري الإثيوبي لأحد القنوات المحلية بالبدء بعلمية الملء الأولية للسد في الأسبوع خلال شهر يوليو الجاري.
كما تضمنت التصريحات الإثيوبية العديد من التصريحات المعلنة من رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد، الذي أشار في أحد تصريحاته أن أديس أبابا من حقها التحكم في مقدرات النيل الأزرق، كما من حقها البدء في ملء السد دون انتظار انتهاء المفاوضات، ليخرج في أخر تصريحات له أول أمس الاثنين معترفًا ببدء إثيوبيا بملء السد نتيجة زيادة الأمطار الموسمية خلف السد، ما أدى إلى انتهاء عملية الملء الأولي للسد بقيمة 4.9 مليار متر مكعب من المياه.
اقرأ أيضا..كيف أثرت جائحة كورونا على جوائز نوبل؟
وجاءت أخر تصريحات الجانب الإثيوبي، على لسان وزير خارجيتها، الذي وجه التهنئة لشعبه في تغريدة له قائلا: ” النيل لنا” مشيرًا إلى حصول على ما ستحتاج إيه من أجل تنمية أراضيها وشعبها، وأن المياه التي تم تخزينها في البحيرة الخاصة بالسد لن يتم إعادتها إلى نهر النيل مرة أخرى.
مصر تواصل احترام المفاوضات الثلاثية
وعلى الجانب الأخر تواصل الحكومة التأكيد على التزامها بالحلول الدبلوماسية، وفقًا لما تم التأكيد عليه خلال العديد من اللقاءات الدولية من الرئيس عبد الفتاح السيسي، كان أخرها خلال مشاركته أمس الثلاثاء في القمة الإفريقية المصغرة لمناقشة نتائج الاجتماعات الفنية والقانونية التي عقدت مؤخرًا حول سد النهضة الإثيوبي برعاية الاتحاد الإفريقي.
كما أكد على رغبة مصر في تحقيق تقدم على صعيد القضايا الخلافية، التي تمثل نقاطًا جوهرية في أي اتفاق يتم التوصل إليه، مضيفًا أن الأمر يتطلب توافر الإرادة السياسية للتوافق حول تلك القضايا العالقة.
وعلى مستوى وزراتي الخارجية والري، فقد سعت وزارة الخارجية إلى استمرار الحلول الدبلوماسية من خلال التفاوض في الكثير من الجولات التفاوضية حول السد، كما لم تبدي الوزارة أي تصريحات من شأنها تأزيم المفاوضات، ومن أبرزها طلب الوزارة توضيح الخارجية الإثيوبية لصحة ما تم تداوله على لسان وزير الري الإثيوبي حول ملء السد، إضافة إلى سعيها إلى تقريب وجهات النظر بين كافة الأطراف المشاركة في المفاوضات بهدف الوصول إلى اتفاق مرضي لكافة الأطراف.
كما حرصت وزارة الري على تذليل الصعاب أمام سريان المفاوضات بين كافة الأطراف، مشيرة إلى تعنت الجانب الإثيوبي بعد الرغبة في التوصل إلى اتفاقات على قواعد ملء وتشغيل السد، والقواعد القانونية الإلزامية لكافة أطراف الاتفاق، موضحة أنه في حال تعثر المفاوضات سيتم استمرار الحلول السياسية من خلال وزارة الخارجية.
ويترقب الشعب المصري استمرار المفاوضات حول سد النهضة الإثيوبي، وفقًا لما أعنل عنه المتحدث باسم رئاسة الجمهورية السفير بسام راضي، أنه تم التوافق خلال القمة الإفريقية التي جرت أمس الثلاثاء، على مواصلة المفاوضات والتركيز على بلورة اتفاق قانوني ملزم، على أن يتم لاحقًا العمل على بلورة اتفاق شامل لكافة أوجه التعاون المشترك بين الدول الثلاث فيما يخص استخدام مياه النيل.
اقرأ أيضا..بعد تصفية 18 تكفيريًا.. حادث بئر العبد يتصدر مواقع التواصل الاجتماعي