دوائر بحثية ترصد تداعيات المشهد الاستراتيجي في لبنان عقب انفجار المرفأ

تتواصل ردود الأفعال على الساحة اللبنانية، عقب التفجيرات التي عصفت بمرفأ لبنان الأمر الذي أسفر عن مصرع 100 شخص وإصابة العشرات.

الأوضاع اللبنانية المتوترة جغرافيا لم تتوقف فقط عند حد العاصمة بيروت، ولكنها أيضا شملت الحدود الجنوبية للبلاد المتاخمة لهضبة الجولان مع فلسطين المحتلة، الأمر الذي يزيد من دقة هذه الأزمة.

وتشير دورية فورين بوليسي إلى أن التوتر لا يزال قويا في منطقة الحدود الجنوبية للبنان، خاصة مع تهديدات حزب الله بالرد على إسرائيل، وأن هناك الكثير من الحيثيات السياسية التي يمكن أن تمنع حزب الله من الرد على إسرائيل الآن، غير أن تهديد الأمين العام للحزب حسن نصر الله بالرد وبقوة على إسرائيل جعل هذه المنطقة على شفا بركان ثائر لا ينتهي.

التليفزيون البريطاني أيضا تحدث فى هذة النقطة، ونقل على لسان مصادر أمنية مسؤولة في لبنان توجسهم من إمكانية أن تستخدم عناصر من المقاومة وتحديدًا حركة حماس في لبنان الأجواء المتوترة الحالية من أجل إشعال هذه المنطقة بالمواجهات ردًّا على السياسات الإسرائيلية الأخيرة سواء بالرغبة في الرد على خطة الضم التي أعلن عنها بنيامين نتنياهو رئيس الوزراء، أو سياسات إسرائيل التي لا ترضي حركة حماس.

ويشير مصدر بريطاني مسؤول في التقرير أن محاولة حماس التصعيد عسكريا ستواجه بالطبع برد حاسم، وهو ما لا ترغبه لبنان الآن، خاصة أنها لا تريد أن تجد نفسها في حالة حرب ستلحق الضرر بمواطنيها.

يذكر أن رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية بادر بالاتصال بالرئيس اللبناني ميشيل عون بالاضافة إلى رئيس الوزراء حسان دياب ورئيس البرلمان نبيه بري، حيث قدم لهم التعازي بالشهداء، متمنيا في الوقت نفسه الشفاء العاجل للجرحى.

وأكد رئيس الحركة على كامل الثقة بأن لبنان من القوة والتماسك لتجاوز هذه المحنة، مشددا على الوقوف إلى جانب لبنان وأهله وشعبه في هذه اللحظات المؤلمة.

ورأت بعض الدوائر إن هذه الخطوة تعني رغبة حماس ورئيس مكتبها السياسي استغلال التطورات العسكرية في لبنان لتحقيق أي مكاسب عسكرية الآن وبأي ثمن.