الصحة تنصح الأسر بالمباعدة بين الولادات لتحسين صحة الأم والمولود
دعا الدكتور طارق توفيق، نائب وزير الصحة والسكان لشؤون السكان، الأسرة المصرية، إلى الالتزام بفكرة المباعدة بين الولادات، لإعطاء الأطفال فرصة أفضل في الحصول على الغذاء المناسب في فترة التكوين الأولي، والفرصة المناسبة لتعليم أفضل ورعاية صحية واجتماعية، واستقرار نفسي بعيدا عن إرهاق ومعاناة الأبوين من المسؤولية الملقاة عليهما.
وأفاد بأن تطبيق فكرة المباعدة بين الولادات سوف يحقق الرخاء والازدهار للمجتمع من خلال توفير طاقات بشرية متعلمة وقوية وخالية من الأمراض تخدم تطلعات المجتمع بأسرة.
وحذر السيدات من تكرار الحمل والولادة، بدون فترة مباعدة مناسبة، لما له تأثيرات سلبية شديدة على صحة الأم والمولود، جاء ذلك في بيان بمناسبة الاحتفال باليوم العالمي لتنظيم الأسرة.
وقال إن الحمل والولادة، بدون فترة مباعدة يزيد من نسبة حدوث وفيات الأمهات بثلاثة أضعاف بعد الطفل الرابع، ويزيد من وفيات الرضع 3 أضعاف، كما يزيد من فرص انفجار الرحم إذا كانت الولادة السابقة قيصرية، بالإضافة إلى تسمم الحمل، كما يتسبب في اكتئاب ما بعد الحمل وتضاعف فرصة دخول المولود إلى العناية المركزة.
التهاب سحائي وأنفلونزا موسمية.. ماذا ينتظر المصريون في الخريف بالتزامن مع موجة كورونا الثانية؟
وأوضح أن الفترة المثالية الفاصلة بين الحمل والولادة، وحدوث حمل وولادة جديد يتراوح ما بين 24 إلى 36 شهراً، مشيراً إلى أن الحمل والولادة، بدون المباعدة المناسبة يؤدي إلى فقدان الأم مخزونها من حمض الفوليك، الذي يؤدي نقصه إلى عيوب بالجهاز العصبي للمولود، وكذلك نقص الحديد الذي يؤدي إلى أنيميا مزمنة.
وأشار إلى أن قِصر فترة المباعدة، بين الحمل والذي يليه يؤدي إلى نقص المغذيات الدقيقة واستنزاف جسم المرأة من العناصر المهمة كالكالسيوم والزنك والسنيليوم وهذه العناصر مهمة لجهاز المناعة والصحة البدنية والعقلية وتحتاج على الأقل 24 شهر لإعادة مخزون ما قبل الحمل، كما يؤدي قصر فترة المباعدة أقل من 12 شهر إلى زيادة فرص الإصابة بالسمنة ضعفين مقارنة بمباعدة 24 إلى 36 شهر.
الشهيد الـ174.. الأطباء تنعى وفاة جديدة في صفوفها بسبب فيروس كورونا
وبالنسبة للأجنة وحديثي الولادة ؛ فإنه في حالة حدوث حمل جديد بعد الولادة ب 6 – 12 شهر تزيد احتمالات ولادة أطفال ناقصي النمو ” المبتسرين ” إلى الضعف، وكذلك المواليد قليلة الوزن أقل من 2500 جرام ، بالإضافة إلى أنهم يكونوا أكثر عرضه للإصابة بمتلازمة التوحد 3 أضعاف مقارنة بمباعدة 36 شهر وأكثر ، وزيادة الإصابة بالعيوب الخلقية بالجهاز التنفسي والعصبي ، ومضاعفات خاصة بدخول العناية المركزة مثل العمى ومشاكل مزمنة في الرئة والتخلف العقلي نتيجة نزيف في المخ.
وأكد على أن الاهتمام والرعاية بالطفل حتى اكتمال نموه العقلي والذهني “3 سنوات ” يضمن اكتساب الطفل المهارات الذهنية والتعليمية ، عكس ولادة طفل جديد خلال 24 شهر من ولادة طفل سابق ، هذا الأمر يخلق ظاهرة الطفل المهمل الذي يعاني من الإهمال وسوء المعاملة خصوصاُ من الأم لانشغالها بالمولود الجديد ؛ وهذا الطفل المهمل يعاني من الاضطراب السلوكي ومشاكل في النمو مما يؤدي إلى تدني مهاراته الذهنية والتعليمية ، وضعف الكلام والنطق في بعض الأحيان ومشاكل في الذاكرة قصيرة المدى ، وضعف عام في المهارات الذهنية الخاصة بالقراءة والكتابة ، مما قد يؤدي لاحقاً إلى فشله في التعليم والتسرب منه.