آيا صوفيا: حائرة بين صراع الأديان بين أتاتورك وأوردغان.. من كنيسة إلى متحف والنهاية تحويلها “مسجد”
جدل واسع بعد قرار المحكمة العليا في تركيا، من تحويل كنيسة “آيا صوفيا” من متحف إلى مسجد في مدينة اسطنبول التركية، والذى يمتد تاريخها إلى 1500 عام، تم بناءها بطراز فريد يمثل تحفة معمارية لأحد أهم الأثار التاريخية فى العالم.
قرار تركيا بإعادة فتح “آيا صوفيا” من كنيسة إلى مسجد أثار الكثير وتسبب فى حالة من الجدل أثارت العالم الإسلامى والغربى، وكذلك الشارع التركى مابين مؤيد ومعارض الجدل أمتد أيضاً إلى تسجيل كافة الكنائس فى العالم اعتراضاً على تلك الخطوة التى أقدمت عليها الحكومة التركية .
آيا صوفيا هذا الصرح المدرج رسمياً على لائحة اليونسكو كأحد المتاحف ذو التراث العالمي يرجع تاريخه نحو عام 532 م عندما قرر الإمبراطور البيزنطي، جستنيان الأول، بناء كنيسة في عاصمة تركيا القسطنطينية “إسطنبول” وتم بناءها فى 5 سنوات، بعد أن تعرضت للهدم لعدة مرات وكان فى ذلك الوقت كاتدرائية وسميت “آيا صوفيا” ويرجع أصلها إلى “الحكمة الإلهية” وفق اللغة اليونانية.
الإمبراطور البيزنطي أخذ على نفسه تحدياً كبير فى أن يثبت تفوقه على الرومان ببناء وتشيد صرع معمارى كبير، وذكر مقولته الشهيرة عند إفتتاح “اية صوفيا” “يا سليمان تفوقت عليك” في إشارة إلى نبى الله سليمان عليه السلام، والذي كان يمتلك معجزة ربانية جعلته قادراً على تسخير الجن فى إقامة وتشيد القيود وفق ملك سبأ التى طالب من الجن من يأتينى بعرشها.
تم تشيد وبناء الكاتدرائية بطرقة مميزة دفع فيها المعماريون قبة كبيرة، ودوائر تحيط بداخلها مع الرسومات التى جعلتها من أبرز معالم البناء فى ذلك الوقت، بجانب ارتفاعها وتعرضت الكنيسة للإنهيار نتيجة زلزال فى القسطنطينية “إسطنبول” حالياً عام 558 ميلادياً، وتم إعادة بناؤها بعد ذلك، جدرانهال الداخلية تتميز بفسيفساء الذهب المطرز بالفضة وأجزاء من الحجارة الملونة والزجاج والقرميد.
رجب طيب اردوغان يقول فى لقاءته الصحفية أن “توقيع أتاتورك”على قرار تحويل المبنى التاريخي إلى متحف كان مزيفا وأن السلطان العثماني محمد الفاتح، الذي فتح مدينة القسطنطينية عام 1453، اشترى الكنيسة بأمواله ولم يأخذها عنوة مثلما يدعى المعارضون لقرار تحويلها من متحف إلى مسجد.
آيا صوفيا أستمرت مركزاً للكنيسة الأرثوذكسية حوالى 900 عام، حولها الصليبيون أثناء حملتهم إلى كاتدرائية للروم الكاثوليك، عقب سقوط القسطنطينية في أيدي العثمانيين حُولت الكنيسة إلى مسجد، وأدى السلطان محمد الفاتح أول صلاة جمعة بعد دخوله المدينة وأصدر قرار بتغطية الرسوم والنقوش المسيحية، وجاء مصطفى كمال أتاتورك، مؤسس تركيا الحديثة وأمر بإقامة الشعائر الدينية في المسجد وصدر مرسوم حكومي عام 1934 بتحويله إلى متحف فني حتى صدر حكم المحكمة بإعادتها إلى مسجد.