زملكاوي نال عضوية شرفية بالأهلي وكتب عنه نجيب محفوظ.. مشاهد من حياة أحمد زويل
في مثل هذا اليوم 2 أغسطس 2016 رحل عنا العالم المصري الجليل الدكتور أحمد زويل في ولاية كاليفورنيا الأمريكية، والحائز على جائزة نوبل العالمية في 1999 بمجال الكيمياء، بعد اختراعه ميكروسكوب يقوم بتصوير أشعة الليزر في زمن قصير يقدر بـ”فيمتو ثانية”، ليسطر اسمه بحروف من نور في سجل العلماء على مستوى العالم بأكمله، ويبقى اسمه خالدًا حتى اليوم بالرغم من رحيله.
“أبو كيمياء الفيمتو” كما أُطلق عليه، كانت حياته حافلة بالمشاهد التي شكلتها، ويستعرض “القاهرة 24” أهم مشاهد حياة الراحل أحمد زويل.
“مين اللى قالك إنك انت صاحب المنحة، هو علشان اسمك فيه يبقى أنت اللي تروح أنت فاكر البلد سايبة؟.. لازم تجيب موافقة جميع زملائك المعيدين”.. كان ذلك الرد الذي تلقاه زويل بعد استقباله خطابًا بمنحة الدراسة في أمريكا من قبل المسؤولين بجامعة الإسكندرية، والبالغ عددهم 30 معيدًا، ليحصل على موافقة الجميع، وبعدها فوجئ العالم المصري بقانون يعرقل السفر، وهو وجوب عمله كمعيد بالجامعة عامين قبل السفر، فلم يجد أمامه سوى باب وزارة التعليم العالي ليطرقه، والتي طلبت موافقة رئيس الجامعة، ليوافق الأخير بعد معاناة، ويبدأ زويل رحلته العلمية، بعيدًا عن عرقلة الروتين للأحلام هنا.
حاز زويل العديد من الأوسمة والنياشين والجوائز العالمية لأبحاثه في علوم الليزر وعلم الفيمتو، التي حاز بسببها على 31 جائزة دولية، التي كانت من أهم مشاهد حياته، حيث حصل على جائزة نوبل في الكيمياء عن اختراعاته، كما وقع الاختيار عليه ليكون مستشارا للرئيس الأمريكي، واحتل اسمه المركز السادس في قائمة الشرف التي تضم أهم الشخصيات التي ساهمت في نهضة الولايات المتحدة الأمريكية على مر العصور، في قائمة ضمت 29 شخصًا، منهم:” ألبرت أينشتاين”.
حصل العالم المصري على وسام الاستحقاق من الطبقة الأولى من الرئيس الراحل محمد حسني مبارك عام 1995، وكذلك قلادة النيل العظمى والتي تعد أعلى وسام مصري.
“كنت أتمنى لو أني استطيع القراءة، فأقرأ هذا النص كلمة كلمة، وهو يستحق ذلك لخطورة الموضوع وعظمة الكاتب، ولكن الأستاذ المسلماني لخص لي ما في الكتاب، وهو هدية للكاتب العربي عن تاريخ شخص شرفنا فى العالم كله في جهاده العلمي، وما يزال يبحث، وأنا أتنبأ له بأنه سيأخذ جائزة نوبل مرة أخرى في بحثه العلمي الجديد، فلا يزال شابًا معطاءً، وأعطى لنا دروسًا وآراء مفيدة فى نهضتنا، نرجو أن نستفيد منها، وأن تكون منارة للجميع.. تحياتي للعمل وصاحبه، وتهنئة للقارئ العربى”. هكذا تحدث الروائي العالمي نجيب محفوظ عن زويل في مقدمة كتاب الأخير “عصر العلم”.
“ثورة يناير جددت آماله في إنشاء مدينة علمية في مصر”، تقول ديما الفحام، زوجة العالم الراحل، إنه كان دائمًا ما يحلم بإنشاء مدينة علمية في مصر، عقب حصوله على نوبل، ووجد صعوبات عدة في إنشاء المدينة بمصر، رغم وجود إغراءات خارجية إلا إنه أصر على تحقيق حلمه في مصر.
وتضيف ديما: “وجد الدكتور شريف صدقى ليبدأ معه العمل في التجهيز لتلك المدينة، وجمع زويل العالم أعضاء هيئة التدريس من علماء مصر فى الخارج، وواجهنا مشكلة التمويل، مع حملة التشويه التى تعرض لها، قال لي ذات مرة “مفيش فايدة”، ولكنه واصل الحلم من أجل مصر وطلابها، حتى تعرض إلى المرض فكان المرض وقودًا دفعه للعمل بشكل أسرع من أجل الوصول إلى تنفيذ تلك المدينة، وتعهدت الهيئة الهندسية للقوات المسلحة باستكمال وتنفيذ المشروع”.
عُرف “أبو كيمياء الفيمتو” بانتمائه لنادي الزمالك، وفي 2007 نال الرئاسة الشرفية للقلعة البيضاء، كما أنه نال العضوية الشرفية في النادي الأهلي.
ودّعت مصر عالمها في جنازة عسكرية مهيبة، بعد وفاته في 2 أغسطس 2016، بالولايات المتحدة بعد صراع طويل مع المرض، عن عمر السبعين عامًا، بمشاركة الرئيس عبد الفتاح السيسي وكافة قيادات الدولة.