تامر حسني أفضل من يروج لـ”مصر” في أعماله الفنية

خُيِّرَ الإنسان في كُل أمور حياته، وفي هذا الشأن قل ما شئت، فالخير موجود والشر موجود وبيدك تختار الطريق، وكانوا ينصحوننا في الماضي بأن الخمارة والجامع أو الكنيسة “جنب بعض”، وبيدك تختار ما شئت “تسكر ولا تخش تصلي”، وهكذا الفن في نظر البعض، تِلك المعركة الدائرة منذ سنوات، هل دور الفن إبراز الواقع أم تجميله؟، وإن افترضنا أن الفن من واجبه نقل الواقع، هل الواقع قبيح فقط كما يصدر لنا البعض، هذه الصورة؟.

وفي أحد مؤتمراته، عاتب الرئيس عبد الفتاح السيسي، بعض صناع الفن الذين يصدرون البلطجة والعشوائيات فقط في الأعمال، مشيرًا أن مصر بها ما هو أجمل من ذلك يُمكن أن نصدره للجمهور، ولا يعلم البعض، أن الجمهور المُتابع للأعمال المصرية في الخارج رُبما هو أكثر من الجمهور بالداخل، فمصر هي هوليود الشرق، ووجه كُل البلدان العربية الفنية، ولن أتطرق كثيرًا لدور الفن المؤثر في نواحي كثيرة في الحياة، لكني سأتحدث عن جانب وناحية واحدة، وهي الناحية الترويجية.

قليل من النجوم وصناع الأعمال بدأ يلتفت لهذا الأمر، وهو “أن مصر بها الكثير من الجمال نحتاج لإبرازه”، ولعل أبرز هؤلاء النجوم هو الفنان تامر حسني، الذي قرر عدم اللجوء في كثير من الأحيان في أعماله الفنية إلى الخارج، والتفت لقوة الفن الترويجية لدولة بحجم مصر، وكأنه يُريد إرسال رسالة “الله الله على مصر الله.. الله الله ده جمال لله في لله” التي قالها في أغنية “الأصل مصري”، والتي رصد من خلال الفيديو كليب الخاص بها، جمال النيل وعظمة القاهرة والشعب المصري، حيث قام بتصوير الفيديو كليب في مركب في النيل مرورًا بعدد من أماكن القاهرة.

ومن الواضح أن الأمر لم يأتِ صدفة في بال نجم الجيل، لكن ظهر الأمر جليًا حينما اختار سفح الأهرامات لإقامة حفلة مايو الماضي، حبًا لهذا الأثر المصري الذي يأتي له الجميع من حول العالم لمشاهدته، ووضح هذا في تدوينة تامر التي نشرها بعد الحفل وأرفق معها صورته بجانب الأهرامات قائلًا: “الصورة دى بالنسبالي مش صورة طبيعية وهتعدي لأ، وفعلا كان حلم منذ طفولتي أن أغني أمامه وكنت أكتفي بالتصوير أمام الهرم فقط وظلَّ الحلم محفورًا في قلبي ووجداني حتى حققته الحمد لله”.

وفي فبراير 2019، قام تامر بطرح فيديو كليب لأغنية “ناسيني ليه”، واختار واحدة من أجمل المُدن في العالم، وهي مدينة الإسكندرية، واستطاع من خلال الفيديو كليب الذي أخرجه سعيد الماروق، وكان فكرة تامر حسني، إبراز معالم الجمال في الإسكندرية من خلال العديد من الكادرات السينمائية بداية من البحر والكورنيش وكوبري ستانلي، بالإضافة استخدام مكتبة الإسكندرية ذلك الجمال المعماري في البناء، الأمر الذي التفت إليه الكثير وقتها، بأن الفيديو كليب أظهر الإسكندرية كما لم تظهر من قبل.

وقبل يومين قرر تامر إبهار الجميع بفيديو كليب جديد لأغنية “دويتو” جمعه بالفنان محمود العسيلي حملت اسم “اختراع”، وخرج الكليب من إخراج تامر حسني نفسه، أكد فيه أن فكرة إبراز الأماكن المصرية الجميلة هي فكرة متأصلة في فكره هو، حيث اختار الإنجاز المصري العالمي أبراج العلمين الجديدة الشاطئية للتصوير هُناك وأبرز من خلال الفيديو كليب جمالها تِلك المدينة الساحلية الجديدة التي تبنيها الدولة في هذا التوقيت والمقرر أن تكون من أجمل مُدن العالم، حيث تُعتبر شواطئها من أجمل شواطئ البحر المتوسط.

نهاية الأمر أذكركم بأن مدينة النور باريس، تِلك العاصمة الفرنسية التي يحلم الجميع بزيارتها، هي مُبهرة في أعيننا، لأننا لم نرَ إلا الجانب الجيد فيها فقط، لكنك ستصعق حينما ترى الجانب الآخر من الصورة، لكن هذه هي صناعة الفن والإعلام، فبجانب عمل الدولة لتغير الأوضاع للأفضل، لا بُد وأن نعمل جنبًا إلى جنب لتكون الصورة أيضًا أفضل.