لبيك اللهم لبيك.. تعرف على معنى التلبية وكيفيتها
“لبيك اللهم لبيك.. لبيك لا شريك لك لبيك.. إن الحمد والنعمة لك والملك لا شريك لك” التلبية أحد مظاهر فريضة الحج، ويرددها الحجاج والمعتمرون خلال طوافهم حول الكعبة وعند الوقوف على عرفات، والتلبية تعني إجابة نداء الله، وبها معنى تكرار وتأكيد الاستجابة لأمر الله بالقول “لبيك اللهم لبيك” أي إجابة لك بعد إجابة، وتظهر معنى العبودية لله، فالتلبية تعني الانقياد لله بنفس خاضعة ذليلة كأن الملبي يقول: “رب إني مقيم على طاعتك ملازم لها، متوجهًا لك يارب بما تحب”، ومن معاني التلبية أيضًا: “حبًا لك يارب بعد حب”.
لبيك اللهم لبيك
والتلبية وتكرار القول “لبيك اللهم لبيك” إعلان بالخلوص لله تعالى، حيث أن الحاج تجرد من ثيابه، وارتدى ثوب الإحرام، ليقبل على الله تعالى، وقد أخلص له كل قلبه، وجعله له خالصًا، والتلبية تعنى قبول الطاعة بانشراح صدر، وفرح في القلب، حيث يرجو الحاج من الله القبول، ويقترب الحاج بتلبيته وقوله “لبيك اللهم لبيك.. لبيك لا شريك لك لبيك” إلى ربه اقترابًا بعد اقتراب، كما يتقرب المحب من محبوبه.
التلبية وتوحيد الله
قال العلماء إن التلبية “لبيك اللهم لبيك.. لبيك لا شريك لك لبيك.. إن الحمد والنعمة لك والملك لا شريك لك” تحمل معاني توحيد الله في كل كلماتها وألفاظها، ليؤكد الحاج والملبي أن الله وحده هو المتصف بصفات الكمال كما يليق بعظمته وجلاله سبحانه وتعالى، وفي التلبية إقرار بأن الله يسمع كلام المتكلمين ودعاء الداعين، ويعلم السر والجهر، ولا تخفى عليه خافية.
التلبية للرجال والنساء
الواحب على الرجال في التلبية، هو رفع الصوت، وذلك لما جاء في حديث زيد بن خالد، أن النبي صلي الله عليه وسلم قال: “جاءني جبريل عليه السلام فقال: مر أصحابك فليرفعوا أصواتهم بالتلبية، فإنها من شعائر الحج”، وفي حق النساء لا يجب على المرأة رفع الصوت بالتلبية، وإنما عليها أن تلبي سرًا بالقدر الذي تسمع به نفسها.
فضل العشر الأوائل من ذي الحجة.. والعبادات المستحبة في هذه الأيام
أركان الحج
خلال أداء مناسك الحج يردد الحاج التلبية دائمًا ويستشعر معانيها مع أداء كل ركن من أركان الحج، وأركان الحج هي: الإحرام و الطواف والسعى بين الصفا والمروة، والوقوف بعرفة الذي هو ركن الحج الأعظم، ووقته يوم التاسع من ذي الحجة بعد زوال الشمس إلى غروبها، ومن واجباته المبيت بمزدلفة بعد الإفاضة من عرفات، وعدم الانصراف قبل انتصاف ليلة العيد.
ومع بدء شهر ذي الحجة، يبدأ المسلمون في كل مكان بترديد التلبية “لبيك اللهم لبيك” لاستشعار الحج ومعانيه السامية، وتأكيد طاعتهم لله، فهم وإن لم يطافوا مع الحجاج بأجسادهم فإن قلوبهم تهوى الحج وأداء أحد أركان الإسلام، وهو ما يفعله ملايين المسلمين هذا العام، بعد اقتصار أداء الفريضة على عدد محدود من المقيمن داخل المملكة العربية السعودية، بسبب الإجراءات الاحترازية لمواجهة فيروس كورونا المستجد.
