نبيلة عبيد: أرفض تقديم قصة حياتي في عمل فني.. وغير راضية عن هذه الفترة من مشواري (حوار)
نجمة مصر الأولى والتي تربعت على عرش السينما المصرية والعربية، لفترة طويلة، والتي قال عنها النقاد إن السينما المصرية لن تكررها مرة أخرى، تِلك المرأة التي تربعت على عرش المبيعات وشباك التذاكر السينمائي، والتي مرت في حياتها بأكثر من مرحلة كما قسمها المؤرخ الفني محمود قاسم والذي قرر مؤخرًا طرح كتاب هو الأول من نوعه في العالم عنها وحمل اسم “سينما نبيلة عبيد”، النجمة الكبيرة نبيلة عبيد التي قدمت كثيرًا للفن تفتح قلبها لـ”القاهرة 24” في حوار خاص تتحدث فيه عن مشوارها وعن كواليس كتاب سينما نبيلة عبيد.
أعلنتِ مؤخرًا عن كتاب بعنوان “سينما نبيلة عبيد” للكاتب محمود قاسم.. فماذا يرصد الكتاب؟
الكتاب يتحدث عن مشواري الفني في السينما التي قدمتها طوال حياتي، والفكرة بدأت من الناقد الفني والمؤرخ محمود قاسم حينما أخبرني في محادثة هاتفية أنه يقوم بتأليف كتاب عن “سينما نبيلة عبيد” عبارة عن قراءة لأعمالي في السينما.
كتاب من هذا النوع لم يُصدر من قبل لفنان فلماذا سينما نبيلة عبيد في رأيك؟
أنا بدأت الفن “كبيرة” بأفلام كبير ومع كبار، سواء رابعة العدوية أو المماليك مع النجم عمر الشريف، وشاركت نجوم كبار مثل حسين رياض وفاخر فاخر وفؤاد المهندس وصلاح ذو الفقار، بالإضافة أنني بدأت مشواري الفني بقصص وروايات لشخصيات كبيرة وقصص مهمة ولها قيمة، وكان التحدي هو أن أستمر في هذا لذلك هناك ما يُسمى بـ”سينما نبيلة عبيد”.
هل نبيلة عبيد راضية بشكل كامل عن مشوارها الفني؟
هناك بعض الأفلام التي قدمتها بالفعل لم تكن على المستوى الذي بدأت به، بالطبع أتحدث عن الفترة التي خرجت فيها للعمل في لبنان وتركيا، وبعدما قدمتها جلست مع نفسي وكنت صريحة مع روحي، وبدأت أبحث لماذا لم تكن تِلك الأفلام بنفس المستوى التي قدمته من قبل، وعلى الرغم من صغر سني جائني الوعي المُبكر وأخذت وقفه مع نفسي وقلت لن أقدم أفلام بهذه الطريقة مرة أخرى لأنني تعودت على العمل مع مُخرجين وكُتاب بشكل معين وأقدم أفلام لها رسالة وقيمة وعدت مرة أخرى.
ماهو أول قرار اتخذته بعدما تراجعتِ عن تقديم هذه النوعية من الأفلام؟
أول ما فعلته هو أنني ذهبت للكاتب الكبير إحسان عبد القدوس وأخذت منه أعمال أقدمها، وكانت “سقط في بحر العسل” أول رواية رشحها لي وقدمتها في فيلم عام 1977 مع المُخرج صلاح أبو سيف، ووقتها ذُقت طعم النجاح الحقيقي وكان معي أسماء كبيرة في هذا العمل، في مقدمتهم محمود ياسين الذي كان في عز مجده وقتها، وشاركتنا نادية لطفي في دور صغير.
التعاون مع إحسان عبد القدوس جاء صُدفة أم كان مُخطط له.. وماذا استفدتِ منه؟
إحسان عبد القدوس كل موضوعاته تقدم شئ مُهم للمشاهد، وكان هو بمثابة العقل بالنسبة لي، وكان يرشح لي الروايات والقصص المُهمة ويقول لي “دي هتعمل منك ممثلة كويسة جدًا”، فبعد وسقط في بحر العسل، أعطاني ولا يزال التحقيق مُستمرًا، واستمريت في السير وراء ترشيحاته وكان هو في ظهري طوال مشواري الفني، وبدأ فكري يتغير وكنت أقوم بشراء رواياته وإنتاجها على حسابي الخاص، وكان الكثيرون يسألونني لماذا تدخلي معترك الإنتاج لكن كنت أقول لهم أن القصص تُعجبني، وحينما قدمت هذه الأعمال وحققت نجاح كبير بدأت أتلقى قصص وروايات مُهمة ليست من إنتاجي مثل العذراء والشعر الأبيض وإنتحار صاحب الشقة، ومن بعدها أعلنت عدم التنازل عن هذا المستوى، وتعاونت مع كبار المؤلفين مثل وحيد حامد ومصطفى محرم ومحمود أبو زيد وظللت أبحث عن الروايات والقصص المُهمة، وأظن أن هذه نقطة تميزي.
ماذا ستتعلم الأجيال الجديدة من “سينما نبيلة عبيد”؟
كل ما أريد أن تتعلمه الأجيال الجديدة هو الإجابة على سؤال كيف كانت تختار نبيلة عبيد أفلامها وكيف خاضت هذا المشوار وكيف حافظت عليه، أنا لم يكن في حياتي سوى الشغل والفن فقط، وكنت أصر على إختيار موضوعات جيدة، بالإضافة أنني كنت أصر على العمل مع الكبار في مقدمتهم إحسان عبد القدوس، وعلى مستوى الإخراج عملت مع مجموعة من المُمكن أن تُعد على أصابع اليد منهم أشرف فهمي وإيناس الدغيدي وعلي عبد الخالق وحسن كمال وعاطف الطيب وسعيد مرزوق، ولم يكن بينهم مُخرج أقل من الآخر.
هل شرط للمثل أن يكون مثقف من الناحية الأدبية؟
على الأقل إن لم يكن مُثقف أدبيًا، فعليه البحث عن شخص ذو ثقة كبيرة يقوم بتوجيه ويُرشده للأفضل، بالإضافة لسعيه للعمل مع أسماء مُخرجين كبار يتعلم منهم، أنا في بداياتي لم أكن أملك الخبرة لاختيار أعمالي وكانت تُرشح لي، لكني تعلمت كيف اختارها فيما بعد، وحينما ذقت طعم النجاح أصريت على أن أكمل مشواري بنفس التركيبة.
هل تدخلت نبيلة عبيد في الكتاب ورفضت عرض بعض الأشياء؟
لا لم أتدخل إطلاقًا، الكتاب يرصد السينما والأستاذ محمود قاسم مُتشبع بأفلامي، ويوميًا يجلس يشاهد الأفلام ويكتب وجهة نظرة في هذه الأعمال.
متى سيكون الكتاب جاهز للنشر؟
نعقد يوميًا جلسات عمل عن بُعد بسبب كورونا، وخلال شهر أو شهر ونصف على الأكثر سيكون الكتاب بين يدي الجمهور، وقتها اتمنى يكون انتهت جائحة كورونا التي تسبب لنا الذعر، ونعقد احتفالية كبيرة.
هل أخذت نبيلة عبيد حقها من التكريم في مصر؟
بالطبع، وكان أخرها هو إطلاق أسمي على الدورة السابقة من مهرجان الأسكندرية السينمائي الدولي، وكُرمت من قبل من مهرجان القاهرة السينمائي الدولي، بخلاف التكريمات التي حصلت عليها من خارج مصر.
كيف حصلتي على لقب نجمة مصر الأولى؟
في فترة من الفترات أصبحت أفلام تحقق الأعلى إيرادات في مصر والوطن العربي فكان المُنتج يشترط على الموزع لكي يحصل على فيلمي الجديد يأخذ معهم عشرة أفلام أخرى، في مصطلح يُسمى في السينما “رأس ليسته”، بعدها أطلق علي المُنتج لقب نجمة مصر الأولى وكنت مرعوبة منه لكن بدأ الجميع يتداوله ويُطبع على أفيشات الأفلام.
أعتقد البعض أن كتاب “سينما نبيلة عبيد” سيتطرق لحياتها الشخصية.. فهل من المُمكن أن تُقدمي سيرتك الذاتية في كتاب؟
كتاب سينما نبيلة عبيد يتحدث عن السينما فقط وليس له علاقة بحياتي الشخصية، لكن هُناك مشروع أخر سأخوضه بعدما أنتهي من هذا الكتاب وهو تقديم سيرتي الذاتية وحياتي الشخصية في عمل رُبما يكون كتاب، ورُبما يكون عن طريق فيديوهات أحكي فيها للجمهور من خلال حلقات.
هل من الممُكن تقديم سيرتك الذاتية في عمل فني؟
لا أرفض هذا الأمر بشكل واضح فأنا لا أريد تقديمها، أريدها فقط أن يتم تقديمها في شكل كتاب أو فيديوهات فقط.
هل هناك بالفعل جزء ثاني من مسلسل “سكر زيادة” الذي قدمتيه رمضان الماضي بالتعاون مع نادية الجندي؟
هكون سعيدة جدًا لو قررت الشركة المُنتجة تقديم جزء ثاني منه، وبالفعل كان مُخطط، لكن حتى الآن لم تتواصل معنا شركة الإنتاج ولم يتأكد ذلك، المسلسل أعجب الناس بشدة رمضان الماضي وسعدت بالمشاركة فيه وكنت مشتاقة لرؤية فريق العمل والجمهور كان متشو لرؤيتنا، وأنا ونادية الجندي جُداد على الشاشة والجمهور كان يُحب مشاهدة الشكل الجديد.
هل من الممكن أن تعودي للسينما من جديد؟
لما يكون فيه حاجة كويسة ممكن أرجع لكن في أعمال لاتناسبني الفترة الحالية وأنا غير مضطرة للعمل في السينما حاليًا.
ما رأيك في ظاهرة التحرش المثارة حاليًا.. وهل الفن ساهم في انتشارها؟
التحرش جرح لشخصية الفتاة ولابٌد أن يتخذ المجتمع إجراءات ضد المتحرش فورًا، وبالطبع حدث اختلافات وتغيرات في الفن في مصر سواء تغيرات لفظية ساعدت في انتشار ظاهرة التحرش، وأشياء لم تكن موجودة من قبل، التحرش ده عيب ولم يكن موجودفي المجتمع المصري سابقًا لأنه لم يكن هناك انفتاح ولا سوشيال ميديا.