الجمعة 22 نوفمبر 2024
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات

“هوانم جاردن سيتي”

القاهرة 24
الجمعة 02/أكتوبر/2020 - 07:15 م
  • فى الصين من 42 سنة، وتحديداً فى 1978 ولما خرجت السيدة الصينية “Ms Peng” اللى كان عندها وقتها 31 سنة من باب بيتها بعد الفجر عشان تروح شغلها البسيط اللى بتشتغله؛ فوجئت بـ طفل رضيع قدام باب البيت وعمره أسبوعين بس!.. يمكن صوت عياط الطفل اللى فى اللفة هو اللى لفت نظرها له، وإلا كانت هتعتبره مجرد كيس مخلفات مرمى على جنب!.. من اللحظة الأولي كان واضح إن ملامح الطفل ده مش طبيعية!.. لحظة!.. وهو ده بيبقى باين من أول أسبوعين فى عُمر أى رضيع؟.. عملياً ونظرياً لأ بنسبة كبيرة بس طريقة العياط وتكوين الراس وحتى شوية الجحوظ اللى واضحين فى عيونه كانوا بيبعتوا رسالة ما، وبيقولوا إن ده طفل مختلف!.. “Ms Peng” أخدته وقررت إنها تتبناه عندها فى البيت!.. قرار صعب، ومش معتاد فى المجتمع الصيني بالمناسبة!.. أصل فى الفترة دي، ويمكن لحد دلوقتي كمان؛ مش بيوافق على رعاية الطفل اليتيم أى مواطن عادى!.. الموضوع بيبقي مقتصر على الفئة الغنية جداً من الشعب الصيني وعلى بعض الجمعيات أو المعسكرات الحكومية اللى هي زي دور الأيتام عندنا كده، وغير كده مفيش!.. طبيعي أصل أنا كـ مواطن صيني على قد حالى -(وهى دى الشريحة الأكبر)- إيه اللى يخليني أشيل مسؤولية طفل معرفوش!.. هو أنا عارف أكفى بيتي!.. حتى قرار “Ms Peng” قابله إعتراض من أسرتها اللى مفيش معلومات محددة عن هما كانوا أب وأم وأخوات بس ولا زوج!.. المهم إن بيتها كان معترض.. صممت، وجزء مش قليل من تصميمها كان سببه إنها كانت عارفة طبياً إنها بكره وبعده مش هتقدر تُنجب بسبب مشاكل عندها فى الرحم.. صممت أكتر.. نفذت.. فجأة بين يوم وليلة أنت مسؤول عن حتة لحمة حمراء زي ما بيقولوا عندنا فى اللغة الدارجة، وماتعرفش ده مين ولا إبن مين ولا بكره بتاعه شكله إيه ولا حتى مدى قانونية إنك تحتفظ بيه!.. مسؤول عن أكله، وعن رعايته صحياً، وعن كل تفاصيله.. وجود الطفل فى حياتها خلاّها مختلفة لدرجة بعيدة، وبقى فيه اللى شاغل يومها مع شغلها.. نمط حياة “Ms Peng” أصلاً كان من البيت للشغل، والعكس؛ يمكن كمان حبها المبالغ فيه لشغلها كان بيخلّيها أوقات كتير تفضل موجودة فيه لحد بعد أوقات العمل الرسمية.. بس بعد وصول الطفل بدأت الدماغ تنشغل بيه.. بقت مهتمة تروح البيت فى ميعادها، وتوصل فى توقيت الشغل بالظبط مش بدري زى ما كان بيحصل.. مع مرور الأيام والأسابيع وقبل حتى ما يتم شهور؛ كانت مشكلة الطفل بدأت تبان.. مصاب بـ شلل دماغي!.. دى كانت أول لحظة ينفع “Ms Peng” تتخلّى فيها عن الكائن اللطيف ده.. ممكن توديه مستشفي أو تسيبه برضه على باب دار رعاية أيتام!.. لأ.. أنا هكمل رعايته!.. يا ستي وعليكي بـ إيه ده كله!.. لأ أنا هكمل عشان حبيته.. وعملت كده فعلاً.. الفكرة إنها بدأت تاخد نوبة تريقة من زمايلاها فى الشغل، ومن بعض القرايب كمان!.. اللى هو إنتى عاملة فيها “هانم” من الأثرياء وشايفة إن حياتك فيها من البحبحة اللى يخلّيكي تراعي طفل عنده مشكلة!.. بقت كلمة “الهانم” هى اللقب الجديد بتاعها بس مش كـ تشريف لكن كـ بستفة، وإهانة!.. عادى كل ده ماكنش فارق معاها بـ نكلة.. كملت فى هدفها، وحبها اللي مانقصوش لحظة تجاه الطفل.. تمر الأيام أكتر، ووراها الشهور والسنين، وتفضل الهانم “Ms Peng” محافظة على العهد اللى خدته على نفسها.. يكبر الطفل ويبقي حالياً شاب عنده 42 سنة بدون أى تحسن فى حالته، وبإعتماد كلي فى كل تفاصيل حياته من أكل وشرب وإستحمام وتغيير هدوم وحركة على “Ms Peng” اللى وصلت حالياً لـ عُمر 73 سنة بدون كلل، ولا زهق.. 42 سنة متواصلة بتخدم فيهم طفل بقى شاب ثم راجل بمنتهى الأخلاص، وبتكسر قاعدة إن الشياكة، والوفاء، والخير؛ حاجات مقتصرة على الهوانم بس!.. تم تكريمها من كذا مكان حكومي هناك، والصين كلها تبقى فخورة بيها.
السيدة الصينية
السيدة الصينية

*الإنبوكس:

 

  • أنا “رنا”.. 25 سنة.. خريجة الجامعة الأمريكية كلية إدارة أعمال.. من سكان القاهرة، وتحديداً حى جاردن سيتي.. أكيد معظم اللى بيبعت لك رسايل الإنبوكس كل أسبوع بيكون مهتم يحكيلك عن تجربة شخصية مرت بيه هو.. بس أنا عايزة أحكي عن إنسانة عظيمة جايز ماكنش عندها فرصة إنها تتكلم عن نفسها أو تعرفك وتعرف مقالك عشان مالهاش فى فيسبوك.. الموضوع بدأ من حوالي سنة لما كانت عربيتي عطلانة وطلبت أوبر عشان كنت متأخرة عن إجتماع مهم فى جمعية خيرية متعودة أحضر إجتماعها الأسبوعي.. إستغربت لما لقيت صورة الكابتن واحدة ست!.. مش إستغربت للإستغراب وخلاص.. لأ.. ما أنا ركبت قبل كده مع بنوتة عمرها حوالي 30 سنة بس إستغرابي المختلف المرة دي سببه إن اللى ظهرتلي صورتها كانت ست كبيرة فى السن ومعدية الـ 65 مثلاً.. قولت عادى ما أوقات الصور بتخدع.. بس لما وصلت لقيتها فعلاً ست كبيرة!.. إتكسفت أقعد ورا، وقعدت جنبها.. مفيش كلام دار بينا أكتر من مساء الخير مساء النور، وكده كده العنوان كان فى الأبلكيشن، وهى مشيت عليه.. المسافة كانت هتاخد وقت حوالي ساعة بسبب الزحمة لإنه كان يوم خميس.. طلعت الموبايل بتاعي، وإتصلت بـ “دنيا” صاحبتي عشان أسألها عن الحالات الموجودة النهاردة فى الجمعية، وهنتناقش فيها.. بالمناسبة، وعشان تكون فاهم كويس دور الجمعية الخيرية؛ خلّيني أكلمك عنها شوية.. أنا جدتي الله يرحمها إسمها “عبلة”.. ماتت وهى كبيرة وعمرها حوالي 96 سنة.. كانت من هوانم الزمن الجميل.. هانم فى أخلاقها، وتعاملها، وذوقها اللى إختارت بيه تصميمات البيت اللي إحنا عايشين فيه لحد النهاردة أنا وبابا وماما فى جاردن سيتي.. الـ 25 سنة بتوع عمري أنا اتعلمت فيهم منها حاجات كتير.. علمتني يعني إيه إتيكيت.. نبرة الصوت للبنت تطلع إزاي.. طريقة الأكل إزاي.. المشية.. اللبس.. السلام على الناس بأنهي كيفية.. اتعلمت منها إن أى ست ينفع تبقي هانم، والموضوع مالوش علاقة بالثراء، والفقر لكن بالتصرفات.. فى الستينات عملت الجمعية الخيرية دي وفاءاً لذكري جدي الله يرحمه.. الجمعية بتقدم من خلالها لأى حد غير قادر مساعدة مادية أو إنسانية.. كل المدخرات بتاعتها سواء مجوهرات أو فلوس والحاجات اللى كانت من ريحة أيام العز صرفتها على الجمعية عشان تخدم الناس.. لحد آخر يوم فى حياتها كانت بتوصيني أنا وماما وبابا على الجمعية وإننا ناخد بالنا منها.. بس بسبب تلاهى الحياة، وشغل بابا وسفره، وبسبب تعب ماما الصحي بقيت أنا المسؤولة بشكل كامل عن القصة دي.. الحِمل كان تقيل عليا خصوصاً إن بابا شال إيده تماماً من الصرف على المكان، وكان شايف إن المفروض المكان يشيل نفسه بنفسه وكفاية اللى إتصرف عليه قبل كده.. ماما كانت موافقاني فى وجهة نظري بس فى النهاية ما باليد حيلة.. آه ساعدتني مرة وإتنين وعشرة بس فى الآخر الناس الغير قادرين أكتر!.. عملت فريق من أقرب تلاتة صاحبات ليا، وفتحت باب التبرعات، وبقيت بستقبل أى مساهمات من أى حد يحب يشارك معانا، وبقى ده مصدر الدخل الرئيسي للمكان.. كل أسبوع بنستقبل طلبات المساعدة سواء مصاريف مدارس أو تكاليف علاج أو توفير إيجار سكن، وندرس الحالات ونختار منهم اللى هنساعدهم بناءاً على الفلوس اللى جمعناها خلال الأسبوع، وهكذا.. الحمدلله ربنا ماكانش بيخيب ظننا، وتقريباً من كل 20 حالة بنعرف نظبط من 12 لـ 15 حالة.. نرجع تاني للعربية.. “دنيا” كانت بتبلغني إن الأسبوع ده فيه عجز وناقص حوالي 5000 جنيه عشان نقدر نوفى كل مساعدات الأسبوع.. الكلام جاب بعضه، وكان باين فى صوتي الخيبة، والصدمة!.. أنا كنت فاكرة إن معانا فلوس!.. “دنيا” ردت إن ده صحيح بس دخلة المدارس وقتها علينا كانت مقللة نسبة التبرعات على أساس إن معظم الناس فى زنقة إستعداداً للمصاريف بتاعت أولادهم.. والحل؟.. قولت لـ “دينا” أنا هتصرف وهجيب 3000 جنيه كانوا معايا على جنب، وهى قالت إنها هتحاول تتصرف فى الباقي.. الست الكابتن اللى كانت سايقة بعد ما خلصت المكالمة قالتلي: (أنا آسفة والله ماكنش قصدى أتصنت بس ممكن تحكيلي القصة؟).. عادة بشوف إن ده تطفل، ومش بحب أدخل فى كلام مع حد مش عارفاه بس الطيبة اللى كانت طالعة من عينيها، وكمان طريقتها البسيطة اللطيفة؛ خلّوني اتكلمت.. هزت راسها تضامناً مع اللى بتسمعه، ودعيتلنا إن ربنا يجازينا خير على اللى بنعمله، وإن بسبب الجمعية دي ناس كتير أكيد ربنا هيجعلنا سبب فى شفاءهم أو تعليمهم أو حتى تجهيزهم لو هيتجوزوا!.. قالتلي كمان إنها زمان من حوالى 40 سنة إتجوزت، وجوزها سابها ومشي بعد ما خلفت الـ 3 بنات بتوعها!.. مشي كده خبط لزق بدون أى أسباب، وساب الست دى تواجه الحياة لوحدها، ومعاها 3 بنات لسه ماكملوش سنة!.. والتلاتة كانوا توأم!.. سألتها: (وعملتي إيه؟).. ردت: (كان لازم أقف على رجليا، فيه لحظات الوقوع فيها بيبقي خيانة للى متعلقين فى رقبتك).. سألتها: (طيب وقرايبكم؟).. ردت: (من الصعيد، إحنا أصلاً صعايدة، وأنا ماليش حد وكل أهلي ماتوا، وجيت القاهرة من زمان وقت ما إتجوزت، وجوزي كان بيشتغل عامل فواعلي يشيل طوب وزلط ورمل).. سكتت شوية، وكملت: (مقطوعة من شجرة، وماليش سند ولا ضهر غير ربنا).. بصيت فى الساعة ولقيت إن لسه فاضل حوالي 35 دقيقة على وصولنا!.. حلو ده، وهتبقى فرصة أسمع منها أكتر.. (وعملتي إيه؟).. سألتها، وردت.. قالت إنها نزلت تشتغل بياعة أنابيب!.. بقت تسيب البنات عند جارتها، وتخرج تشيل أنابيب على كتفها وتلف شوارع شبرا على رجليها وهى بتزق عربية مليانة مش أقل من 7 أنابيب وتطلع كذا دور عشان توصلها للزباين!.. بس؟.. لأ.. لما الحال نام شوية بقيت تبيع جرايد.. ولما وقف أكتر بقت تشتغل خياطة فى أتيليه.. وبعدها بياعة فى سوبر ماركت.. وبعدها بتنضف بيوت.. وبعدها فى ورشة حدادة!.. وبعدها فى ورشة ميكانيكا.. بس؟.. حقيقي مش فاكرة من كُتر الشغلانات اللي قالتلهالي!.. إيه القوة، والعظمة دي!.. وهى بتحكي كانت مبسوطة كإنها بتفتكر أحلي أيام عمرها رغم اللى فيها من شقى وتعب.. قالت إن أهم إنتصارين حققتهم إنها إتعلمت تقرا وتكتب، وإنها ربت بناتها كويس.. لأ كويس اللى هو كويس!.. بيتكسفوا.. مش بيشتموا حتى بهزار.. مؤدبين جداً.. فرجتني كمان على صورهم وعلى فيديوهات ليهم مصورينها من عيد ميلادهم.. رغم عدم جودة الموبايل بتاعها اللي كانت بتفرجني من خلاله بس حالة البهجة اللى بتنط من الشاشة كانت مش مخلّياني حاسة بأى فرق.. علمتهم تعليم عالي فى جامعات محترمة، والبنات كانوا مقدرين اللى أمهم عملته عشانهم فكانوا قد المسؤولية، ومتفوقين!.. حالياً كلهم متجوزين!، وهى بتشتغل سواقة أوبر على عربية واحد جارهم بيستأمنها، وقرر يشاركها فى المشروع ده هو بالعربية، وهى بالسواقة!.. آه بالمناسبة ده ثالث إنتصار حققته إنها إتعلمت تسوق فى أسبوعين بس!..  سألتها: (طيب إنتي ليه ماخدتيش راحة من الشغل المتواصل ده كله؟ مش خلاص إتطمنتي على البنات؟).. ردت بإستنكار: (وأقعد فى البيت عطلانة!، وليه؟؛ ما أنا انزل وأعافر مع الدنيا وتعافر معايا لحد آخر نفس!).. سكتت شوية، وبعدين قالت: (وبعدين برضه الفلوس اللي بتيجي بساعد بيها بناتي لو حد من ولادهم عاز حاجة).. تركيبة غريبة معجونة طيبة، وفيها جدعنة مش سهل تلاقيها فى الزمن ده.. كلمة “حضرتك”، والثقافة اللى تحس إنها بتتكلم بيها عمرك ما كنت تتخيل إن دى ست ماكانتش بتعرف تقرا ولا تكتب!.. كمان بشرتها السمراء الجميلة عملت جو ألفة يحسس أى حد يتكلم معاها إنه يعرفها من سنين.. للأسف وصلت للجمعية.. سلمنا على بعض، وأنا متاكدة إن الدنيا أكيد مش هتجمعنا تاني.. ما هو فيه ناس كده علاقتنا بيهم بتبقي مقتصرة على مرة واحدة صدفة بس الحقيقة إنها بتبقي بالعمر كله.. حضرت الإجتماع، وكانت الست دى واخدة تفكيري كله لدرجة إن “دنيا” وباقي الناس فى الجمعية لاحظوا، وكذا مرة ينبهوني!.. يا خبر أنا كمان نسيت أسألها عن إسمها!.. أكتر من 3 ساعات إستمر الإجتماع، وخلصنا، وقبلها كنت خرجت بسرعة لـ ATM قريبة من المكان عشان أسحب الـ 3000 اللى معايا، و”دنيا” جابت 500 فقررنا نقلل عدد الناس اللى هنساعدهم الأسبوع ده وخلاص بقى مش مهم.. خرجنا من المكان، و”دنيا” عرضت عليا توصلني بعربيتها بس أنا رفضت عشان هى بيتها فى أكتوبر ويادوب تلحق، وقولتلها إن أنا هطلب أوبر.. صممت إن “دنيا” تتحرك الأول.. سمعت كلامي، ومشيت فعلاً.. طلبت أوبر.. قبل ما يظهرلي كابتن سمعت صوت بيقول: (إلغي إلغي).. بصيت لقيت الست السواقة اللى كانت معايا من كام ساعة!.. ماصدقتش نفسي!.. ما بين ضحك وصدمة كانت ملامحي شكلها أهبل أوي.. كانت واقفة على رجليها جنب عربيتها، وقالت: (أنا واقفة بقالي ساعة وبقول يارب ماتكوني مشيتي، ولما زهقت سألت البواب قال لى إنكم قاعدين).. سكتت شوية وقالت: (كان شاكك فيا عشان كنت بوصفله شكلك، ومش عارفة إسمك ففضلت مستنية، ولما شوفتك إنتي وصاحبتك قولت هتنسي لما تمشي).. قالتها، وضحكت، وأنا ضحكت على ضحكتها الصافية الحلوة.. سألتها: (طيب خير طمنيني! هو فيه حاجة!).. مدت إيديها فى جيبها، وإدتني 900 جنيه، وقالت: (إنتى بنت حلال وأنا كنت شايلاهم لعوزة بس ماكنتش متأكدة هما كام فرجعت البيت أعدهم عشان ماتكسفش قدامك، وقولت دول نصيب الناس اللى بتساعديهم).. الموقف كله كان هاززني وتقريباً كنت سامعة ضربات قلبي.. إيه ده!.. طبعاً رفضت، ورجعتلها فلوسها بس هي صممت، وقالت: (أهي نواية تسند الزير، ماتحرمنيش بقي من الثواب، ويمكن ربنا نزلني النهاردة مخصوص عشان أساهم معاكي ولو بالجزء ده).. لا إرادياً أخدتهم منها، وحضنتها وبوستها!.. سألتني: (مروحة؟).. قولتلها: (آه أنا كنت لسه بطلب أهو).. قالت: (والله ما يحصل، والتوصيلة دي عليا).. ماعترضتش كتير بصراحة عشان كنت حابة أركب معاها تاني.. وصلتني، ودردشنا كتير.. كتير أوي.. حبيتها أكتر.. وصلت البيت.. أخدت رقمها، وإدتها رقمي.. قولتلها على إسمي، ونسيت أسألها على إسمها.. سلمنا على بعض.. إدتها ضهري، وقبل ما العربية تتحرك إفتكرت موضوع الأسم.. ندهت: (لحظة).. بصت من الشباك، وبطلت العربية وعينيها سألتني: (فيه إيه؟).. قولتلها: (هو حضرتك إسمك إيه؟).. ردت بسرعة: (هانم، إسمي هانم).. قالتها، وشاورتلي ومشيت.. إسم على مسمى فعلاً!.. “هانم”.. طلعت فوق، وحكيت لـ ماما على اللى حصل بس بدأت كلامي معاها بـ: (عايزة أحكيلك عن واحدة عظيمة).. سألتني: (مين دي؟).. رديت: (الست هانم)..سألتني: (أنهى هانم؟، هانم نعرفها من أصحاب تيته الله يرحمها؟).. رديت: (لأ، بس هى برضه هانم زيهم)، وحكيت لـ ماما كل تفصيلة حصلت!.. على فكرة لغاية النهاردة أنا والست “هانم” أصحاب، ومع كل تعامل جديد بتأكد إن نظرية تيته الله يرحمها صح: (إنك تكوني هانم دى حاجة مالهاش دعوة إنتي بنت مين، لكن بتتعاملي مع اللى حواليكي إزاي).

 

  • فكرة إنك تكون برنس أو تكونى هانم فى نفسك مش حاجة معناها إنك تبقى بالضرورة إبن ذوات ومتعلم فى مدارس أجنبية ومعاك لغتين تلاتة.. خواجة عايش بره ولا معجون بـ طين أصغرها قرية تابعة لـ أبعدها مركز فى الصعيد الجوانى.. الموضوع متصل إتصال مباشر بـ شكل تربيتك نفسها كان عامل إزاى.. إنت لما بتخاصم بتفجر؟.. السر عندك متصان ومتشال فى بير ملوش آخر ولا بتسرب؟.. جدعة؟.. وقت ما بتتعازي بتتلاقي؟.. بتقدر تعتمد على نفسك، ولا راميها على غيرك؟.. بتحس بغيرك بدون ما يتكلموا؟.. “الهوانم”، و”البرنسات” بيكونوا بـ جدعنتهم، طيبتهم، قوتهم، وذوقهم، وباللي بيعملوه ليهم ولغيرهم.
تابع مواقعنا