كيف ترى الدوائر السياسية مهرجان المصالحة المنتظر في غزة؟.. خبراء الشأن الفلسطيني يجيبون
حاولت بعض من الدوائر السياسية والاستراتيجية في العالم الإجابة على الأسئلة الخاصة بمهرجان المصالحة الفلسطينية المنتظر، خاصة مع بدء الاحتفال بعيد الأضحى، فضلا عن تأكيد بعض من الصحف والتقارير الفلسطينية عدم إقامة المهرجان الخاص بالمصالحة الفلسطينية بين فتح وحماس في غزة، وهو ما بات واضحًا الآن في ظل التجاذبات السياسية الحاصلة على الساحة الفلسطينية.
وأشارت مصادر فلسطينية، إلى وجود ما يمكن وصفه بالتباين السياسي بين ممثلي حركتي فتح وحماس، وهو التباين الذي يتفاقم الآن من ناحية التنظيم أو التنسيق السياسي قبل انطلاق المهرجان.
وكشفت تقارير صحفية، أن محور الجدل هو قضية الخطابات السياسية، خاصة مع رفض الرئيس محمود عباس أبو مازن التحدث في خطاب متساويًا مع رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية، وقال مصدر فلسطيني مسؤول، إن أبو مازن يرى نفسه ممثلاً للفلسطينيين وبالتالي من المعيب أن تتساوى كلمته السياسية سواء في المكان أو الوقت مع هنية الذي يمثل فصيلاً واحدًا من فصائل الشعب الفلسطيني.
وتشير مصادر سياسية، إلى شعور حركة حماس بالحرج الشديد مع رفض الأمين العام للأمم المتحدة إلقاء خطاب مع الرئيس السابق للمكتب السياسي للحركة خالد مشعل أثناء هذه الاحتفالية، الأمر الذي يزيد من دقة المشهد السياسي الآن.
ولفتت المصادر إلى أنه إذا لم يكن ذلك كافيًا، فقد ثار جدل جديد حول مكان تنظيم المهرجان الذي سيجتمع فيه المشاركون، حيث رفضت حماس اقتراح عقده في الساحة المركزية في غزة، خوفًا على صحة المشاركين وضرورة تطبيق قواعد التباعد الاجتماعي خوفًا من تفشي وباء كورونا.
وقال أحد المصادر السياسية، إن قلق حماس الحقيقي لا ينبع من مخاوف الصحة العامة، ولكن من الأشخاص الذين يرون فتح لديهم مؤيدون وإعلام أكثر من المشاركين في حماس، مما قد يؤدي إلى اشتباكات عنيفة سيتم بثها على وسائل التواصل الاجتماعي.
ويقول الباحث والخبير السياسي الدكتور محمد مشارقة، مدير مركز تقدم السياسات في لندن، لـ”القاهرة 24″: “لا أعتقد أن الأجواء السياسية الداخلية واللإقليمية تساعد على إنجاز مصالحة فلسطينية؛ فعلى ضفتي الخلاف نشأت مصالح شخصية ومراكز قوى تحكمها المصالح الخاصة وارتباطاتها الخارجية. فالمصالحة غير مسموح بها إقليميًا وإسرائيليًا، خاصة مع الغموض والتخبط الذي يميز الإدارة الأمريكية الحالية عشية الانتخابات الرئاسية. فقد طلبت إدارة ترامب من الحكومة الإسرائليلة تأجيل ضم ثلث أراضي الضفة الغربية، بما فيها منطقة غور الأردن، لتأثيرها على التوتر الحاصل في المنطقة، واحتمالات احباط جهود التطبيع الجارية مع عواصم ساسية في العالم العربي، كما أن البيان الانتخابي للمرشح الديمقراطي جو بايدن الذي تتزايد حظوظه في استطلاعات الرأي، يتحدث صراحة عن ضرورة تجميد الضم، حفاظًا على المصالح الوجودية لإسرائيل. لهذا تفضل كل الأطراف الخارجية التمهل في تسهيل أو تشجيع أي تصليب للحالة الفلسطينية، حيث تتقاطع كل المبادرات والتصورات حول ضرورة عودة الجميع إلى طاولة المفاوضات كطريق وحيد لمنع الانفجار وإنهاء حل الدولتين”.
بدوره يقول الكاتب الصحفي محمد هواش، إنه لا يوجد أي أمل يتعلق بخطوات مصالحة دراماتيكية، مبينًا أنه وبعد مهرجان المصالحة فمن الممكن أن يتحسن الخطاب بين فتح وحماس وتزداد الأعمال الميدانية المشتركة وتخلق أجواء إيجابية بينهما.
ويضيف هواس، أن المصالحة تحتاح إرادة سياسية ولا يعتقد أن لدى حماس استعدادا لها، موضحًا أن غياب الإرادة السياسية لدى حماس يجد ترجمته في أي خطوة مشتركة ذات بعد سياسي تريد مقابلها. وتريد أثمان، بينما يرى الرئيس أن المصالحة هي الهدية والثمن الذي يقدم للشعب والقضية.