الأمواج السياسية المتلاحقة تعصف بمباحثات الفصائل الفلسطينية
تتواصل ردود الفعل على الساحة الفلسطينية مع انعقاد المباحثات السياسية والاجتماعات المشتركة بين حركتي فتح وحماس، وهي المباحثات التي أتخذت زخما سياسيا كبيرا، خاصة مع دخول الكثير من الأطراف على خط الجدال السياسي الحاصل بهذا الشأن، ولعل إعلان الأمين العام للجامعة العربية أحمد أبو الغيط عن تحفظه على هذه المبادرة، الأمر الذي يزيد من الزخم المتعلق بهذه المباحثات.
اللافت أنه وفي ذروة كل هذا زعم مصدر سياسي في رام الله أن هناك شكوكًا في حركة فتح تجاه النوايا الحقيقية لحماس وذلك إزاء خطوة المصالحة أو الانفتاح والتعاون على الكثير من الجوانب السياسية الفلسطينية اللازمة لدعم التعاون الفلسطيني المشترك.
وقال مصدر فلسطيني لصحيفة تايمز، إن حماس ترى في الوضع الراهن فرصة كبيرة لاستغلال المكانة السياسية والدولية للسلطة، من أجل تعزيز مكانتها وسلطتها في الضفة الغربية، على حساب الشعب الفلسطيني.
ويؤكد هذا المصدر أن حماس ستحاول تحقيق أي مكاسب على أي صعيد خلال فترة انتخابات المجلس التشريعي الفلسطيني، كما ستحاول تحقيق هدفها الأسمى وهو السيطرة على الضفة الغربية كما فعلت في عام 2007 في غزة.
من ناحية أخرى وفي موضوع آخر اهتمت بعض من الصحف ووسائل الإعلام الفلسطينية والمصرية بالتطورات السياسية الحاصلة في قطاع غزة، خاصة عقب حادث اغتيال عدد من الصيادين الفلسطينيين في مياه المتوسط، وهو الحادث الذي لا تزال تداعياته تتواصل حتى الآن.
ونقلت صحيفة فلسطين الفلسطينية والتي تعتبر لسان حال حركة حماس أن هناك حالة من الغضب تسيطر على الكثير من الفلسطينيين وحتى قيادات الحركة بسبب هذا الحادث أو التعاطي اليومي المصري مع الفلسطينيين في غزة.
وأفاد مصدر في قيادة حركة حماس بالخارج بغضب كبير في الحركة من التعامل المصري مع الفلسطينيين، وهو ما وضح مع رصد تداعيات الحادث المأساوي المتمثل في إطلاق النار على الصيادين من غزة الذين اقتربوا من الحدود البحرية لمصر، ووصل الأمر إلى اتهام عدد من الفلسطينيين للمصريين بأنهم ينتهجون سياسة مضايقة السكان الفلسطينيين المقيمين في غزة بصورة منهجية، الأمر الذي زاد من خطورة ودقة هذه القضية.
المثير للانتباه أن هناك الكثير من الحوادث والتطورات التي يستدل بها الفلسطينيون على صحة هذه التطورات والتعاطي السلبي المصري معهم ، وعلى سبيل المثال في التاسع والعشرين من أيلول (سبتمبر) زعم الكثير من الفلسطينيين إن الجانب المصري منع وصول طائرة جزائرية إلى القاهرة لأن ركابها كانوا فلسطينيين وأرادوا العودة إلى غزة.
بالإضافة إلى ذلك، ورغم فتح معبر رفح لأيام قليلة، فإن 44 مواطنًا من غزة أرادوا الخروج من هذا المعبر واجهوا رفضًا من الجانب المصري واضطروا للعودة.
وأشار هذا المصدر أن هناك قيادات من حركة حماس تتوجس من هذا التعاطي المصري معها، الأمر الذي دفع بعدد من القيادات الكبرى في الحركة إلى التأكيد على ضرورة إيجاد حليف للرد على هذا التعاطي السلبي المصري مع الحركة.
وكشفت مصادر مسؤولة للحركة أن عددًا من كبار القيادات في حركة حماس قرر دعم التوجه الذي يقوده نائب رئيس الحركة صالح العاروري لتعزيز العلاقة مع الحكومة التركية كبديل للعلاقة مع مصر.
عموما فإن التطورات السياسية الحاصلة الآن على الساحة السياسية الفلسطينية باتت مهمة، خاصة في ظل التطورات السياسية الإقليمية أو الدولية التي تعصف بالمنطقة.