الإثنين 25 نوفمبر 2024
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات

“سابولهم البلد وطفشوا”..حكايات الهندوراسيين الزاحفين نحو أمريكا (صور)

القاهرة 24
أخبار
الأربعاء 31/أكتوبر/2018 - 03:47 م

منذ أكثر من أسبوعين، تحرك الآلاف من مواطني هندوراس في قافلة جماعية، تاركين بلاده ومتجهين نحو الولايات المتحدة الأمريكية لطلب اللجوء السياسي هُناك، بعد تردي الأوضاع الأمنية والإقتصادية والإجتماعية في بلادهم. القافلة الهندوراسية إتجهت إلى المكسيك ونجحت في دخول جنوبي البلاد، حيث اقتربوا من الحدود بين ولايتي “تشياباس” و”أواكساكا” في طريقهم إلى أمريكا، الأمر الذي دفع شرطة المكسيك إلى إطلاق النار على المهاجرين مما أسفر عن مقتل شاب يبلغ من العمر 26 عامًا ويُدعى “هنري ألدال دياز”، إثر تلقيه رصاصة مطاطية.

من جانبها قالت وزارة الداخلية المكسيكية إن عدد المهاجرين بلغ 4500 شخصًا، بينما قدر مسؤولون محليون أن عدد المشاركين نحو 6000 شخصًا، في حين قال مسؤولون في الأمم المتحدة أن عدد الزاحفين نحو امريكا في القافلة بلغ نحو 7200 شخصًا.

داروين راموس، شاب هندوراسي لم يجد له عملًا ثابتًا وحياة آمنةً، فقرر أن يتكر بلاده باحثًا عن أملًا مُزمع في مكانًا آخر وهاربًا من الجحيم الذي يحيط به.

يقول راموا البالغ من العمر 30 عامًا، إنه كان يائسًا للفرار من تهديدات عصابات المخدرات المحلية في بلاده، وأنه عندما وصلت إليه أخبار القافلة، استغلها على أنها أفضل فرصة له للفرار من واقعه الذي يعيشيه.

وعلى ما يبدو إن الدولة التي تقع في أمريكا الوسطى، لم يكن بها متسع للشباب من أجل حياة كريمة، فيقول بريان ديلارتا البالغ من العمر 30 عامًا، ويعمل ميكانيكي، إن الأجور منخفضة والحياة باتت صعبة في بلاده.

وألمح ديلارتا أن ارتفاع أسعار المواد الأساسية مثل الغذاء والماء والكهرباء، بالأصافة إلى عمليات الابتزاز من العصابة المحليةـ جعلت من المستحيل تغطية نفقاته، الأمر الذي دفعه للمشاركة في القافلة نحو أمريكا.

أنديانا جوميش، فتاة يبلغ عمرها 24 عامًا، قررت أن تُنهي ما تعرضت له من تحرش وتهديد بالإغتصاب أو القتل، من قبل عناصر العصابات المحلية، فتركت كل شئ وقررت الزحف الشاق نحو أمريكا.

تقول جوميش أنها تعمل في أحد المكاتب القانونية بهندوراس، وكثيرًا ما تتعرض للمضايقات من رجال عصابات المخدرات في الحي الذي تسكن فيه، وتعرضت للسرقة والتحرش الجنسي أكثر من مرة، مشيرة إلى أن بلادها تفوح منها روائح الفساد والسطو والفقر الكريهة، فكان لابد أن ترحل باحثة عن فرصة أفضل لها.

لمن لا يعرف هندوراس فهي أحد بلدان أمريكا الوسطى تبلغ مساحتها حوالي 112492 كم2 ويبلغ عدد سكانها 9 مليون نسمة، وتُعد أفقر ثاني بلدان أمريكا الوسطى وفي المرتبة 27 في قائمة أفقر بلدان العالم، على الرغم من أن معدل النمو بها بلغ 5%.

الفقر والجريمة هما أهم سببين لرحيل الآلاف من المواطنين نحو أمريكا، فيبلغ معدل الفقر في هندوراس 64.3%، أي هناك شخص من كل خمسة أشخاص يعانون من فقر مدقع، ويبغ دخلهم اليومي أقل من 1.90 دولار.

ومن حيث الجريمة فإن معدلات القتل في عام 2011 بلغ 93.2 حالة قتل لكل 100 ألف مواطن، ووصلت تلك المعدلات في 2015 إلى 63.8 حالة قتل لكل 100 ألف مواطن، كما ينتشر الفساد بالدولة حيث حتلت المرتبة 123 من أصل 176  دولة من حيث الشفافية ومؤشرات الفساد.

في عام 2017 تم إعلان فوز خوان أورلاندو هيرنانديز بفترة رئاسية جديدة في هندوراس، الأمر الذي وصفه المعارضون بإنه تزويج فج، فخرجوا في تظاهرات عديد أدت إلى الأشتباك مع قوات الشرطة مما أسفر عنه مقتل 31 شخصًا من بين المتظاهرين.

من جانبه قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للمهاجرين :”أرجوكم عودوا، لن يسمح لكم بدخول الولايات المتحدة إلا من خلال العملية القانونية.. هذا غزو لبلادنا والجيش بإنتظاركم”، كما أعلنت الولايات المتحدة ، نيتها لنشر خمسة آلاف جندي، على الحدود مع المكسيك، لمواجهة الهجرة الجماعية الغير شرعية من مواطني هندوراس، الذين خرجوا في أفواج كبيرة متجهين نحو أمريكا.

تابع مواقعنا