تجنيس قيادات حماس يشعل الأزمة بين أنقرة وواشنطن
تتواصل ردود الفعل على الساحة السياسية التركية عقب رغبة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، منح بعض من النشطاء التابعين لحركة حماس الجنسية التركية، وأشارت صحيفة “ديلي تلجراف” في تقرير لها إلى أن المعارضة التركية تتهم الرئيس التركي بانه يصر على تصدير الإرهاب من تركيا إلى العالم، الأمر الذي يسيء لتركيا وينذر بالكثير من التداعيت السلبية عليه.
ونقلت مصادر صحفية عن أحد الدبلوماسيين الإسرائييين إعلانه أن أنقرة منحت جوازات سفر لنحو 12 عضوا بحركة حماس، في خطوة تأتي بعد أيام فقط من لقاء جمع أردوغان بمسؤولين من الحركة، أزعج واشنطن بشكل كبير.
اللافت أن كل هذا الزخم يأتي عقب اللقاء الذي عقده الرئيس التركي مع إسماعيل هنية رئيس المكتب السياسي لحماس ومسؤولين آخرين، وهو ما أثار انتقادات دولية، خاصة وأن بعضًا من الحاضرين لهذا الاجتماع كان له دور في شن بعض من الهجمات القتالية وعمليات خطف ضد الإسرائيليين، وفق الإدارة الأمريكية، الأمر الذي أثار انقتادات واسعة على هذا اللقاء.
عقب تسريب خبر منح تركيا جنسيتها لقيادات حماس.. هل تشتعل الصراعات بين معسكرات المقاومة؟
ونقلت صحيفة نيويورك تايمز عن روعي جلعاد القائم بالأعمال الإسرائيلية في تركيا قوله إن “البعض في طريقه (للحصول على الوثائق)، فيما حصل البعض الآخر عليها بالفعل (من الحكومة التركية)، لكننا نتحدث عن حوالي 12 جواز سفر مُنحوا لأعضاء من حماس”.
وأضاف جلعاد وفقا للصحيفة: “لدينا بالفعل وثيقة سنقدم للحكومة (التركية) نسخة منها”، متوقعا عدم الحصول على رد من أنقرة، استنادا إلى آخر تجربة عندما تم تقديم ملف له أساس قوي للحكومة ولم يتلقوا ردا.
مخازن حماس للسلاح.. هل باتت التحدي الأكبر أمام لبنان الآن؟
ووفق جلعاد، فإن أعضاء حماس الذين منحتهم أنقرة وثائق هوية، يمولون ويدبرون لأعمال إرهابية انطلاقا من إسطنبول. وقالت الصحيفة عن هذه النقطة إن واشنطن عارضت استضافة أردوغان الأخيرة لاثنين من قادة حماس في إسطنبول. وقالت الخارجية الأمريكية، في بيان صادر عن المتحدث باسمها مورجان أورتاجوس، إن “حماس مصنفة منظمة إرهابية من قبل الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، مشيرة إلى أن “المسؤولين اللذين يستضيفهما أردوغان إرهابيان دوليان”.
تحركات حماس في تركيا باتت مقيدة لتحقيق أكبر قدر من المكاسب لأنقرة
وحذر البيان من أن “تواصل أردوغان المستمر مع هذه المنظمة الإرهابية لا يؤدي إلا إلى عزل تركيا عن المجتمع الدولي”، في لهجة حادة تشي بأن واشنطن ضاقت ذرعا بسلوك أنقرة المقوض لجهود مكافحة الإرهاب. المعارضة التركية.
اللافت أن خبر منح الجنسية التركية لـ12 من أعضاء حماس، أثار غضب معارضين أتراك ممن استهجنوا الخطوة، حيث قدم أحمد أونال تشفيك أوز، نائب رئيس حزب الشعب الجمهوري، أكبر أحزاب المعارضة التركية، استجوابا في البرلمان حول الموضوع.
ونقل الموقع الإلكتروني لصحيفة “يني جاغ” التركية المعارضة، عن المعارض قوله، إن “حركة حماس مدرجة من قبل عدد من الدول، بمقدمتها الولايات المتحدة وإسرائيل والاتحاد الأوروبي، على قوائم التنظيمات الإرهابية”.
وأضاف تشفيك أوز أن “استضافة أعضاء الحركة من شأنه أن يعرقل حل القضية الفلسطينية الإسرائيلية، ورفع التوتر في منطقتنا، بل وسيعيق لعب أنقرة أي دور فعال في القضية الفلسطينية”.
من ناحية أخرى رصدت الصحيفة رأي متابعون سياسيون من أن اللقاءات التركية المتكررة مع قادة الحركة الإرهابية بات يزعج الإدارة الأمريكية بشكل كبير، ما يفسر حدة لهجة بيانها هذه المرة، والذي شددت فيه على أنها ستواصل “إثارة مخاوف بشأن علاقة الحكومة التركية بحماس على أعلى المستويات”.