الثلاثاء 26 نوفمبر 2024
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات

“منى قوت” أول طالعة نخل في الصعيد: قسوة والدي كانت البداية وواجهت التنمر بالإصرار (صور)

القاهرة 24
محافظات
السبت 03/أكتوبر/2020 - 08:14 م

لا تكترث بالمخاطرة ولا ترى غضاضة فيها، تنتظر شهور الصيف من كل عام كونه موسم حصاد البلح، فالعادات والتقاليد الصعيدية المتشددة لم تمنع صبرية السباعي عسران الشهيرة بـ”منى قوت”، صاحبة الـ42 ربيعا، والمقيمة بقرية الحلة بمركز قوص، من امتهان مهنة “طالعة النخل” للبحث عن قوت يومها إلى جانب عملها في حفر المقابر، وحمل الدقيق إلى الطاحون، لطحنه لأهالي قريتها بمقابل مادي زهيد.

تحكي قوت بصوت أجش لـ”القاهرة 24″، عن بدايتها في مهنة طالعة النخل قائلة: “وأنا عندي 7 سنين أبويا سابنا ومرضاش يصرف علينا أنا وأخواتي وأمي، وروحنا لأعمامي رفضوا يساعدونا، فاتجهت إلى صعود النخل وجني البلح، عشان أعرف أصرف عليهم”، مردفة: “أنا بحب الشغلانة دي مع إنها مش مربحة”.

حبل قوي تلفه منى حول وسطها “المطلاع” وفأس صغير تستخدمه في تقطيع البلح وعزيمة قوية هي كل أدوات “قوت” في مهمتها الخطرة، ، موضحة أن أفضل وقت لتسلق النخيل هو الابتعاد عن الأيام التي يكون فيها الريح قويًا قدر الإمكان؛ لأن النخيل يتمايل بشكل كبير ويسبب الكثير من المتاعب لمن يمتهنون مهنته.

فاستخدام القدمين واليدين بحرفية عالية هما سلاح الفتاة الصعيدية للوصول إلى هدفها، مع احتساب كل خطوة تخطوها بدقة، مشيرة إلى أن مخاطر مهنتها هي تعرضها للجروح في القدمين واليدين، حيث تتسلق النخيل وهي حافية القدمين لتتمكن من ضبط خطواتها، إلى جانب وجود بعض الزواحف الخطيرة التي تسكن جريد النخيل مثل الثعابين والتي سبق وهاجمتها أكثر من مرة لولا “ستر الله” -حسب قولها-.

تعمل صبرية بمهنة طالعة النخل مرتين خلال العام، الأولى في موسم تقليم “جريد النخيل”، والثانية عند جني محصول البلح من النخيل، وتتطلب المرتان مجهودًا كبيرًا ومخاطرة كبيرة لأنها تعتمد على آلات بدائية في نهاية الأمر، كما لا يتوافر فيها سبل لتأمينها، فالأمر دائمًا يستلزم الحيطة والحذر لأن أي خطأ قد يكلفها حياتها.

مهنة “طالعة النخل”، بحسب منى، ليست مربحة حيث تتحصّل في كل مرة تتسلق فيها نخلة على مبلغ يتراوح من 20 إلى 50 جنيهًا، لافتة إلى أنها لا تكتف بطلوع النخيل أو حفر المقابر، بل تعمل في بعض المهن الشاقة مهما كانت من أجل توفير قوت يوم أسرتها، فهي لا تمانع في حمل جوال قمح والذهاب لطحنه مقابل أجرها، والعمل باليومية في أحد المخابز، بالإضافة إلى عملها في رفع بقايا أعمال البناء أو الهدم في بعض المنازل.

وتؤكد صبرية أنها تعرضت للكثير من التنمر من أبناء قريتها فبعض الأشخاص كانوا يقولون لها بأنها “مسترجلة” و”الرجالة مش بتطلع النخل”، إلا إنها استمرت في عملها دون الالتفات لأي شيء، حتى نالت شهرة واسعة في قريتها وأصبح البعض يطلبونها بالاسم.

حلم منى قوت يقتصر على شقة تجمعها مع والدتها وشقيقاتها وأطفالها الأيتام، بدلا من البيت الذي ضاق بهم، ومعاش يساعدها على مواجهة مصاعب الحياة.

تابع مواقعنا