تواصل أزمة تأجيل مهرجان المصالحة في غزة بين فتح وحماس
تتواصل ردود الفعل على الساحة السياسية عقب اللقاء الذي أجراه مسؤول دائرة العلاقات الوطنية في حركة حماس حسام بدران مع قناة الاقصى أخيرا ، وهو اللقاء الذي انتقد فيه بدران السلطة الفلسطينية وألقى عليها اللوم في فشل التخطيط للمهرجان المشترك في غزة.
وأكد بدران إن التقارب بين حركتي حماس وفتح، جاء بناءً على مجموعة من الترتيبات والعوامل، نافيا أن يكون هناك أي إلغاء أو تأجيل لمهرجان “غزة”.
وقال بدران ايضا في هذا الحوار إنّ حركة حماس معنية بالذهاب نحو عملية تراكمية تؤدي إلى شراكة حقيقية في القرار والمؤسسات وتحديد الإستراتيجيات النضالية في مواجهة الاحتلال، ولا يقتصر على حماس وفتح، بل بحضور ومشاركة فاعلة من مكونات شعبنا الفلسطيني كافة. وأشار إلى أن المؤتمر الصحفي بين نائب رئيس حركة حماس صالح العاروري وعضو اللجنة المركزية لحركة فتح جبريل الرجوب أسس لمناخات إيجابية أفضل بكثير مما كان سابقا.
ولفت إلى أن الخطوات التي نواصل حث السير فيها، مهمة بعد سنوات طويلة من الانقسام تركت آثارا سلبية حول هذه اللقاءات والتجارب المتكررة التي كانت تفشل في كل مرة ولا تؤدي إلى نهاية الانقسام.
اللافت أنه وفي ذات الوقت الذي أنتقد فيه بدران حركة فتح ، فإن الكثير من المقربين للرئيس الفلسطيني محمود عباس انتقدوا بدورهم حركة حماس ، مؤكدين أنها لم تبذل الجهود اللازمة من أجل نجاح هذا المهرجان ، وهو ما أدلى لتأجيله في النهاية.
المثير للانتباه إنه وفي ذروة كل هذا تتواصل ردود الفعل على الساحة الفلسطينية على اثر التطورات الجيوسياسية التي تعصف بهذه الساحة ، خاصة عقب ما تردد عن تأجيل أو إلغاء مهرجان المصالحة في غزة بين فتح وحماس لأسباب لم يتم الإعلان عنها ، بالاضافة إلى وجود الكثير من العرقيل التي تعترض هذه المصالحة ، وهو ما تؤكده مختلف الشواهد السياسية الان.
وتقول مصادر في حركة حماس متواجدة في قطاع غزة أن هناك بالفعل أزمات واضحة بين فتح وحماس ، وهي الأزمات التي تنعكس في الكثير من الشواهد ولعل أبرزها أزمة المواقع الإخبارية النابعة لحركة حماس ، أو ما يعرف بالحرب الانترفلسطينية بين فتح وحماس.
وقالت صحيفة ميرور في تقرير لها إلى أن الكثير من المواقع الإخبارية التابعة لحركة حماس ، بداية من موقع الرسالة أو فلسطين آلان أو وكالة شهاب للأنباء تعطلت عن العمل الشهر الماضي ، وهي الخطوة التي دفعت بعناصر من حركة حماس إلى اتهام حركة فتح بالتسبب في هذه الأزمة .
وكشفت تقارير صحفية أن السبب وراء ذلك هو بعض من قراصنة الإنترنت ممن قاموا بتعطيل عمل هذه المواقع بناء على تعليمات صدرت من السلطة الفلسطينية إليهم.
وأشارت هذه التقارير أن عناصر من حركة حماس اتهمت السلطة بأنها تقوم بذلك من أجل إسكات أي أصوات معارضة ، مؤكدين في ذات الوقت أن ما نسب لحركة حماس من نشر تقارير او اخبار تنتقد حركة فتح غير صحيح ، موضحة إن مواقعها الإخبارية تسير بمهنية وبالتالي فإن قرصنة هذه المواقع ومحاولة تعطيلها يمثل سلوك مرفوض ، مشيرة إلى أن هذه المحاولات تمت على يد عناصر من حركة فتح.
وأشارت مصادر في حركة حماس إلى أنها تسعى إلى المصالحة الان مع حركة فتح ، الأمر الذي دفعها لعدم إجراء أي تحقيق في هذه القضية.
عموما فإن التباين بين حركتي فتح وحماس مازال قائما وينعكس في الكثير من الشواهد السياسية الان ، سواء بالضفة الغربي أو قطاع غزة أو عموم أراضي فلسطين ، وهو ما يشير إلى ضرورة بذل المزيد من الجهود للهادفة إلى إذابة الخلافات للوصول إلى المصالحة الفلسطينية المأمولة.