انتقادات خالد مشعل ضد قيادة حماس الحالية تثير جدلًا سياسيًا واسعًا
أبرز عدد من التقارير الصحفية المنشورة مؤخرًا أهمية الخطاب السياسي الذي يتبناه الرئيس السابق للمكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل، ونقلت هذه التقارير عن أحد كبار قادة حركة حماس من الموجودين في قطر قوله إن الرؤية السياسية لخالد مشعل تنفقد القيادة السياسية الحالية للحركة، خاصة في ظل التجاذبات السياسية الموجودة ليس فقط بين قيادات حماس وبعضها البعض ولكن أيضا بين الفصائل الفلسطينية وتباينت مصالحها مع هذا القائد أو ذاك في حركة حماس.
وأشار التليفزيون الألماني في تقرير له إن خالد مشعل يطالب القيادة الحالية في حركة حماس بأن تكون شجاعة وأن تكون مستعدة لدفع الثمن من أجل تحقيق الأهداف والحصول على حقوق الشعب الفلسطيني.
ما وراء النشاط الدبلوماسي المكثف لخالد مشعل
وأشار التقرير، إلى وجود ما يمكن وصفه بالقاعدة الأساسية لرؤية خالد مشعل السياسية، وهي القاعدة التي يتوجب على حركة حماس استخدامها لقيادة الشعب الفلسطيني ضد التحديات التي يفرضها الاحتلال، الأمر الذي يؤكد وجود محاولات حثيثة الآن لحشد الدعم السياسي له كبديل للقيادة الحالية برئاسة إسماعيل هنية.
وتشير صحيفة الأوبزرفر في تقرير لها إلى أن الملاحظ على خطاب مشعل السياسي أنه ينتقد في أطروحاته وأفكاره السياسية نموذج التفاوض بدلًا من المقاومة.
“حماس”: خالد مشعل يلقى كلمة هامة مساء اليوم حول قرار “القدس”
وتوضح الصحيفة إن مشعل ربما وبهذه الطريقة السياسية في خطابه كمن وجه انتقادات داخلية للقيادة السياسية الحالية ، وكأنه يطالبها بالتحلي بالشجاعة والمجازفة ومواجهة الاحتلال، لأنها توافق على مواجهة العواقب والثمن الذي تدفعه من أجل تحقيق حقوق وأهداف الأمة الفلسطينية.
اللافت أن الكثير من القادة والمسؤولين أخذوا هذه التصريحات على محمل الجد ودعمها واعتبروا أنها تمثل بداية متميزة لقيادة مشعل من جديد للحركة، وهو ما يزيد من دقة هذه النقطة.
اللافت أن تداعيات هذه الأزمة تتزامن مع قضية أخرى، حيث تصاعدت حدة الجدل السياسي بقوة في تركيا مع مطالبة بعض من قيادات العمل السياسي والحزبي بضرورة عدم منح قيادات حركة حماس الجنسية التركية ، الأمر الذي دفع ببعض من كبار القادة في حركة حماس من المتواجدين بالبلاد إلى التخوف من رد الفعل المرتبط بهذه النقطة.
وأشارت صحيفة الواشنطن بوست في تقرير لها إلى أن التخوف الرئيسي الذي يعصف الأن بقيادات حركة حماس يتعلق من توجسهم أن يؤدي الضغط السياسي والشعبي إلى تضييق أفعالهم وتأخير منح الجنسية التركية لنشطاء آخرين.
وأوضحت مصادر سياسية في المعارضة التركية عن قلقها وتوجسها من هذه النقطة خاصة وإنها ترى أن قيادات حركة حماس لا أحقية لهم في نيل هذه الجنسية ، الأمر الذي يزيد من دقة هذه الخطوة.
عموما يبدو إن حركة حماس بالفعل تواجه الكثير من التحديات، وهي التحديات التي لن تنتهي بسهولة في ظل صعوبة القضايا الاستراتيجية الحالية على الساحة السياسية.