تباين ردود الفعل السياسية عقب حوار إسماعيل هنية الأخير
تتواصل ردود الفعل السياسية عقب الحوار الذي أجراه رئيس المكتب السياسي لحركة حماس مع صحيفة لوسيل القطرية ، وهو الحوار الذي بات من الواضح أن الهدف الرئيسي الذي يسع إليه إسماعيل هنية من وراءه هو تحقيق ثلاث أهداف، الأول هي تحسين صورته السياسية قبل الانتخابات المقبلة في حركة حماس خاصة مع شعور هنية بتهديد واضح من قبل الرئيس السابق للمكتب السياسي للحركة خالد مشعل.
بالاضافة إلى ذلك يسع إسماعيل هنية أيضا إلى الظهور في صورة الرئيس القوى للفلسطينيين ، الأمر الذي بات واضحا الآن في ظل التطورات الخاصة المتعلقة بهذه النقطة .
اللافت أن الكثير من القوى السياسية توقفت كثيرا عند ما قاله هنية بالتحديد في نقطة محاولة بعض من القوى الدولية إغراء “حماس” للتوقف عن المقاومة.
وقال هنية نصا “أود أن أخص صحيفة «لوسيل» بمعلومة تنشر لأول مرة، وهي أن هناك أطرافا جاءت إلينا قبل شهرين ونحن نعرف بأنها مدفوعة من قوى كبرى عرضت علينا مشاريع جديدة في قطاع غزة بقيمة حوالي 15 مليار دولار، بحيث يتم قيام مطار وميناء ومشاريع اقتصادية في قطاع غزة، ونقل العرض لنا عبر وسطاء.
وأضاف هنية “وقلنا لهم: هذا حديث جيد نحن فعلاً نتطلع لأن يكون لدينا ميناء ومطار ومشاريع تنموية وكسر الحصار عن قطاع غزة باعتباره مطلبا فلسطينيا، ولكن ما هو المقابل؟. وعرفنا أن المقابل هو أن نقوم بحل الأجنحة العسكرية للفصائل ودمجها في أجهزة الشرطة وأن يصبح سلاحك خارج الخدمة خاصة السلاح الثقيل والصواريخ التي تضرب تل أبيب وما بعد تل أبيب وإمكانية القبول بإدارة قائمة بنفسها في قطاع غزة تتشكل من المكونات الداخلية لقطاع غزة، ويريدون إنهاء وجود مقاومة وتحييد قطاع غزة عن الحركة الوطنية الفلسطينية ويتفرغ للضفة.
وقد تباينت ردود الفعل المتعلقة بهذا الحوار ، حيث قال حسن عصفور وزير الثقافة الفلسطيني الأسبق إن مقابلة هنية يجب ألا تمر كخبر صحفي، وعلى القوى الوطنية كافة، وفي المقدمة منها حركة فتح (بكل مكوناتها) أن تطالب بجلسة مع حركة حماس، وفقط لمناقشة ما أشار له رئيسها من قضايا تثير الكثير من أشكال الريبة السياسية، توضيحا وتدقيقا ومعرفة.
وأضاف عصفور في مقال له حمل عنوان “أسرار هنية المفاجئة” و”الاستجواب الوطني الشعبي المطلوب نشره موقع آمد الفلسطيني ، أن أول تلك القضايا، ما أشار إلى أنه تم “التوافق” بين حماس وإسرائيل حول إعادة تفعيل المطار الذي كان في زمن الخالد أبو عمار، واعترف هنية بـ ” أحياناً في المعارك يستجيب العدو لمطالب المطار في غزة، ولكن نجد أن هناك أطرافا خارجية قريبة منا لا تريد أن يكون هناك مطار، نصا يشير الى توافق مع عدو ولكن رفضه من “قريب”، وهذا ما لا يجب أن يمر مرورا عابرا.
وأشار عصفور إنه والى حين قراءة توضيحا لما قال، فمنطق المقابلة حمل اعترافا بمشروع حمساوي خاص لقطاع غزة، يبدو انه يمهد لدور حمساوي جديد في الضفة الغربي ضمن “مشروع المحميات والنتوء”، وأختتم كلامه بالتساؤل …هل تبدأ حركة “الاستجواب الوطني – الشعبي” لرئيس حماس…تلك هي المسألة.
عموما ومهما كانت الرؤية الفلسطينية لهذا الحوار فإن الواضح الآن أن هناك الكثير من ردود الفعل المتعلقة به ، وهي الردود التي تتواصل بلا توقف في ظل أجواء صعبة تعيشها المناطق الفلسطينية الآن.