الثلاثاء 19 نوفمبر 2024
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات

أعطني القوة لاستمر.. جولة في حساب الطبيب النفسي المنتحر بالبحيرة

الطبيب المنتحر
تقارير وتحقيقات
الطبيب المنتحر
الخميس 22/نوفمبر/2018 - 12:49 ص

“أعطني القوة لاستمر”، هي أخر كلمات كتبها الدكتور إبراهيم أحمد نصره، ليخدع بها الجميع ويخبرهم أنه مقبل على الحياة، قبل انتحاره بـ19 ساعة فقط.

في استقبال مستشفى دمنهور العام، قضى الطبيب النفسي المنحر، آخر ساعات حياته، وسط المرضى الذين يعالجهم ويحثهم على الإقبال للحياة، في الوقت نفسه الذي كان يتراجع هو، كانت الساعة تقريبًا السادسة مساءً، وبينما هو في “النبطشية” كتب تلك الكلمات ثم أكمل يومه بطبيعته، دافن بداخله قرارًا اتخذه ولم يخبر به أحد!.

انتهى الطبيب من عمله ثم عاد لبيته، فتأتيه القوة التي طلبها، ليستخدمها في غير ما أخبر به، جاءته القوة ثم أخذ القرار وصعد نحو الطابق العاشر، وبدون ضماات أو خوف أغلق عينه ثم ألقي بنفسه ليصطدم بالأرض وترتقع روحه للسماء.. انتحر.

مفاجأة.. الطب الشرعى: طبيب البحيرة النفسى لم ينتحر

 

بدخولك إلى حساب الطبيب المنتحر، على موقع التواصل الاجتماعي “فيس بوك”، وسط مئات الكومنتات التي تحمل محبة الأهل والأصدقاء ووسط عاصفة الحب الغامرة لروح الطبيب، لا توحي بأن الطبيب كان على موعد مع الانتحار، فالجميع والمقربون له جميعهم تفاجئ بالخبر.

حب الطبيب النفسي، أن يودع الحياة تاركًا النصحية لغيره بحب الحياة والحب بشكل عام، فكان من آخر المنشورات والتي كانت قبل وفاته بساعات: ” الحب ليس له لون، ليس له حدود، ليس له سباق”، وفي منشور آخر منذ يوم فقط، نشر عددًا للصور الزاهية والمبهجة، ثم اكتفى بالتعليق بكلمة مراكش ووضع “قلب” ليعبر عن مدى محبته لتلك المظاهر البهية.

19 نوفمبر، داعب الطبيب أصدقائه بمنشور فكاهي “بتفكر في ايه يا حبيبي.. حساك دماغك مشغوله قوي الايام دي وعندك مشاكل كبيرة”، ليجيب “بفكر اني اكلت ٦ برتقانات قبل مانام و بالتالي حصحى من النوم كل ساعه ادخل الحمام يا اما ححتاج اقسطر نفسي عشان مقومش من تحت البطانية”، وفي اليوم ذاته أعلن “إبراهيم” عن افتقاده للفحرة باستدعاء فيديو للزعيم عادل إمام وهو يبتسم والفرحة تغمره، قائلًا: ” هذا الشعور يارب…ارجوك”.

الأحد 18 نوفمبر، شارك الطبيب النفسي، إحدى مقولات الشاعر والكاتب الروماني أميل سيوران، مؤكدًا على أنه يتوافق معه في وجهة النظر، وكان المنشور يتحدث عن الانتحار، ونصه “صديقتي صارحتني برغبتها في الانتحار، لكن خوفها على دموع أمها تمنعها.. فقلت لها لو أمك تحبك وتخاف عليك ما أنجبتك!”.

قبلها بيوم السبت 17 نوفمبر، أعرب “الطبيب المنتحر” عن رغبته في تخطي بعض مراحل حياته، متسائلًا: “السؤال هنا بالنسبة للحياة.. هل تستحق كل هذا الجهد!”، كانت الإجابة حينها عنده، إلا أنه فضل أن لا يخبر بها أحدًا، واحتفظ بها لنفسه، وعلى الرغم من هذا إلا أنه كتب قبلها بـ5 أيام تقريبًا “الحياة حتديك حقك وزيادة من كل واحد ظلمك و حتشوف ده بعينك في حياتك وبدون أي تدخل منك”.

بداية إبريل من العام الجاري، ربما كان إبراهيم في قمة السعادة، حسب ما كتب على الـ”فيس بوك”، حينما نشر صورة تجمعه بسكرتيرة نقابة الأطباء الدكتورة منى مينا، وكتب عليها: “مع الملاك”.

“الغموض يسيطر على الواقعة”، وكلٌ يفسر كما تهوي له نفسه إلا أن الحقيقة عند الله، حيث تواصلت “القاهرة 24″، مع الدكتور محمد عبد السلام، والذي رافقه في أخر ساعات حياته، وأكد أنه كان طبيعيًا ولم يكن يعاني من أي اكتئياب، متذكرًا موقف إنساني له، “كننا في النبطشية مع بعض، وكانت في حالة مش طارئة ست عاوز تكشف عادي، فقولنالها تعالي بكرة، صعبت عليه قال دخلوها بدل ما ترجع بكرة وكشف عليها وكان بيضحك ومش باين عليه”

الحديث السابق لـ”عبد السلام” متوافق مع كلام الدكتور محمد الديب مدير المستشفى، الذي أكد أنه كان بحالة جيدة وبعيدة عن الاضطرابات والاكتئاب، إلا أن صديقه الدكتور إبراهيم شربش، نفى ذلك الكلام، مؤكدًا أن من قال أنه لم ينتحر لم يعرف شيئًا عن الاكتئاب، في إشارة منه إلى أن “إبراهيم” كان يعاني من ضغوطات إلا أنه لم يخبر أحد، ورفض التصريح بأي تفاصيل، “مش وفت الكلام!”.

تابع مواقعنا