اليوم العالمي لمحو الأمية.. مقرر “القومي للسكان”: الفقر السبب الرئيسي لزيادة نسبة الأمية

تعد مشكلة محو الأمية من أكثر المشاكل التي تواجه العالم والتي يسعي دائما المتخصصون إلى معرفة الأسباب التي تؤدي إلى هذ المشكلة لكي يتم التوصل إلى الحلول المناسبة لها.

ويحتفل العالم كل عام يوم 8 سبتمبر، باليوم العالمي لمحو الأمية، حيث تم الإعلان عنه في الدورة الرابعة عشرة للمؤتمر العام لليونسكو في يوم 26 من شهر نوفمبرعام 1966م باعتباره يوماً عالمياٌ بهدف تذكير المجتمع الدولي بأهمية محو الأمية على مستوى الأفراد والمجتمعات، مع ضرورة تكثيف الجهود؛ لزيادة قدرة الأفراد في المجتمعات على القراءة والكتابة.

وتبلغ نسبة الأمية 25% من إجمالي سكان مصر تقريبا لا يجيدون القرأة و الكتابة، منهم 21% ذكور، و30% إناث  بحسب  إحصائيات الجهاز المركزي للتعبئةو الإحصاء.

يقول الدكتور عمرو حسن ،المقرر السابق للمجلس القومي للسكان و طبيب النساء والتوليد و العقم بالقصر العيني،  ان الفقر هو السبب الاساسي لزيادة نسبةالامية بين الذكور الاناث حيث ان الفقر يؤدي إلي الامية او التسرب من التعليم و هذا  بدورة يؤدي إلى العمالة المبكرة بين الأطفال الذكور لمساعدة ذويهم علي اعباء  الحياة ،و يؤدي إلي الزواج المبكر للأناث  و هذا يؤدي إلى الإنجاب المتكرر وهذا بدورة السبب الرئيسي في الزيادة السكانية.

ان الأمية وخصوصا بين النساء تعد من الأسباب الجوهرية للمشكلة السكانية، فارتفاع معدلات الأمية بين النساء، يؤدي إلى الزواج المبكر للإناث وبالتالي الإنجاب المبكر،حيث أن الفتاة تكون في أعلى المراحل خصوبة فتكون النتيجة انجاب عدد كبير من الأبناء .

ويذكر حسن أن نسبة الأمية بين نساء وسيدات مصر تتعدي 30% لا يستطيعون القرأه والكتابة، وهناك محافظات في مصر تتعدي نسبة الأمية بين السيدات فيها 50%.

إن الزيادة السكانية في مصر تمثل أكبر تحد لجودة التعليم، وكذلك الأمية هي أكبر تحد للزيادة السكانية فالقضيتين متشابكتين الى حد كبير،فالزيادة السكانية تؤدى إلى زيادة الكثافة الطلابية ويعاني التعليم العام في مصر من أزمة كثافة الفصول الدراسية.

وعلى هذا يمكن اعتـبارالتعليـم اسـتثمارا طويل الأجـل ولكنه مثمر على كل الأصعدة التنموية والاقتصادية والاجتماعية لأنه معيار تقدم الأمم.

وهذا يستدعي إلي العمل في بعض المدارس بنظام الفترة الثانية لتوفير فصول لأعداد الطلاب المتزايدة، ويترتب على تلك الأزمة أغلب المشكلات المرتبطة بضعف مخرجات العملية التعليمية.

سواء إلقاء عبء ثقيل على المعلم لمقابلة الفروق الفردية والمتباينة لعدد كبير من الطلاب، قد لا تمكنه من توجيه اهتمام كافي لضعاف المستوى من جانب، والمتفوقين من جانب آخر.

وعدم القدرة على معالجة القضايا الخاصة بالتربية كالقيم والسلوك، هذا من ناحية تأثير الزيادة السكانية على جودة التعليم، ومن ناحية أخرى نجد أن الأمية هي أكبر عائق للحد من الزيادة السكانية.

ويؤكد حسن علي كلام الرئيس عبد الفتاح السيسي في مؤتمر الشباب لعام 2017 عندما قال ان اكبر خطرين يواجهوا مصر الإرهاب والزيادة السكانية لأن هناك ترابط كبير بين الارهاب والزيادة السكانية غير المدعومة بالتعليم والصحة فهي بذلك تعد وقودا للإرهاب.

“الأعلى للجامعات” يعد مشروعًا لمحو الأمية وبرنامج الأقمار الصناعية التعليمية

ويقول حسن إن المحافظات الأكثر فقرا تكون دائما الأقل حظا في التعليم والأعلي في نسبة الأمية وتكون الأعلي  في نسبة الخصوبة نتيجة الزواج المبكر للفتيات، وغالبا تكون المؤشرات الأسوء في محافظات الوجة القبلي وخاصة محافظة أسيوط، وقنا، والمنيا لأنها تعد الأكثر فقرا وبالتالي الأعلى في نسبة الخصوبة والأمية.

ويتابع حسن أن كثيرا من الناس يعتقدون أن المشكلة السكانية في مصر تقتصر فقط على زيادة عدد السكان ولكن  مشكلة الزيادة السكانية هي مشكلة رباعية الأبعاد، ويكون أول بعد النمو السكاني المتسارع غير المنظبط بمعني تزايد معدل الإنجاب أكثر من إمكانيات الدولة.

“التعليم” تشارك في احتفالية “اليوم العربي لمحو الأمية”: بدون تعليم لن يكون هناك حرية

ويكون البعد الثاني انخفاض خصائص السكان ويعني ارتفاع نسبة الفقرو الجهل و الأمية والتسرب من التعليم والبطالة.

والبعد الثالث يكون لتوزيع الجغرافي غير المتوازن  للسكان بمعني تمركز السكان  على مساحة7,8% من المساحة الإجمالية لمصر.

و البعد الرابع زيادة تفاوت الفروقات بين الغني والفقير  كل عام بمعني ان الفقير يزداد فقر و الغني يزداد غني وهذا يهدد السلام الاجتماعي للمجتمع.

ولحل مشكلة الأمية في مصر يقول حسن لا بد من السيطرة علي النمو السكاني المتسارع، والقيام بتحسين الخصائص السكانية، وإعادة رسم خريطة مصر بمعني توزيع السكان على مساحة مصر الكلية،  والتقليل بين الفروقات والطبقات بين الناس.