عزيز الشافعي: الهضبة صاحب فضل على جيل شعراء وملحنين.. وأماكن السهر نجحت لهذا السبب (حوار)
هو ملحن يعرف هدفه، يمشي واثق الخُطى، بدأ من 2002 بأغنية “بلاش الملامة” لخالد سليم، لتكون المفتاح الذي أدخل عزيز الشافعي باب التلحين الغنائي، مستغلًا بوادر النجاح التي أجاد توظيفها وتنميتها، ثم توالت الأعمال الفنية، ليحقق حلمًا من أحلامه بالتعاون مع الهضبة، ويُكون مع تامر حسين خلطة سرية ناجحة، جعلتهما يتصدران سويًا أغاني عمرو دياب، في خمس أغانٍ بدأت بـ”يوم تلات” حتى “أماكن السهر”.
واستقبل عزيز الشافعي محررة “القاهرة 24” في مكتبه المتواضع الهادئ، الذي يحوي العديد من الذكريات التي توثق لحظات النجاح منذ أن كانت طفلا يحبو، وبدأنا الحديث معه عن “أماكن السهر”، التي طُرحت حديثًا، ووصفها بأنها “لفّة على بعضها مالهاش أول من آخر”، وكجميع أغاني الهضبة تحتوى على كواليس خفية وراء الكاميرا، وكان أول أمر قاله الملحن إن عمرو دياب بدأ بـ”دا في أي مكان”، ولم يبدأ بالمقطع المُتفق عليه أولًا وهو: “في أماكن السهر”، ولكن كانت رؤية موفقة من الفنان.
أما عن نجاح الأغنية فأكد الشافعي أنه لا يتوقع النجاح أو الفشل، معربًا عن أنه يعرف قيمة ما يقدمه وإن كان جيدًا أم لا، أما عن عوامل نجاح “أماكن السهر”، فهي متعددة تبدأ من توفيق الله والتصوير الجيد والإخراج والكلمات المختلفة، بالإضافة للكيمياء التي أكد أنها تجمعه بالمؤلف تامر حسين.
“الخلطة السرية”.. تحدث الشافعي عن المؤلف تامر حسين، الذي تعرف عليه منذ 2016، وحافظا على التواصل حتى كانت “يوم تلات” في 2019 التي نالت إعجاب الجماهير، ثم كانت “قدام مرايتها” التي طلب الهضبة من تامر حسين أن يرسلها لعزيز الشافعي ليلحنها، ثم كررا النجاح في “يا بلدنا يا حلوة”، “أماكن السهر”، وتخللهما “قلبي متعلق”، “زي ما انتي” كلمات الشافعي نفسه، ضمن ألبوم “سهران”.
أما “يا بلدنا يا حلوة” فشهدت العديد من الكواليس، وكان للهضبة طلب خاص من تامر حسين، وهو أنه يريد إدخال جميع محافظات مصر في الأغنية، وعمل الشافعي على تغيير ألحانها خمس أو ست مرات، واستغرق تلحينها شهرًا أو شهرين، وكانت مفاجأة لجمهور الهضبة أن يطرح كليبين في أوقات متقاربة.
“عمرو دياب صاحب فضل على جيل كامل من الشعراء والملحنين”.. هكذا وصف الشافعي الهضبة الذي كان سببًا في إبراز اسم جيل كامل من الشعراء والملحنين والموزعين، واصفًا إياه بـ”الوجهة العالمية لمصر في مجال المزيكا”، فهو المطرب الذي دوما يرغب الملحنون والمؤلفون أن يستمع الجمهور لأغانيهم بصوت الهضبة، قائلًا: “صوت عمرو دياب بيضيف نجاح للأغنية”.
“معظم أغاني الهضبة مُخصصة له”.. قال الشافعي إن معظم الأغاني التي غناها الهضبة كانت مُلحنة خصيصًا له، فبدأ بالحديث عن “يوت تلات” التي بداية تعاون متتالِ، من “قدام مرايتها” التي طلب الهضبة من تامر حسين أن يرسلها للشافعي لتلحينها، أما “بالضحكة دي” كانت مكتوبة لسيت لشخص بعينه، ولكن عمرو دياب أحبها وطلب أن تكون له، على عكس “يا بلدنا يا حلوة” و”أماكن السهر” فكلاهما تم تلحينهما للهضبة.
كان المميز في أماكن السهر، هو ظهور دينا الشربيني في الكليب، وقال الشافعي إن “شقاوتها وروحها الحلوة عملت روح للأغنية”، فأكد الملحن أن ممثلة بقدرها وموهبتها عندما ظهرت كـ”موديل” كانت فكرة صائبة، وأحب كثيرون إطلالتها فهي أضافت إلى الكليب.
“جديد عمرو دياب أنه عفوي ومبهج ومنطلق”.. يرى البعض أن كليبات الهضبة لم تصبح مثل سابق عهدها بظهوره بالطفرة في ستايل الملابس أو تسريحة الشعر، ولكن الشافعي واجه هذه الأقاويل بأنه يجد أن الجديد هو تجسيد الشخصية “العادية”، التي هي مصدرها الشارع المصري، واصفًا إياه بالعفوي والمبهج والمنطلق.
يلاحظ الجمهور أن معظم أعمال الشافعي يسيطر عليها “المقسوم”، والمعزوفات الشرقية، وعندما سألناه عن هذا الأمر، كانت إجابته أن السر في هذا الأمر هو وقفته على المسارح في بداياته وغنائه في الأفراح الشعبية، فقال: “جزء عندي اللي هو الشقاوة لأني غنيت كتير في الأفراح ووقفت على المسرح”، مضيفًا أن هذا الأمر أكسبه حرفة “أرقص الناس”، فهو يرى أن مثل هذه الأغاني هي التي تجذب انتباه الجمهور.
لا يوجد عمل فني لا يتعرض للانتقادات، ولكن تختلف طريقة استقبال كل شخص للحديث السلبي عن أعماله، ولكن الشافعي أشار إلى أنه لا يهتم بالشائعات التي قد يروجها البعض على أعماله، بل إن ما يشغله هو طرحه أغنية جديدة ولا يتردد صداها في الشارع المصري وعلى السوشيال ميديا، وأعطى مثلًا بأغنية “يوم تلات” التي وصف الجدل الذي أُثير عليها بأنه “مفيد للأغنية”، وقال عن الشائعات إنه لا يراها.
“السهل الممتنع وصوتها يمثلني”.. هكذا تحدث الشافعي عن الفنانة جنات، التي تعاون معها في ألبومها الجديد “أنا في انتظارك” بأغنيتين وهما “أوعى” و”رايقة” وكلاهما حقق نجاحًا بين الجمهور، فقال عن جنات إنها الموهبة الثقيلة، ولكنها ليست بالفنانة السهلة التي ترضى بالألحان المعروضة بسهولة.
ويتعاون الشافعي مع الفنان تامر حسني في أغنية جديدة بالألبومه القادم، فقال إنه يرغب تكرار النجاح الذي حققاه معًا في “صحيت على صوتها”، “بعيد عن عيني”، “محدش يقولي”، وتطرق الملحن للحديث عن “عدى الكلام” التي حققت 44 مليون مشاهدة على “يوتيوب”، مؤكدًا أنه سعيد بالتعاون مع النجم العالمي سعد لمجرد في أغنية مصرية بالكامل، بل وتنال إعجاب الكثيرين من سُكان معظم الدول العربية، مشيرًا أنه اعتمد في تلحينها على الطريقة الغربية ولكن المقامات الشرقية.
عزيز الشافعي
“مغني الزمالك”.. طالما اكتسب عزيز الشافعي هذا اللقب، فهو من المشجعين البارزين للقلعة البيضاء، ولكنه أكد عدم رغبته في طرح أغاني بصوته في تلك الفترة والتركيز بدلًا من ذلك في مشروع الملحن عزيز الشافعي، مؤكدًا أنه يهتم بالتلحين أكثر من الغناء.
تعاون الشافعي مع كثير من المطربين، وعندما سألناه عن إضافة كل فنان له، فقال إن كل مطرب تعاون معه أثقل تجربته الفنية، حيث إنه كملحن يتجسد في شخصية كل مطرب، ليخلق مزيجًا مناسبًا بين شخصيته كملحن وشخصية المطرب بصوته.
عزيز الشافعي
انتشرت في الآونة الأخيرة أغاني حديثة من نوعها وهي “الراب” و”المهرجانات”، وكلاهما حاز إعجاب الجمهور، ولكن الشافعي قال عنهما “مش بتاعتي”، وعدنا معه بالزمن ليتخيل نفسه ضمن فناني السبعينيات، وسألناه لمن كان سيُلحن إذا تمكن من الاختيار؟، فكانت إجابته هو العندليب الأسمر وكوكب الشرق، وجارة القمر.
ووجه الشافعي، رسالة لجمهور عمرو دياب من خلال “القاهرة 24” في ختام اللقاء، فقال: “أنا أحب أقول لكل جمهور عمرو دياب أنا بشكركم على مساندتكم ودعمكم، وأنا فخور إني بشتغل مع فنان كبير زي عمرو دياب، بإبداعاته وفنه وجمهوره وأتمنى دائمًا أن تنال أعمالنا إعجابكم”.
عزيز الشافعي
عزيز الشافعي
عزيز الشافعي
عزيز الشافعي
عزيز الشافعي ومحرر القاهرة 24
عزيز الشافعي
عزيز الشافعي
عزيز الشافعي