الإثنين 25 نوفمبر 2024
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات

في ذكرى تجليسه.. كيف مر 2190 يومًا على البابا تواضروس فوق عرش مار مرقس؟

القاهرة 24
كايرو لايت
الأحد 18/نوفمبر/2018 - 05:41 م

أستيقظ الأقباط في يوم الأحد الموافق 18 نوفمبر 2012، على استعدادات الكنيسة القبطية الأرثوذوكسية، لحفل تجليس البابا تواضروس الثاني، بطريركًا للكرازة المرقسية وبابا للكنيسة الأرثوذوكسية، ليُجسد رقم 18 علامة فارقة في حياة البابا، إذ أنها البابا 118 في تاريخ الكنيسة القبطية الأرثوذوكسية وتم تجليسه في يوم 18 من نوفمبر منذ 6 أعوام.

لم تكن السنوات الست الأولي لـ”تواضروس الثاني” سالمة هادئة، بل لاحقته الأحداث السيئة والكارثية تباعًا، لم يلبث صاحب الـ 66 عامًا من التخطيط لقيادة الكنيسة في عهدٍ جديدٍ، حتى لاحقته الأزمات واحدة تلو الأخرى، ليقص شريط جلوسه على كرسي مارمرقس الرسول بواقعةٍ هي الأولى في تاريخها.

الأحد الموافق 23 إبريل 2013، أي بعد 6 أشهر من تقلد البابا لمنصبه في رئاسة الكنيسة، تعرضت الكاتدرائية المرقسية الكبرى بالعباسية إلى أول اعتداء تاريخها، بعد مهاجمة متطرفين لها، الأمر الذي حشد الأقباط داخلها وبدأت الأشتباكات بين الطرفين مما أسفر عن سقوط 5 قتلى وإصابة العشرات.

الأربعاء 14 أغسطس 2013، بعد 4 أشهر من الاعتداء على الكاتدرائية، كان البابا على موعدٍ جديدٍ من الأزمات، إذ شهد هذا اليوم فض قوات الأمن لإعتصامي رابعة العدوية وميدان النهضة اللذان كانا يشهدان تجمع أنصار جماعة الإخوان، إعتراضًا على عزل الرئيس الأسبق محمد مرسي من منصبه، فما كان في فض الإعتصام سوى توجيه بوصلة عنف جماعة الإخوان تجاه الأقباط، حيث تم حرق وسلب وتدمير العشرات من الكنائس وممتلكات الأقباط الشخصية في عدة محافظاتمن الجمهورية، وقدرت بعض التقارير أن أكثر من 60 كنيسة تعرضوا لأنوع إعتداءات مختلفة بالإضافة إلى عشرات الأسر القبطية، وكان هذا ردًا على ظهور البابا بجوار الفريق أول عبد الفتاح السيسي آنذاك أثناء إلقاء خطاب عزل مرسي، ضمن وفد مكون من عدة اطياف بالمجتمع.

أنتهى 2013 ومر بكافة أحداثه، حاملًا صلوات بابا الأسكندرية ان مر 2014 بردًا وسلامًا عليه وعلى الكنيسة الأرثوذوكسية المصرية، ولكن البابا العجوز أصطدم بواقٍ وظرفٍ إستثنائيٍ.

الأول من يونيو 2014، وقعت أزمة طائفية في قرية المحاميد بحري بمركز أرمنت بمحافظة الأقصر، عقب اتهام شاب قبطي  بعمل “لايك” لصفحة على موقع “فيسبوك”، قيل إنها مسيئة للإسلام، وأسفرت الاعتداءات عن حرق عدد من المحال التجارية والورش المملوكة لأقباط.

3 أغسطس 2014، نشبت اشتباكات بين أهلي عزبة يعقوب القبلية بمركز سمالوط في محافظة المنيا، على خلفية استكمال بناء كنيسة مارجرجس بالقرية، الأمر الذي أدي إلى اعتداء من بعض المتطرفين على منازل الأقباط والكنيسة وإلحاق أضرار كثيرة بها، وبدأ من هنا انتشار فيروس الفتنة الطائفية في محافظة المنيا.

30 ديسمبر 2014، خُطف 7 من العمال المصريين الأقباط في مدينة سرت شرق ليبيا، حيث قطعت طريق عودتهم لمصر، وأعلن تنظيم “داعش مسؤوليته عن الاختطاف.

3 يناير 2015  خُطف 14 قبطي من مساكنهم في مدينة سرت أيضًا، الأمر الذي جعل الكنيسة تشكل لجنة لمتابعة الأزمة مع الجهات المسؤولة سواء أمنية أو وزارات معنية.

15 فبراير 2015، بث تنظيم “داعش” الإرهابي، فيديو يوضح عملية ذبح الأقباط الذين تم اختطافهم في ليبيا، حيث أستشهد 21 قبطي على أحد سواحل ليبيا، وقامت بعدها القوات المسلحة المصرية بتنفيذ هجمات عسكرية على مواقع تابعة لداعش بليبيا.

أستمر عام 2015 وحت عام 2016 في مناوشات تحدث بين الحين والآخر في عدة بقاع من ربوع مصر وخاصة بعصيدها وتحديدًا في محافظة المنيا، حتى أتت النهاية الفاجعة في نهاية 2016.

الأحد 11 ديسمبر 2016، انفجار مدوي في الكنيسة البطرسية الملاصقة للكاتدرائية المرقسية بالعباسية، مما أسفر عن سقوط 29 شهيدًا وإصابة 49 آخرين، في ضربة إرهابية موجعة لمصر.

فبراير 2017، تم قتل 7 أقباط بالعريش، ضمن استهداف تظيم ولاية سيناء الارهابي للأقباط في تلك المنطقة، الأمر الذي دفع إلى اخلاء المنطقة من الأقباط حرصًا على سلامتهم.

في إبريل 2017، حدث تفجيران إرهابيان أثناء قداس “أحد السعف” في كنيسة مارجرجس بطنطا، وبمحيط الكاتدرائية المرقسية بمدينة الاسكندرية، عندما حاول شرطي التصدي لانتحاري ففجر الانتحاري نفسه، مما أودى هذان الهجومان بحياة حوالي 30 شخصًا وإصابة آخرين.

مايو 2017، حدث هجوم دام على حافلة تقل أقباط خلال زيارتهم لدير الأنبا صموئيل في محافظة المنيا، مما أسفر عن مقتل 29 شخصًا واصابة آخرين.

ديسمبر 2017، هاجم متطرفون المصلين في كنيسة بمنطقة حلون وأدت إلى مقتل مقتل 5 أشخاص، وتخللت تلك الفترة عدة أحداث ومناوشات بمحافظة المنيا، حتى أغسطس 2018 حيث حاول انتحاري تفجير نفسة بكنيسة العذراء مريم بمسطرد إلا انه فشل في ذلك، وفي 3 نوفمبر 2018، أستهدف إرهابيون 3 حافلات تقل أقباط عائدين من زيارة من دير الأنبا صموئيل، مما أدى إلى مقتل 7 أشخاص وإصابة حوالي 14 آخرين.

الأمر ليس مرتبط بالعمليات الإرهابية التي ضربت مصر فقط، بل على الصعيد الداخلي للكنيسة، فمنذ اللحظة الأولى ولم يتخيل البعض أن هناك شخصًا سيحل بديلًا عن البابا شنودة الثالث، فكان البابا موضوع على ميزان المحاسبة طيلة الوقت.

الأحد 29 يوليو 2018، حدثت واقعة هي الأسوأ على الصعيد الداخلي الكنيسة في عهد البابا تواضروس الثاني، إذ عُثر على الأنبا أبيفانيوس، أسقف ورئيس دير أبو مقار، مقتولًا وغارقًا في دماءه داخل الدير، في واقعة فريدة من نوعها بل يندر حدوثها مرة أخرى.

السبت 11 أغسطس 2018، أعلنت جهات التحقيق عن تورط راهبين في مقتل الأنبا أبيفانيوس، هما أشعياء المقاري وفلتاؤوس المقاري، إذ تم تجريد الأول من رهبنته وبقي الثاني كما هو، والإثنين أمام محكمة الجنايات بتهمة القتل.

الأربعاء 26 سبتمبر 2018، شهدت الكنيسة واقعة وفاة الراهب زينون المقاري داخل دير المحرق بأسيوط، بعد فترة قصيرة من نقله هناك ضمن قرارات البابا لضبط الحياة الرهبانية، في ظروف غاضمة وتناثر الأسئلة حوله إنتحاره.

الثلاثاء 04 سبتمبر 2018، أعلن الراهب يعقوب المقاري انفصاله عن البابا تواضروس، وتمسكه بإنشاء دير خارج سيطرة الكنيسة يحمل اسم “السيدة العذراء والأنبا كاراس” بوادي النطرون.

حالة الإنفلات الرهباني تصدرت كل الأزمات الداخلية على الصعيد الكنسي، الأمر الذي دفع البابا لإصداء إجراءات كثيرة وكبيرة لضمان استمرار الحياة الرهبانية بشكل جيد، وفي سبيل تقنين أوضاع الأديرة الغير معترف بها.

ولأن الكنيسة باتت على صفيح ساخن ففي يوليو 2017، قرر الأنبا إبرآم تقديم إستقالته للمجمع المقدس تاركًا إيبارشية الفيوم ومقررًا العودة إلى الدير والإعتكاف، حتى أقنعه البابا في فبراير 2018 بضرورة العودة إلى خدمته مرة أخرى.

الأثنين 5 نوفمبر 2018، تجدد مشهد الإستقالة مرة أخرى بعد تقديم الأنبا سوريال، أسقف ملبورن وتوابعها للأقباط الأرثوذكس بأستراليا، استقالته من الإيبارشية، معلنًا عودته إلى الدير بالقاهرة.

كل ما سبق كان قليل من كثير شهدته أيام البابا الـ 2190 الماضية، فمنذ الغد يشهد البابا أيامًا جديدة في عامه السابع على رأس الكنيسة الأرثوذوكسية، في وقت تواجه فيه مصر تحديات خاصة على كافة الأصعدة، وتشهد فيه الكنيسة كثير من المتغيرات والأحداث بين جنباتها الفسيحة، فهل يبتسم له الحظ وتنتهى السنوات العجاف وتبدأ السمان.

تابع مواقعنا