مهندس الجامعات الأهلية: المنظومة تحت رقابة الجهاز المركزي.. ونبحث عن التميز وليس الربح (حوار)
كشف الدكتور محمد عبد الحميد شعيرة، رئيس لجنة القطاع الهندسي بالمجلس الأعلى للجامعات، ومهندس الإعداد للجامعات الأهلية الجديدة، عن أن أسباب توجه الدولة إلى إنشاء الجامعات الأهلية الجديدة، هو تأسيس نموذج يحتذى به ويسير عليه باقي الجامعات خاصة تلك التي سينشئها القطاع المدني وكذلك الجامعات الحكومية.
وأضاف شعيرة، في حوار خاص لـ”القاهرة 24″، أن الجامعات الحكومية ستسهم في المشروع الجديد بمنظومة التعليم العالي بإنشاء جامعة أهلية بناء على دور كل جامعة حكومية ومسئوليتها في خدمة المجتمع، مشيرا إلى أن الفلسفة الرئيسية من إنشائها هي البحث عن وظائف مطلوبة ومواكبة للمستقبل.
كما أكد مهندس الجامعات الأهلية الجديدة، أن أكتر من 20% من الطلاب سيدخلون الجامعات الأهلية عن طريق المنح، مبينا أن هذا العدد مرشح للزيادة في السنوات مع تعدد مصادر دعم الجامعات.
ولمزيد من التفاصيل إلى نص الحوار كاملا:
بداية.. نود الوقوف على أسباب التوجه لإنشاء الجامعات الأهلية الجديدة؟
-أحد أسباب توجه الدولة لإنشاء الجامعات الأهلية هو تأسيس نموذج يحتذى به وتسير عليه باقي الجامعات الأهلية خاصة تلك التي سينشئها القطاع المدني وكذلك الجامعات الحكومية والتي ستسهم في المشروع بإنشاء جامعة أهلية بناء على دور كل جامعة حكومية ومسئوليتها في خدمة المجتمع، بالإضافة أننا نريد أن نخلق في مصر نوعا جديدا من الجامعات بمقاييس عالمية جدا وبسواعد مصرية، كما أن الفلسفة الرئيسية من وراء إنشاء الجامعات الأهلية البحث عن وظائف مطلوبة ومواكبة للمستقبل كون نوعية الوظائف تتطور بشكل سريع جدا، حيث إن التعليم ليس الغرض منه فقط هو الحصول على شهادة ولكن أيضا ضمان توفر فرصة عمل في وقت التخرج.
وزير التعليم العالي يكشف عن تكليفات رئاسية جديدة بشأن الجامعات التكنولوجية
إذن كانت هناك كواليس لهذا المشروع العملاق.. نود معرفتها منكم؟
-فيما يخص كواليس العمل على مشروع الجامعات الأهلية، فقد تم العمل على المشروع منذ ما يقرب من 3 أعوام، حيث شكلت لجنة من 146 أستاذا جامعيا بتخصصات مختلفة وازداد عددهم حاليا لأكثر من 200 أستاذ.
وبالنسبة لبرامج الجامعات وتخصصاتها؟
-الجامعات الأهلية برامجها وتخصصاتها تتطور كل عام بشكل ديناميكي ومستمر، وتستحدث باستمرار وفقا لأليات ومتطلبات سوق العمل المتغيرة بشكل مستمر، بالإضافة أنه يمكن تعديل بعض من هذه البرامج واستحداث برامج أخرى جديدة تماما، وأهمية إنشاء الجامعات الأهلية، أنها لا تعتمد فقط على تزويد الطالب بالمعلومات وإنما تنمى المهارات الخاصة به لأن التوظيف حاليا يكون على أساس ما تستطيع عمله وليس ما لديك من معلومات صماء، الجامعات تعد أسرع طريقه للتنمية في أي مكان، لذلك فإن الأماكن التي أنشأت بها الجامعات الأهلية الأربعة الأخيرة، تعد مناطق تحتاج لتنمية عمرانية، سواء جنوب سيناء التي تقع بها جامعة الملك سلمان بفروعها الثلاثة أوفي جبل الجلالة أو في مدينة المنصورة الجديدة أو في مدينة العلمين.
حدثنا عن طرق القبول بالجامعات الجديدة؟
-قبول الطلاب بالجامعات الأهلية يكون بناء على أكثر من أساس منها الثانوية العامة وكذلك اجتياز اختبارات القبول واختبار التفكير النقدي، لذلك فالثانوية العامة ليست المقياس الوحيد في القبول بالجامعات الأهلية بل هي جزء من التقييم.
والمصروفات الدراسية؟
-مصروفات الجامعات الأهلية تقل بكثير عن نصف ما يصرف على الطالب خلال دراسته بها، بالإضافة أن الجامعات الأهلية توفر عددا كبيرا وأنواعا كثيرة من المنح للطلاب، حيث إن أكثر من 20% من الطلاب سيدخلون الجامعات الأهلية عن طريق المنح وهذا العدد مرشح للزيادة في السنوات مع تعدد مصادر دعم الجامعات وتقديم المنح من البنوك والشركات وغيرها، وهذا يعني أن الجامعة الأهلية، لا تبحث عن الطالب الذي يدفع أموالا ولكن تبحث عن طالب متميز يريد أن يتعلم خاصة والرئيس السيسي، أعطي 100 منحة لطلاب الجامعات الأهلية والبنك الأهلي أعطي عددا كبيرا من المنح بالإضافة أن الجامعات الاهلية نفسها تعطي أيضا منح، فلذلك فلا أحد يستطيع أن يستفيد من وراء الجامعات الأهلية وينص قانونها على أنها غير هادفة للربح بتاتا عكس المنصوص عن الجامعات الخاصة بأنها لا تبغى للربح أساسا أي أنها تربح ولكن ليس أساس إنشائها الربح فالجامعات الأهلية لا توزع أرباحا مطلقا، وهي تُراقب من الجهاز المركزي للمحاسبات، كما أن أي فائض مالي سنوي يضخ مرة أخرى في ميزانية الجامعة لتطويرها، لذلك فالهدف الأساسي والوحيد للجامعة الأهلية هو تخريج طالب متميز فلم تنشأ الجامعات الأهلية لأهداف تجارية مطلقا.
وبالنسبة لسوق العمل؟
-الجامعات الأهلية سوف تضبط السوق فيما يخص مصروفات الجامعات الخاصة لأن الذي سيتمادى في المصاريف دون تقديم خدمة تعليمية مقابل ذلك سوف يخرج من المنافسة، وتسهدف الجامعات الخاصة فئة من المجتمع قادرة على دفع مصروفاتها بينما الجامعات الأهلية تستهدف الطالب الذي يرغب في التعليم وقادر عليه.
وباقي الجامعات الأهلية؟
-الدكتور خالد عبد الغفار، وزير التعليم العالي يفكر حاليا في إنشاء مجلس أعلى للجامعات الأهلية منفصل عن المجلس الأعلى للجامعات الخاصة وذلك لأن مبادئ نوعية الجامعات مختلفة خاصة و لدينا في مصر حتى الآن 9 جامعات أهلية وهي: “زويل واليابانية والفرنسية والنيل والإلكترونية، ومؤخرا الجلالة والعلمين والمنصورة الجديدة وكذلك جامعة الملك سلمان”، أي 9 جامعات لأهلية وبالتالي من المنطقي إنشاء مجلس أعلى للجامعات الأهلية، وهو مجلس مهمته تنسيقية بالأساس.
حدثنا عن الرؤية المستقبلية للمنظومة؟
-الفترة المقبلة نسير في توجه أن كل جامعة حكومية تنشأ جامعة أهلية، وذلك من منطلق دور الجامعة الحكومية الخدمي في المجتمع، أما عن العلاقة بينهما وتفاصيلها فهذا ستحدده دراسات الجدوى.
ماذا عن مميزات البرامج بالجامعات الأهلية الجديدة؟
-فيما يخص برامج الجامعات الأهلية أن كل جامعة تتميز ببرامج مميزة ونادرة ودقيقة للغاية في تخصصها وغير مكررة في جامعة أخرى فمثلا هندسة الحاسبات يوجد بها تخصصات وبرامج متعددة جدا، وكليات العلوم الأساسية الحديثة هناك برامج للأحياء المائية، ولدينا أيضا فيزياء البترول وأخري لكيمياء البترول، ولدينا أيضا كليات العلوم بالجامعات بها تخصصات دقيقة منها تكنولوجيا النانو، وتكنولوجيا الحيوية الجزئية.
الجامعات تتكامل مع بعضها في البرامج والتخصصات ولا تتشابه، أما قطاع الإنسانيات والأدبي فلدينا مثلا كلية للمجتمع في جامعة سلمان ولديها برامج عديدة منها :”الإرشاد الأسري، دراسات الطفولة والمراهقة، مخاطر ومشكلات التحضر، برنامج للمعلوماتية وامن المجتمع، علوم البيئة، وغيرها”، ومثلا في كليات الزراعات الصحراوية لديها برامج الانتاج الحيواني للصحراء وبرنامج الإنتاج النباتي للصحراء، والزراعات الصحراوية الحديثة”.
هذا العام لم تتضح الصورة بشكل كبير للطلاب لذلك اختار عدد كبير منهم تخصصات تقليدية، لذلك نعمل على إفهام الطلاب طبيعة ودقة تخصص كل البرامج وفى كليات الهندسة يتم طرح برامج حول الطاقة والمياه الميكاترونيات والهندسة النووية والإنشاءات الحديثة والعمارة البيئية، وهندسة الفضاء وغيرها من علوم وتكنولوجيا المستقبل.
كم عدد الطلاب بالجامعات الثلاث بالعام الدراسي الجديد؟
-من المتوقع أن يدرس بالجامعات الأهلية الثلاثة التي ستبدأ في العمل هذا العام من 5 لـ6 آلاف طالب، وهي الجلالة والملك سلمان والعلمين.
وأسباب تأجيل الدراسة بجامعة المنصورة الجديدة؟
-الجامعة الأهلية في المنصورة الجديدة ستبدأ العام المقبل في الدراسة وذلك لتأخر الإنشاءات بها هذا العام لأسباب فنية، كما أن المرحلة المقبلة ستعتمد على أن تتولى كل جامعة حكومية إنشاء أخرى أهلية وفقا لدورها الخدمي في المجتمع، فنحن وضعنا نموذجا، وعلى كل جامعة عمل مبادرة ودراسة جدوى لجامعة أهلية.