سيتين صاحب مزرعة البقر الذي غير مسار برشلونة بالكامل وأشعل النيران في هولندا
جاء كيكي سيتين في يوم الثلاثاء 14 يناير، ليتولى مهمة تدريب نادي برشلونة الإسباني، بشكل رسمي لمدة موسمين خلفًا للإسباني إرنستو فالفيردي، الذي تمت إقالته.
وبالرغم من إقالته من تدريب نادي ريال بيتيس قبل تولي تدريب البارسا بعدة أشهر، ولكن كانت أسباب إدارة النادي في التعاقد مع كيكي أنها رأت أن فلسفته وطريقة لعبه تناسب برشلونة، وسيعود بالفريق إلى طريق البطولات مرة أخرى.
تصريح مزرعة البقر الذي أوفى فيه سيتين بوعده ودمر البارسا
وكان أول تصريح يقوله كيكي سيتين فور توليه مهمة تدريب برشلونة هو: “بالأمس كنت مع الأبقار فى مزرعتى الصغيرة، واليوم أدرب أكبر فريق فى العالم، ولا يمكن أن أجعل اسم هذا النادى أفضل، لأنه وصل للقمة، لدى علاقة جيدة مع فالفيردى وهو رائع وخصم مميز عندما واجهته، وأقدر كثيرا عمله وشخصيته”.
وبالفعل أوفى كيكي بوعده، فهو لم يجعل اسم برشلونة أكبر بل غير مسار النادي نهائيًا لتكون نهايته هي الإقالة بشكل رسمي من تدريب الفريق، أمس الإثنين 17 أغسطس، بعد أقل من 8 أشهر فقط من توليه، وتزامنًا مع سقوط الفريق في هزيمة مذله على يد بايرن ميونخ بثمانية أهداف مقابل هدفين، في ربع نهائي دوري أبطال أوروبا.
سيتين لم يضر نفسه بل ضرب كتالونيا بالكامل
وبالطبع أضر سيتين صاحب الـ61 عام، بأسمه كمدرب كرة قدم بعد المستوى الضعيف جدًا الذي ظهر به برشلونة تحت قيادته، حيث خسر 20% من مبارياته مع البارسا بجميع المسابقات كأعلى نسبة خسارة كمدرب للفريق، منذ موسم 2003 وقت تولي لويس فان خال تدريب الفريق.
وبخلاف الضرر الذي قد يلحق به والمدة الطويلة التي قد يجلس فيها بمزرعة البقر خاصته دون عمل، إلا أن كيكي مثلما قلنا أوفى بوعده، وبدلا من أن يساهم في تكبير اسم برشلونة أكبر أخذ النادي بأجمعه إلى حافة الهاوية، وتسبب في حالة إرباك كبيرة للجميع قبل رحيله.
وهناك 5 عناصر أخرى تضررت بسبب كيكي سيتين في أقل من 8 أشهر فقط، بل وقد ساهم في تغيير مسار النادي بشكل كبير الفترة المقبلة كالآتي:
– مجلس الإدارة
قلب كيكي الأوضاع على إدارة برشلونة بالكامل، فقد كانت الضربة القاضيه له ولهم هي مباراة بايرن ميونخ لتعلوا الأصوات بعد هذه المباراة التي تطالب بإقالة جوسيب بارتوميو رئيس برشلونة، وإجراء انتخابات عاجلة سواء من جماهير أو لاعبين أو نجوم قدامى أو مرشحين لرئاسة النادي، بل وكان تصويت الجماهير كله تقريبا على هذا القرار لأنهم يروا أن الإدارة هي السبب.
وقرر بارتوميو بعد أن انقلبت الأوضاع عليه ووتر سيتين الأجواء له بشكل كبير جدا، بعد 5 سنين من ولايته لم يحدث مثل كل هذا أن يعلن رسميا أنه سيتم تقديم موعد الانتخابات لتقام في 15 مارس المقبل، أي قبل موعدها بثلاثة أشهر.
وتسبب سيتين أيضا في ضرر لبعض الموظفين الآخرين في برشلونة، فقد انتشرت العديد من التقارير الصحفية التي أشارت إلى أنه عقب إقالته سيتم إقالة إريك أبيدال السكرتير الفني للبارسا، ومساعده رامون بلانيس، بل وأوسكار غراو المدير التنفيذي للنادي، ولكن لم تصدر أي قرارت رسمية بشأنهم حتى الآن.
– اللاعبين
كما وجه سيتين صدمة قوية للاعبي برشلونة، فبعد أن كان هناك بعض اللاعبين الذين لا يناسبون مستوى النادي ولكنهم اختبأوا في المستويات الجيدة التي يقدمها الفريق عمومًا، مستغلين حصد أي بطولة لتحتفل الجماهير والنادي وينسوا أمرهم، ولكن بعد ما فعله كيكي هذا الموسم، طالبت الجماهير برحيل العديد من اللاعبين لتكشف تقارير صحفية إسبانية أن إدارة النادي قررت بيع كل لاعبي الفريق هذا الموسم باستثناء أربعة فقط، وعلى رأسهم ميسي وتير شتيجن.
– ليونيل ميسي
كان الضرر الأكبر الذي تسبب فيه كيكي إلى نادي برشلونة، هو أنه بعد هزيمة البايرن اتخذ ميسي قرار نهائي بالرحيل عن النادي خلال الفترة الحالية، ولن ينتظر حتى نهاية عقده الموسم المقبل 2021 ليوتر الأجواء بشكل أكبر، فإذا رحل ليو بالفعل ستحدث ثورة كبيرة داخل البارسا، وأيضا سيفرق بين نجم الأرجنتين وبين النادي الذي قضى فيه مسيرته الكروية الرائعة وكان يتمنى أن يختمها فيه، وذلك لإعتراضه من البداية على تعيين سيتين لأنه كان واثق أنه لن ينجح.
– الجماهير
وبالطبع كانت جماهير برشلونة من أكبر المتضررين بسبب كيكي، فقد وضعوا آمالهم على النادي بعد الخروج من كل البطولات في الفوز بدوري أبطال أوروبا، نظرًا لتاريخ الفريق العريق في هذه البطولة.
وكانت الصدمة هي هزيمة البايرن لتثور الجماهير وعلى الفور تطلب إقالة سيتين وبارتوميو وإجراء انتخابات عاجلة، بل وهاجموا الفريق بشدة في اليوم التالي من عودة البعثة من البرتغال عقب توديع دوري الأبطال، وعلقوا العديد من اللافتات التي تحمل عبارات قاسية في المدينة الرياضية بالنادي مثل “ارحلوا يا مرتزقه” و”أنتم عار على برشلونة” وغيرها.
– هولندا
ولم يكتفي سيتين بإشعال الأجواء في إسبانيا، بل أشعلها في هولندا أيضًا فبديله في برشلونة سيكون رونالد كومان مدرب منتخب هولندا، وتواصلت معه إدارة النادي ووافق على الفور، مما سبب حالة توتر في هولندا فبعد أن كان المنتخب قد استقر مع مدربه الحالي ويستعد لخوض بطولة يورو 2021، تفاجئ بإقتراب رحيله وسيبدأ في البحث عن مدرب جديد، مما قد يورط المنتخب في التراجع للخلف والبناء من جديد بعد حالة الاستقرار التي كان يعيشها.
Koeman: “Un acuerdo solo es definitivo cuando se estampa la firma. Mientras eso no ocurra, no es cien por cien seguro” (via @NOSsport) #fcblive pic.twitter.com/wF26dZf1AD
— Toni Juanmartí (@tjuanmarti) August 18, 2020
ضرر يتحول لمنفعة
وهكذا يكون كيكي سيتين قد غير مسار برشلونة بالكامل في أشهر قليلة، وفعل ما لم يفعله أي مدرب مع النادي في فترة بارتوميو منذ 5 سنوات تقريبًا، ولكن من الممكن أن يتحول هذا الضرر الذي أحدثه إلى منفعة للنادي، وتحدث ثورة تغيير تعييد البارسا إلى الأمجاد مرة أخرى تحت قيادة مدرب ومجلس إدارة ولاعبين جدد جميعًا.