الثلاثاء 26 نوفمبر 2024
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات

الأزمة الليبية بعيون صينية

القاهرة 24
الإثنين 24/أغسطس/2020 - 05:50 م

تنظر الصين إلى الأزمة الليبية من منطلق ما يربطها من علاقات إقليمية واستراتيجية، ومصالحها الاقتصادية مع الدول المعنية، فإنه ومنذ سقوط نظام معمر القذافي عام 2011، غرقت ليبيا في حالة من الفوضى، وتفاقم الوضع إلى حد القتال بين قوات الحكومة المدعومة من قبل تركيا وقطر وبلدان أخرى، وقوات اللواء المتقاعد خليفة حفتر، المدعومة من قبل مصر، الإمارات العربية المتحدة، المملكة العربية السعودية، وبلدان أخرى.

لقد اجتذبت الجولة الجديدة من تصعيد النزاع في ليبيا اهتمام جميع الأطراف، وأصدرت فرنسا وألمانيا وإيطاليا مؤخرًا بيانًا مشتركًا يحث جميع الدول على الالتزام بقرار الأمم المتحدة لحظر الأسلحة و”إنهاء التدخل المكثف في ليبيا”. ومع ذلك، شككت بعض وسائل الإعلام الأجنبية في أن فرنسا دعمت ذات مرة “الجيش الوطني” الليبي في مهاجمة المنظمات المسلحة الأخرى، وهو أيضًا تدخل في شؤون داخلية لليبيا. لكن، اللافت لنظر المتابعين والمراقبين والمحللين المهتمين بالشأن الليبي، يرى أن مصر وتركيا تتجهان تدريجيًّا نحو مقدمة النزاع في ليبيا. وتعتقد وكالة الأنباء الألمانية دويتشه فيله، أن مصر وتركيا تدعمان قوى سياسية مختلفة، وقد يكون هناك صراع مباشر في ليبيا.

وافق مجلس النواب المصري مؤخرا على إرسال قوات قتالية للخارج لمواجهة التحديات التي تواجه الأمن القومي المصري. وأكد البرلمان المصري في بيان على موافقته على تفويض الجيش في إرسال عناصر من القوات المسلحة المصرية في مهام قتالية خارج حدود الدولة المصرية، للدفاع عن الأمن القومي المصري في الاتجاه الاستراتيجي الغربي وضد أعمال العناصر الإرهابية الأجنبية. ويعتقد المحللون بأن هذا التفويض هو “ضوء أخضر” للتدخل العسكري المصري في ليبيا. وحسب تقرير وكالة “رويترز”، قالت الرئاسة المصرية إن الرئيس عبد الفتاح السيسي والرئيس الأمريكي دونالد ترامب اتفقا في اتصال هاتفي يوم 20 يوليو الجاري على تثبيت وقف إطلاق النار في ليبيا وعدم التصعيد تمهيدًا للبدء في تفعيل الحوار والحلول السياسية. وأعرب الجانب الروسي عن أن إرسال مصر لقوات لا يعني الحرب، ولكنه يمكن أن يوازن القوة العسكرية الإقليمية ويزيد فرص مفاوضات السلام.

 

ومن الناحية الأخرى، ذكرت تقارير إعلامية تركية، أن حكومة الوحدة الوطنية الليبية اتخذت هجومًا واضحًا مؤخرًا بمساعدة تركيا، واستعادت معظم الجزء الشمالي الغربي من ليبيا وأنهت حصارًا استمر 14 شهرًا للعاصمة طرابلس من قبل “الجيش الوطني”. كما نشرت تركيا في الأيام الأخيرة مدفعية وأسلحة ثقيلة أخرى في ليبيا لمساعدة قوات حكومة الوحدة الوطنية على الاستيلاء على مدينة سرت الساحلية الاستراتيجية. وحسب وكالة أنباء أمريكية أسوشيتد برس، أرسلت تركيا 3000 من المرتزقة إلى ليبيا في الأشهر الثلاثة الأولى من هذا العام.

 

أشار لي ويجيان، الباحث في معهد شنغهاي للدراسات الدولية ونائب رئيس جمعية الشرق الأوسط الصينية، في مقابلة صحفية مع صحيفة الشعب اليومية، إلى أن مشاركة تركيا البارزة في الوضع في ليبيا. أولا، إظهار نفوذهم كقوة إقليمية وحتى كقوة عالمية. ثانيا، اغتنام الفرصة لتوقيع مذكرة مع حكومة الوحدة الوطنية الليبية للحصول على موارد الغاز الطبيعي في شرق البحر المتوسط. ثالثا، استخدام قضية ليبيا لتحويل الانتباه المحلي، وضعف الاقتصاد المحلي ومعدل الدعم الحكومي. ومن الناحية المصرية، ترى الأخيرة أن الاضطراب في الجارة الغربية لليبيا سيجعل الوضع الأمني الإقليمي أكثر هشاشة، وهو ما قد يؤثر على استقرارها السياسي. وإصدار مصر إشارة تدخّل عسكري للتعبير عن دعمها القوي لـ “الجيش الوطني” تأتي من أجل تقييد العمليات العسكرية التركية. ويعتقد لي ويجيان، أنه عندما يهاجم أحد الأطراف هجومًا شديدًا، فإنه غالبًا ما يكون غير راغب في التفاوض على وقف إطلاق النار، لكن عندما تصل قوى جميع الأطراف إلى توازن نسبي وتصل الحرب إلى طريق مسدود، فإن احتمال وقف إطلاق النار سيزداد.

تابع مواقعنا