“هقول أحبك”
الجمعة 18/سبتمبر/2020 - 05:34 م
- فى سنة 1947 تم إنتاج فيلم بريطاني اسمه “Brighton Rock” يمكن ماخدش حظه من الانتشار أوي بسبب إنه قديم رغم عظمة ولُطف قصته اللي كتبها “هنري جرهام جرين” “Henry Graham Greene” واللي بعد كدة تم التنويه إنها مقتسبة من أحداث حقيقية.. يمكن شغل “هنري” في الصحافة هو اللي ساعده يتعرف عن قرب لأحداث القصة الواقعية اللي حولها لـ فيلم بعد كدة.. الفيلم بتدور قصته في عالم العصابات والجريمة.. خلال الأحداث بتتعرف البطلة المراهقة على واحد من ضمن أفراد عصابة كبيرة في المدينة.. بتحبه.. هي حبها له كان حقيقي.. هو بادلها الحب.. أو مثّل إنه بيبادلها الحب!.. أو على وجه الدقة أكتر خلّينا نقول إنه عجبته الحالة مش أكتر.. أصل مين هيكون كاره إن فيه حد بيحبه لشخصه مش لحاجة تانية!.. يا أهلًا وسهلًا.. بس الفكرة إنه كان بيوهمها بـ حبه ليها عشان يستخدمها كـ غطاء يخبي بيه على الجرايم بتاعته.. بتمر الأحداث، وبيستمر الاتنين على نفس الحالة.. هي بتحبه ومخلصة له ومصدقاه.. هو بيستغلها وبيخدعها.. كل اللي حوالين البنت بيبتدوا يحذروها إن خلّى بالك ده بيضحك عليكي ده كذا كذا كذا وبيشتغلك.. بتفضل برضه مصدقاه!.. بعد فترة، وعشان كل واحد فينا بيبقى من وقت للتاني محتاج يسمع من الطرف التاني إنه بيحبه؛ طلبت البنت من البطل إنه يسجل لها رسالة على أسطوانة عشان تفضل ذكري بينهم ويا ريت طبعًا لو قولت لي فيها إنك بتحبني!.. البطل اللي كانت أعصابه بدأت تفلت، ومالوش في النحنحة، وحس إن لحظة المواجهة معاها خلاص قربت سمع كلامها وسجل الأسطوانة فعلاً!.. بس قال فيها: (تريدين أن تسمعي أني أحبك أليس كذلك؟.. حسنًا أنا أحبك.. لكني لا أقول الحقيقة.. أنا أكرهك، وأستغلك، ولم أحبك يومًا من قبل.. ابتعدي عني).. كلام قاسي ومؤلم طبعًا، وكان هيدمر البنت نفسيًّا لو سمعت حرف منه.. بس الغريب إن البنت ماسمعتهوش!.. وكإنها ماكانتش محتاجة تأكيد إنه بيحبها بس كانت عايزة ترضي غرورها، وإن حبيبي تعب وسجل لي بصوته إنه بيحبني في الأسطوانة دي فاللي هو خلاص بقى مش لازم أسمعها!.. بتمر الأحداث أكتر، وبيفاجأ البطل إنها قربت منه أكتر!.. إيه البنت الرخمة اللزقة دي.. هي ماكانتش رخامة منها قد ما كان تمسك منها له أكتر لإنها كانت متخيلة إن هو كمان بيحبها بدليل إن هو نفذ اللي هي طلبته منه!.. يادي النيلة طيب يا بنتي اسمعي هو سجل إيه أساسًا!.. لأ.. أصله هيكون سجل إيه يعني!.. ما هو أكيد قال إنه بيحبني.. بتفضل بسبب الاعتقاد الغلط بتاعها ده طايرة من الانبساط.. بيبتدي هو يحس بمشاعر حقيقية من ناحيتها.. فى الجزء الأخير من الفيلم ولما بيتأكد من مشاعره بيحاول يكسر الأسطوانة عشان هي ماتسمعهاش بس بيفشل والأسطوانة بتبوظ!.. فى نفس الوقت بيدخل في معركة مع اللي بيطاردوه خلال الأحداث وبيموت!.. البنت بتنصدم، وبتكتئب، وبتدخل فى حالة صعبة.. بس وعشان هي فاكرة إنه كان بيحبها كانت بتتكلم عنه قدام الناس بـ حماس على أساس إنه حبيبها.. وعشان تثبت ده، وأثناء ما هي قاعدة مع واحدة من الراهبات بتحكيلها عنه طلعت الأسطوانة إياها عشان تسمعها معاها لأول مرة.. شغلت الأسطوانة.. ابتدا الصوت يخرج منها.. الفكرة إن الأسطوانة وبسبب التلف اللى حصل فيها لما كان البطل بيحاول يكسرها؛ مابقتش تشتغل بشكل كامل.. أو مابقاش الكلام يطلع منها بشكل كامل!.. مش أكتر من أول جملة بس!.. (تريدين أن تسمعى أنى أحبك أليس كذلك؟.. حسناً أنا أحبك).. بس!، والباقي صوت لغوشة!.. وبتفضل البنت ماشية فى حياتها بسبب قوة الكلمة اللي مش اتقالت.. لأ.. اللي كانت فاكرة إنها اتقالت!.
- من 9 سنين فاتت، وتحديدًا فى سنة 2011 فى مدينة “ميناميسانريكو” اليابانية كانت “ميكي إندو” “Miki Endo” الموظفة اللي بتشتغل في مبنى مركز إدارة الأزمات الموجود على الشاطئ، واللى عندها 24 سنة؛ حاصل مشكلة بسيطة بينها وبين حبيبها -(مفيش معلومة محددة هما كانوا متجوزين ولا حبايب بس)-.. خلاف عادى زي اللي بيحصل بين أى اتنين خلال مراحل علاقتهم سواء متجوزين أو مخطوبين أو حتى مرتبطين.. فى نفس فترة الخلاف كان فيه تأكيدات إن إعصار تسونامي في طريقه عشان يضرب فى خلال أيام المدينة اليابانية زي ما عمل مع كذا مدينة ودولة قبل كده!.. هى نفس فكرة “كورونا” اللي إحنا فى مصر سمعنا بيها في أواخر شهر فبراير السنة دي، وإزاي إنها قالبة الدنيا بس كنا بتريق وفاكرينها بعيد عننا، وفجأة مع نص مارس هوب شربنا الفيروس، ولقيناه فى حجرنا.. طبيعة الخلاف اللي كان بين “ميكي”، وحبيبها محدش يعرفها غيرهم؛ بس وبحسب القريبين منها إنها كانت بتعاني معاه عشان يعترف بأي غلط بيعمله معاها.. دايمًا هي اللي مزنوقة في خانة المذنبة اللي لازم تعتذر، تبادر، وتراضيه.. غير كمان إن مرات تعبيره عن حبه كانت شحيحة، وتكاد تكون معدومة.. بس في المرة الأخيرة دي “ميكي” أخدت الموضوع جد، وخلّينا نشوف بقي مين اللى هيبادر، ويعتذر.. فضلت ساكتة.. وهو كمان.. العِند بقى هو سيد الموقف.. مواعيد شغلها فى مبني إدارة الأزمات كان من الساعة 8 الصبح لغاية الساعة 2.. يعني 6 ساعات بالتمام والكمال خاليين تمامًا من التزويغ.. طبيعة شخصية “ميكي”، ورغم إنها منتمية للشعب الياباني العظيم اللي مايعرفش غير الشغل؛ بس كانت بتتعامل مع وظيفتها كـ مكان أكل عيش.. مش موظفة مهملة لا سمح الله بس مش بتعمل أكتر من المطلوب منها!.. محبوبة من الكل آه بس مش أهم ولا أكتر موظفة مميزة في المكان.. اللى هو عادي.. المهم إن حبيبها ولما سمع أخبار قرب هجوم إعصار تسونامي حب يكسر جبل الصمت اللى بينهم ويصالحها لإنه كان قلقان عليها خصوصاً كمان إن عدد ساعات الشغل بتاعها بقت متواصلة بدون راحة لحد ما يبان نهاية لحوار الإعصار ده.. الموظفين كانوا بيباتوا فى المكان!.. اتصل بيها.. وكإنها كانت منتظرة المكالمة ردت على طول.. بدون كلام كتير نط سوء الفهم اللى كان حاصل بينهم بكلمتين.. أنا آسف، وماتزعليش.. الكلمتين دول كانوا كفاية بالنسبة لـ “ميكي”.. بس هو كمل بكلمة تانية إتقالت منه بمنتهي الصدق، ورشقت فى قلبها قبل ودانها، وخلّت الإنبساط إنبساطين.. أنا بحبك.. طبعاً ده إنجاز، وحاجة خارقة للطبيعة أصل شوف مين اللي بيقول.. فجأة “ميكي” طلعت قلوب من عينيها، وكانت على وشك إنها تحضن كل زمايلها فى الشغل!.. المكالمة إنتهت.. بعدها مباشرة، ولكذا ساعة كانت “ميكي” بتحكي لكل اللى معاها فى الشغل عن إزاي إن الفرحة مش سايعاها من الكلمة اللى سمعتها منه!.. كلام عنه بشغف، وعشق، وحماس كإنه أفضل شخص على وجه الأرض.. على آخر اليوم إتقلب الوضع 180 درجة وإعصار تسونامي ضرب المدينة.. أو على وجه الدقة ضرب الشاطيء وكان هينتقل منه لـ باقي المدينة!.. مين أول حد فى خط المواجهة؟.. مبني إدارة الأزمات.. اللى فيه “ميكي”.. مهمة المبني الأساسية إرسال الإشارات للحكومة وللناس فى المدينة أول بأول عن قوة الإعصار ودرجته وإتجاهاته.. وبصراحة كل اللى فى المكان عملوا اللي عليهم، وأكتر.. لحد ما حدة الإعصار زادت.. أغلب زمايل “ميكي” بدأوا يهربوا!.. اللى طلع فوق السطوح، واللى خرجت تجري فى الشارع تحاول تحتمي بأى مبني أو جدار!.. الوحيدة اللى فضلت “ميكي”!.. مسكت الميكروفون اللى المفروض كان يمسكه واحد من زمايلها عشان ينادي فيه يحذر الناس، وبدأت هى اللى تنادى وتحذر بصوتها!.. حبيبها اتصل بيها.. ردت عليه، وكان فيه شوشرة فى الصوت بسبب سوء إرسال الشبكة، وبرضه بسبب صوت الزعابيب والهوا اللي يرعبوا!.. سمعها وسمعته بصعوبة.. طلب منها بتوسل إنها تهرب أو تمشي من المكان.. رفضت، وصممت تكمل مناداة فى الميكروفون عشان تحذر الناس!.. يا ستي إنتى مش محتاجة تعملى ده كده كده الناس عرفت خلاص.. لأ ده واجبي وأنا هكمل فيه!.. إستأذنته عشان تقفل بس قبلها سألته إن كان محق فعلاً فى الكلمة اللي قالها ليها الصبح.. حبيبها اللى إستغرب من السؤال وتوقيته أكدلها وكررلها الكلمة.. قفلت المكالمة وهى مبتسمة وبتحاول تحافظ على توازنها من شدة الهوا العنيف عشان ماتطيرش.. كانت ماسكة بالإيد اليمين فى مقبض حديدى طالع من واحد من الحيطان، وبالإيد الشمال ماسكة الميكرفون اللي بتنادي فيه!.. الإعصار زاد.. زاد بشكل قاسي ومؤسف لدرجة إنه كان بيخلع الحيطان من مكانها!.. لدرجة كمان إن المبني مابقاش باين منه غير الخرسانة بتاعته بدون حيطان!.. عمل كده فى الحجر فما بالك بالبشر!.. بقى الشكل العام بتاع المكان بعد طيران الحيطان، وبقاء الخرسانة كإنه هيكل عظمي لإنسان جلده إتحلل!.. فترة صمود “ميكي” فى مكانها كانت حوالي 3 ساعات فضلت خلالهم تنده بأعلي صوتها عشان تحذر الناس.. نبرة صوتها رغم الوضع كان فيها لمحة إنبساط!.. فى الوقت ده؟.. آه!.. بعدها للأسف ماقدرتش تقاوم والهوا طيرها من الدور الثالث اللي بقى مكشوف ووقعت وجسمها إخترقته الأسياخ الخراسانية فى منبي تاني!.. ماتت، وقدرت السلطات اليابانية يلاقوا جثتها بصعوبة بعدها بكذا يوم!، وإحتفلوا بيها كـ بطلة قومية بسببها فيه مئات الناس تم نجاتهم.. صدر كذا كتاب، ومقال بيتكلموا عن “ميكي” تم الإستعانة فيهم بكلام عنها من أسرتها أو زمايلها.. ماتت مبتسمة، وبتشتغل بحماس وإقبال على الحياة بعد ما سمعت أهم كلمة أى حد مش محتاج غير إنه يسمعها.. أنا بحبك.
- فى 14 ديسمبر 2012 كان العالم كله وبالذات الولايات المتحدة الأمريكية على موعد مع حادثة قاسية جداً لما حصل هجوم مسلح على مدرسة “ساندي هوك” من شخص مجنون!.. بس خلّينا نرجع قبل الحادثة المؤلمة دي بـ 3 أيام تحديداً.. فى نفس المدرسة بتشتغل الأستاذة الشابة الصغيرة اللي لسه فى أول العشرينات “فيكتوريا سوتو” مدرسة للصف الإبتدائي.. “فيكتوريا” بطبعها شخصية لطيفة بس خواّفة شوية.. مش بتحب تخاطر.. مش بتحب تحرج نفسها.. بتتكسف كتير.. بتقلق بسرعة.. أسهل حاجة إن وشها يبقي زي لون الطماطم بمجرد ما حد يقول لها كلمة حلوة!.. مع الوقت كانت بتفقد الثقة فى نفسها.. ما هو الناس كانوا بيتجنبوها!.. آه دمها خفيف، وجميلة، وضحكتها سكر بس حاطة حدود مرعبة!.. اللى هو أنا مش عارف أهزر معاها عشان ماتتكسفش، ومش عارف أعاكسها مثلاً عشان ماتطلعش تجري، ومش عارف أصارحها بمشاعري عشان ماتصدنيش!.. الديراة بتاعتها كانت بتصغر شوية بشوية، ومابقاش فيها غير صديقة واحدة بس.. قبل الحادثة بـ 3 أيام كانت “فيكتوريا” مكتئبة شويتين تلاتة بسبب كام كلمة غلسين سمعتهم فى البيت عندها.. كلام طبيعي من اللى بيطلع من ورا القلب سواء من الأب أو الأم فى ساعات الغضب لـ أولادهم.. “نحن لا نحبك!”.. الكلمة كانت كفيلة تهزها نفسياً جداً، وتكسر جزء من ضحكتها اللى كانت أهم حاجة بتميزها!.. أنا عادى ممكن أسمع كلام منيل من الناس الغريبة بس لما الكلمة بتيجي من القريبين بيبقي وجعها مضاعف!.. راحت المدرسة اليوم اللى بعده.. المدرسة هى أكتر مكان بتلاقي نفسها فيه.. يمكن عشان تعاملها فيها بيبقي مع الأطفال اللي لسه فى بداية عمرهم مابيعرفوش ينفاقوا أو يجاملوا!.. يمكن عشان مفيش ضغوط!.. يمكن عشان هى نفسها أستاذة شاطرة!.. محدش عارف؛ المهم إن “فيكتوريا” بتبقي فى أفضل حالاتها وهى فى المدرسة.. الأطفال الصغيرين، واللى عمرهم ماكنش بيزيد عن 7 سنين لاحظوا إن الميس “فيكتوريا” فيها حاجة متغيرة!.. يهديكي يرضيكي مالك؟.. مفيش.. إحكيلنا؟.. لأ.. مين مزعلك؟.. محدش.. يتفق ولاد اللذينا كلهم واللى لسه ماطلعوش من البيضة إنهم يتجمعوا عشان يتجمعوا بعد نهاية اليوم الدراسي، ويفاجئوها وينتظروها بره باب المدرسة عشان يقولولها فى صوت واحد: (إحنا بنحبك).. يقولوها وبس؟.. لأ.. يجروا عليها ويحضنوها!.. تخيل أنت نفسك مكانها، وتلاقي بتاع 30 طفل جايين يجروا ينطوا فوقك، ويبوسوا فيك!.. موقف فى قمة اللُطف.. اليوم اللى بعده إتكرر الموقف بحذافيره.. الأطفال إستنوها.. قالوا الكلمة.. حضنوها.. بس كده؟.. لأ.. خلال اليوم الدراسي بقوا نفس الطلبة بتوعها بالإضافة لطلبة تانيين من صفوف تانية فى نفس المدرسة كل ما حد فيهم يقابل “فيكتوريا” بالصدفة فى الطرقة يقول لها وهو بيهز دماغه “أحبك ميس فيكتوريا”، ويكمل طريقه عادي!.. ماتعرفش العيال الصغيرة دول إمتى ولا إزاي إتفقوا مع بعضهم على الحركة دي.. حتى الكلمة طبعوها على ورق ولزقوه على جدران الطرقات، والفصول اللى هي بتمر عليهم عشان عينها ماتشوفش غيرها!.. أحبك.. أحبك.. أحبك.. أحبك.. من عشرات الأطفال فى توقيتات، وأماكن مختلفة خلّوا الحالة المعنوية بتاعت “فيكتوريا” بقت فى السما لدرجة إنها بكت من السعادة، وكانوا فعلاً 3 أيام مايتنسوش.. فى يوم 14 ديسمبر 2012 بيحصل هجوم من شخص مسلح، ومختل على المدرسة.. كان بيضرب الرصاص على أى حد يقابله، وكان واضح إنه عايز يقتل أكبر قدر من الأطفال.. كان اللى قابلهم لحد ما يوصل لمنطقة الفصول ناس كبيرة ما بين أساتذة أو موظفين أمن.. “فيكتوريا” كانت شايفة اللى بيحصل بره من الشباك.. بسرعة جمعت كل الأطفال، ودخلتهم فى فصل واحد.. حاولوا يخلّوها معاهم بس هى كانت عارفة إن القاتل ده هيلف على كل الأماكن وأكيد هيعدي على الفصل برضه عشان كده لازم هى تفضل بره عشان تشتت إنتباهه!.. إنتى اللى هتعملي كده يا “فيكتوريا”!.. دا إنتي بتخافي من خيالك.. كل الأطفال بيحكوا إنها كانت مبتسمة كعادتها ولا كإن فيه خطر بره.. بالعكس دى كانت كمان أكثر إشراقاً عن الطبيعي اللى يعرفوه عنها!.. لما الطفلة “لويس” حاولت تمسكها عشان تجبرها تفضل؛ “فيكتوريا” طبطبت عليها وقالت لها: (لا تقلقي يا عزيزتي، سأعود، ألستي تحبينني؟).. “لويس” هزت راسها إن أيوا.. “فيكتوريا” باستها فى راسها، وشاورت لهم بإيديها على بوقها إن أسكتوا خالص ومحدش منكم يطلع نفس!.. خرجت من باب الفصل فى نفس اللحظة اللى كان القاتل وصل فيها للطرقة.. “فيكتوريا” عملت حركة كده، وجريت فى إتجاه صالة الألعاب الرياضية اللى فى المدرسة.. القاتل جري وراها.. لحقها.. مسكها من شعرها.. حاولت تعمل بإيديها قال يعني كإنها بتمنعه يدخل صالة الألعاب الرياضية.. سألها: (أين الأطفال؟).. ردت: (بالداخل لكن لا تؤذيهم رجاءاً).. حاول يزيحها، مسكت فى رقبته، وهدومه أكتر.. طبعاً كل ده فيلم لإن الأطفال موجودين فى الفصل اللى هي سابتهم فيه مش فى صالة الألعاب.. شدة من هنا على شدة من هناك إضطر القاتل إنه يضربها بالرصاص فى راسها.. زاح جثتها برجله، ودخل الصالة.. لقاها واسعة جداً وفيها كراسي وأبواب تانية.. زي المجنون بقى يدور يمين وشمال عشان يلاقي أى طفل مفيش.. إكتشف اللعبة اللي “فيكتوريا” ضيعت عليه الوقت بيها عشان تحمى الأطفال.. خرج متغاظ، وضرب كذا رصاصة تانية على جثتها.. كان نتيجة الوقت اللي ضاع جوه إن الشرطة كانت وصلت، وحاصرت المكان.. آه كان فيه ضحايا للحادثة دي لكن بسبب “فيكتوريا” بعد ربنا نجى أغلب الأطفال!.. قررت إدارة المدرسة، ولحد النهاردة وللأبد يفضل الورق المتعلق على الحيطان وعليه الكلمة السحرية اللي بسببها دبت الشجاعة والطاقة فى شرايين الجميلة “فيكتوريا” زي ما هو.. أنا أحبك.
- الفيلسوف الصيني القديم “لاوتزه” قال: (لُطف الكلمات يخلق الثقة، ولُطف التفكير يحل كل صعوبة، ولُطف العطاء يخلق الحب).. اللي بيسمع كلمة حلوة بيحب الدنيا، والناس.. بيتهيأله إن رجليه مش لامسة الأرض.. المعنى الحرفي لجملة “طاير من الفرحة”.. آه فيه كلمات بتوجع لما بتتقال بس فيه كلمات بتوجع أكتر لما ماتتقالش!.. الشاعر “نزار قباني” قال: (أعرفُ الوجع التي تتركه الكلمات التي تُقال وأعرف الوجع الأشد وجعاً الذي تتركه الكلمات التي لا تُقال).. كلموا الناس عن الحلو اللي فيهم قبل فوات الأوان.. يمكن يكون محتاج يسمع كلامك ده في الوقت ده.. كمية الحب اللي بتطلع للغير بعد ما بيمشوا لو كانوا شافوا وحسوا ربعها فى حياتهم جايز كانت تبقي سبب في تحسن نفسيتهم ولو للحظات.