تسلحوا ضد المصريين.. تاريخ الإخوان في الاندساس بالمظاهرات وتأجيج الأحداث السياسية في مصر
حالة من العنف غير المسبوق، انتهجتها جماعة الإخوان الإرهابية على مدار السنوات القليلة الماضية، عمدت خلالها من الترويج للعنف والتحريض على مصر ورموز الدولة، فضلًا عن استخدام الأحداث السياسية وتأجيجها والإندساس في المظاهرات، والدفع بالشباب للمتاجرة بأنهم ضحايا أبرياء، وذلك وفقًا للتسلسل الزمني للأحداث الأخيرة منذ توليهم الرئاسة.
البداية كانت بعد ظهور حقيقة الجماعة للشارع المصري، إبان توليهم إدارة البلاد، وبعد عام فقط من حكمهم انتابت المواطنين حالة من الغضب الشديد ورفضهم لحكم الجماعة، ونظمت “جبهة الإنقاذ الوطني”، مظاهرات حاشدة في عدة مدن مصرية، وحينها زحف المصريون نحو “الاتحادية” مطالبين برحيل نظام الإخوان بقيادة الراحل محمد مرسي.
كيف أسس الإخوان للعنف في مصر.. وخططوا لنشوب حرب أهلية؟
وهنا جلى أول مشاهد الدموية للجماعة بعد توليهم الحكم، الأمر الذي كان ينذر بأن مصر على مشارف حرب أهلية، وهو ما أراده بالفعل شياطين الإخوان تجار الدين، فاعتدوا على المحتجين السلميين، على مرأى ومسمع من الرئيس “مرسي” ولم يعرضهم آنذاك.
الرابع ديسمبر من عام 2102، قام أنصار الرئيس المعزول محمد مرسي، بالاعتداء على المتظاهرين السلميين، المعتصمين أمام قصر الاتحادية، احتجاجًا على إصداره الإعلان الدستوري، الذي يمنحة سلطات موسعة، وقد شهدت الأيام التالية، اعتداءات من قبل الداخلية وأنصار مرسي من جماعة الإخوان على المعتصمين والمتظاهرين، عرفت فيما بعد بأحداث الاتحادية.
كانت “أحداث الاتحادية”، بمثابة المسمار الأول في نعش نظام الإخوان، حينما انكشف الوجه الحقيقي للإخوانة والذي يميل للعنف وقمع معارضيها، حيث عززت تلك الأحداث القتال القوى الثورية والسياسية عن الإخوان والتي أثبتت أنها لا تختلف كثيرًا عن نظام مبارك، وبعد أن أصدر مرسي إعلانه الدستوري، الذي يمنحة تعديًا واضح على مؤسسات الدولة فویل ذلك بالرفض الشديد من قبل قطاع كبير من القوى السياسية والثورية.
وتزامن ذلك مع قراره بطرح مشروع دستور 2012 للاستفتاء، برغم عدم التوافق الذي صاحبه كتابته ومواده، وقرر عدد من شباب القوى السياسية والثورية إعلان الاعتصام في محيط قصر الاتحادية في الخامس من ديسمبر 2012، وبعد ذلك أعلنت جماعة الإخوان والذراع السياسي لها حزب الحرية والعدالة، اعتزامها تنظيم مسيرات من بعض المساجد لقصر الاتحادية لتنظيم تظاهرة مؤيدة للرئيس وقراراته، والغريب أنهم اختاروا نفس المكان الذي تظاهر فيه معارضي الرئيس، لدعم ما أسمه بـ”الشرعية” التي أنتخبها الشعب المصرى وحمايتها من التعديات الغاشمة”.
هل تسلح الإخوان ضد المواطنين؟
ووفقًا لتقارير حقوقية صدرت عقب تلك الأحداث، فإن مؤيدي الرئيس كانوا مسلحين بعصي كهربائية، وحجارة وجنازير حديدية، وهم يرددون هتافات: “لشعب يؤيد قرارات الرئيس”، “الشعب يريد تطبيق شرع الله”، بالإضافة إلى هتافات أخرى كانت تسب رموز القوى المدنية وتوصمهم بالكفر، وسعت وسائل الإعلام الإخوانية لتشويه صور المعارضين، وتصوير كميات من المخدرات وزجاجات الخمر، ادعت تواجدها بخيم المعتصمين.
وبرغم أن المعتصمين التزموا السلمية، إلا أن جماعة الإخوان وأنصار مرسي، اندفعوا تجاه المعتصمين لفض اعتصامهم بالقوة، وتحطيم خيامهم بهدف حماية رئيسهم الشرعي، خوفا من اقتحام المعتصمين القصر، الأمر الذي لم يكن في مخطط المعتصمين من الأساس، فشهدت الأيام الأربعة التالية اشتباكات بين المتظاهرين وأنصار مرسي- وشهد ميدان التحرير صباح يوم الخميس السادس من ديسمبر توافد عشرات المتظاهرين احتجاجًا على فض اعتصام المعارضين للقرارات الأخيرة للرئيس- ولم يتخذ مرسي أي قرارات تحول دون منع الاحتكاك والاشتباك بين مؤيديه ومعارضيه على الرغم أنهم كانوا على بعد أمتار قليلة من مقر عمله بالقصر.
وتم إفساح المجال للعنف الممنهج من قبل المؤيدين، وازدادت وتيرة العنف مع إقامة مؤيدي مرسي مخيمها، بالقرب من إحدى بوابات قصر الاتحادية، حولوه لمركز اعتقال وتعذيب واستجواب المتظاهرين، الذين اعتبروهم متآمرين على الرئيس الشرعي، ويرغبون بإسقاطه معاونة عملاء الداخل أقيادات المعارضة التي أسست “جبهة الإنقاذ الوطني”.
وفي تلك الأحيان، كان أنصار مريدي يختطفون المعتصمين والمتظاهرين عشوائيا من محيط الاعتصام ويحتجزونهم بذلك المخيم، ويعتدون عليهم بالضرب والإهانة والتعذيب وتجريدهم من ملابسهم، لاستجوابهم من أجل كشف ما كانوا يؤمنون بأنه مؤامرة عليهم وعلى رئيسهم، ولم يفرقوا في ذلك بين الرجال والنساء والأطفال.
وقتها تم احتجاز الناشطة علا التي تعرضت للضرب والاعتداء الشديد، حتى تورمت عيناها وأصيبت بكدمات وسحجات بأنحاء جسدها و وجهها، ونفس المعاملة المهينة تلقاها الدبلوماسي السابق يحيي تجم، والمهندسي بشركة أورانج العالمية الاتصالات هيتا فينيب، وغيرهم من المتظاهرين کما تم التحفظ علي بعضي اجعناستایل المعارضين، كرهائن لعدة ساعات بعد تعرضهم للضرب المبرح تم الإفراج عنهم لاحقا بعد ضغوط كبيرة وتسليمهم للشرطة على أنهم “بلطجية” ولعل ما أثار غضب المتظاهرين والمعتصمين، هو أن تلك الاستجوابات كانت تتم تحت الأجهزة الأمنية من أنصار الرئيس.
أين كان مرسي آنذاك؟
وفي نفس الوقت الذي كان الرئيس نفسه يدخل ويخرج من القصر طوال الوقت غير عابئ بما يحدث، من بوادر حرب أهلية أشعلها أنصاره على مقربة من قصره. إلى أنه تمادي يعقد مؤتمر صحفي داخل القصر الرئاسي بحضور إعلامي كبير، تزامن مع وقت الهجوم على الاعتصام السلمي خارج أبواب القصر، فضلا عما بدا وقتها من تنسيق بين المشرفين من أنصاره على استجواب واحتجاز المعارضين الله وبين مسئولين في القصر الرئاسي من طاقم الرئيس المقرب الأمر الذي أثار الغضب بالشارع فاندفع الألاف يلمحيط قصر الاتحادية الرفض ذلك العنف وإدانته.
كما حاصر الآلاف قرات حزب الحرية والعدالة بالمحافظات غاضين مما يحدث بالقاهرة وتم الاعتداء على عدد من تلك ايمقرات كما أسفرت تلك الأحداث عن مقتل عشرة أشخاص وإصابة 78 طبقا لوزارة الصحة وأكدت تقارير الطب الشرعي أن الوفيات التي وقعت في تشوف كل من المؤيدين والمعارضين.
وفي عام 2013، ازدات وتيرة العنف لدى الجماعة، بعد الإطاحة بهم من الحكم الذي لطالما حلمو به، فقاموا بارتكاب عددًا من الأعمال الإرهابية والعنف.
أحداث مكتب الإرشاد 30 يونيو
انطلقت أولى الممارسات الإرهابية حسب التسلسل الزمني للأحداث مساء يوم 30 يونيو، وفقا لما كشفت عنه التحقيقات في القضية رقم ۹۱۸۷ لسنة 2013 جنايات المقطم، المقيدة برقم ۲۶۱۶ لسنة 2013 کلی جنوب القاهرة، بقتل 9 مواطنين وإصابة 11 آخرين.
حيث استهدفتهم عناصر الإخوان المكلفة بحماية مقر مكتب الإرشاد بواسطة أسلحة نارية وفرتها لهم قيادات الجماعة لقتل معارضي محمد مرسي، الإرهاب القوى الشعبية ومنعها من الاستمرار في الاحتجاج على حكم التنظيم، ولم يمنع الإرهاب الشعب المصري من استكمال ثورته بل أجج عنف الإخوان مشاعرهم والأحداث، حتي حاصروا مقر مكتب الإرشاد بالكامل.
وبعدها جاءت مجموعات مسلحة أخرى من ميدان رابعة لتهريب المسلحين الذي استهدفوا المواطنين بالمقطم، ومن ثم إخفائهم داخل الاعتصام في محاولة منهم لإخفاء أي أدلة تشير لعلاقتهم بالعنف، لكن سقط أحد المتهمين في أيدي الشرطة ليكشف كواليس الجريمة الأولى، وجاء قرار النائب العام في 31 پولیو 2013 بإحالة المرشد العام لجماعة الإخوان محمد بديع، و17 آخرين بينهم عدد من قيادات مكتب الإرشاد على رأسهم خيرات الشاطر، ومحمد سعد الكتاتني، ومحمد مهدي عاكف، للمحاكمة الجنائية، ليؤكد مسئوليتهم المباشرة عن أعمال القتلى في المقطم.
أحداث بين السرايات 3 يوليو 2013
رد الإخوان خلال اعتصامهم بميدان رابعة العدوية، على بيان مهلة ال48 ساعة لحل الأزمة السياسية في مصر، بتكليف الجماعات الإسلامية المتحالفة مع الجماعة بتنظيم اعتصام جدید في ميدان نهضة مصر بمحافظة الجيزة أمام جامعة القاهرة.
وحبنها بدأ أنصار الإخوان اعتصامهم بتنفيذ مجزرة ضد قوات الشرطة وأهالي منطقة بين السرايات حيث اعتدت عناصر مسلحة بالأسلحة الآلية والخرطوش على المواطنين لإرهابهم، وذلك بعد اعتراضهم على قطع أنصار مرسي للطريق بالقرب من كوبرى ثروت فضلا عن استهداف قناص للعقيد ساطع النعماني مأمور قسم شرطة بولاق الدكرور آنذاك.
إعلان مجلس حرب في سيناء 3 يوليو 2013
نظم الإخوان اعتصام مسلح في سيناء، بالتزامن مع تحركاتهم في القاهرة والجيزة، ووقفت قيادات التنظيمات الجهادية المتحالفة مع الجماعة أعلى منصة الاعتصام، بالتزامن مع إعلان عزل الرئيس الأسبق محمد مرسي، لتعلن تأسيس ما أسموه بمجلس الحرب لقتال الجيش والشرطة، وهو ما أقره محمد البلتاجي في تصريحه الشهير بوقف الإرهاب في سيناء إذا عاد مرسي للحكم.
أحداث الحرس الجمهوري 8 يوليو 2013
وبعدها بأيام، وقعت أحداث “الحرس الجمهوري”، والتي كانت فجر يوم 8 يوليو 2013 بين الإخوان وقوات الجيش المكلفة بتأمين دار الحرس والمنشآت العسكرية، بعد محاولة عناصر مسلحة اقتحام المبنى بتحريض من قيادات جماعة الإخوان، مما أسفر عن مقتل 11 شخصا وإصابة 4 آخرين.
أحداث البحر الأعظم 15 يوليو 2013
فيما اتفقت قيادات الإخوان في 15 يوليو 2013 خلال اجتماع في ميدان رابعة، على افتعال أحداث عنف في محافظة الجيزة، لإيهام الرأي العام بأن البلاد دخلت في حالة اقتتال أهلى بسبب غزل محمد مرسي، وذلك عن طريق تنظيم مسيرات تجوب شوارع محافظة الجيزة، بغرض استخدام العنف وقرض السطوة وترويع المواطنين تولى باسم عودة وزير التموين الأسبق، تقل كواليس التكليفات الصادرة عن الاجتماع إلى القيادات المشرفة على اعتصام أنصار الإخوان والجماعات الإسلامية ميدان النهضة أمام جامعة القاهرة، وتولى قيادة مسيرة مسلحة وصلت إلى شارع البحر الأعظم، ثم قامت العناصر المسلحة بترويع المواطنين والتعدي عليهم، وعلى منازلهم، وتحطيم المحلات، واستخدام الأسلحة النارية، والأسلحة الآلية، والخرطوش، والأسلحة البيضاء، مما تسبب في قتل من المواطنين وإصابة 100 آخرین.
وقتلت عناصر الإخوان آنذاك ضابط الجيش إسماعيل أحمد عيد الذي كان يقود سيارته بطريق المسيرة مصادفة، حيث استوقفته العناصر المسلحة واطلعوا على هويته، وما أن تبينوا أنه ضابط بالقوات المسلحة قاموا بذبحه بواسطة بسلاح أبيض، ومن ثم تم التمثيل بجثته وإذاعة تفاصيل الجريمة على منصة اعتصام النهضة وسط تكبيرات المعتصمين.
أحداث رمسيس الأولى 15 يوليو 2013
تزامنا مع الأحداث في محافظة الجيزة، نفذت عناصر الإخوان المعتصمة في ميدان رابعة هجوم على قسم شرطة الأزبكية بعد وصولهم إلى ميدان رمسیس بوسط القاهرة مساء 15 يوليو 2013.
التعذيب تحت منصة رابعة
في 7 أغسطس 2013 أحال النائب العام كل من محمد البلتاجي، وصفوت حجازي، ومحمد الزناتي، وعبد العظيم إبراهيم، للمحاكمة الجنائية، لارتكابهم جناية إدارة تشكيل عصابي بغرض الدعوة إلى تعطيل العمل بأحكام القانون ومنع السلطات العامة من ممارسة أعمالها، ومقاومة السلطات، والبلطجة، والشروع في قتل النقيب محمد محمود فاروق، معاون مباحث قسم شرطة مصر الجديدة، ومندوب الشرطة هاني عيد سعيد.
ووثق رئيس حي شرق مدينة نصر آنذاك كواليس نجاحه في التدخل لدى المعتصمين، وتوسطه لإطلاق سراح المجني عليهما الذان تم احتجازهما وتعذيبهما أسفل منصة اعتصام رابعة.
أحداث مسجد الاستقامة 22 يوليو 2013
– صعد الإخوان في 22 پولیو 2013 وتيرة أعمال العنف في إطار مخططهم لنشر الفوضى، بدأت بخروج عناصر مسلحة من الاعتصام باتجاه ميدان الجيزة، قطعوا الطريق العام وأشعلوا النيران في إطارات سيارات جلبوها من ميدان التهتمة، ما أسفر عن مقتل 4 أشخاص وإصابة 21 آخرین.
أحداث مسجد الاستقامة مثلت أكبر مواجهة مسلحة في ذلك الوقت بين المعتصمين من جانب، والمواطنين وقوات الشرطة على الجانب الأخر، إذ شارك عشرات المسلحين بالبنادق الألية في الاعتداء على السائقين في ميدان الجيزة ونقذوا هجمات اختطفوا خلالها أشخاص تم اقتيادهم إلى حديقة الأورمان بميدان النهضة وقتلهم.
قطع طريق قليوب 22 يوليو 2013
بالتزامن مع أحداث مسجد الاستقامة بمحافظة الجيزرة، قطعت عناصر الإخوان بمحافظة القليوبية الطريق الزراعي يوم 22 پولیو 2013، في محاولة منهم لوقف حركة التنقل بين المحافظات تنفيذا لخطط نشر العنق، وعندما توجهوا إلى شريط السكة الحديد لوقف حركة القطارات، اعترض الأهالي على تحركات التنظيم الإثارية، وانتهت المجزرة بمقتل اثنين وإصابة 7 من بينهم ضابط شرطة.
أحداث جمعة التفويض 26 يوليو 2013
خرج المصريون في 29 پولیو 2013، لتفويض القوات المسلحة في مواجهة الإرهاب المحتمل من الإخوان، مليونيات شهدتها محافظات مصر، رد عليها الإخوان بالتخطيط للاعتداء على المواطنين المشاركين في التظاهرات في التحرير، وحصار الميدان بواسطة مسيرات يشارك فيها عناصر التنظيم المسلحة، وضعیت قيادات الجماعة مخطط تأديب المواطنين المشاركين في تفويض القوات المسلحة بكافة المحافظات، ونقلت عناصر التنظيم التكليفات الصادرة بإفشال مظاهرات التفويض بقتل 12 مواطنا في محافظة الإسكندرية وإصابة المئات.
أحداث المنصة والزحف نحو التحرير
وفي القاهرة اتفقت القيادات على حصار میدان التحرير عن طريق انطلاق مسيرات من میدانی رابعة العدوية مرت بشارع النصر، وانتهت بارتكاب أعمال عنف بالقرب من النصب التذكاري، وثقها الإعلام تحت مسمي “أحداث المنصة”.
ومن ميدان النهضة انطلقت عناصر مسلحة في مسيرة باتجاه ميدان التحرير عن طريق المرور منطقة المنيل، إلا أنها انتهت باعتدائهم على المواطنين ما تسبب في مقتل وإصابة المئات وهو نفس النتائج التي ترتبت على مسيرة خرجت من منطقة إمبابة الحصار مبنى الإذاعة والتليفزيون الإهارب المشاركين في مليونية التفويض، ومن ثم بدأوا في الاعتداء على المواطنين بحي بولاق أبو العلاء.