أكبر تمثيل سياسي في تاريخ مصر.. قراءة في تعيينات الرئيس لأعضاء مجلس الشيوخ
عكست تعيينات الرئيس عبد الفتاح السيسى لـ 100 عضو بمجلس الشيوخ وفقا للدستور، التوجه الذي نادى به الرئيس طيلة عامين قبل الانتخابات، بأن مصر تتسع للجميع ولكل القوى السياسية، طالما لم تتورط في الإرهاب وسفك دماء المصريين، حيث انتصر الرئيس السيسي، في هذه التعيينات لأحزاب المعارضة وحفظ لها تواجد متوازن أمام أحزاب الموالاة.
وحملت قائمة التعيين جملة من الرسائل والمبادئ، المتعلقة بفكر وفلسفة الرئيس السيسي في العمل الحزبي والبرلماني في مصر، ما بعد ثورة 30 يونيو 2013 وسقوط تنظيم الإخوان.
وشملت التعيينات الرئاسية ثمانية رؤساء أحزاب سياسية، مع وجود رئيس حزب مستقبل وطن، وهو ما يشكل منتدى داخلي للأحزاب المؤيدة والمعارضة، وهو نمط سياسي برلماني موجود في بعض الدول، بالإضافة أيضا إلى تمثيل 15 حزبا وهو أعلى تمثيل في تاريخ البرلمانية المصرية، التي تعود إلى زمن محمد علي باشا مؤسس مصر الحديثة، بالإضافة إلى الاستعانة بكوادر تكنوقراط من الأحزاب بعيدا عن الرؤساء.
مجلس الشيوخ يقرر بث أولى جلساته مباشرة على الهواء غدًا
وفي رد قوي على الادعاءات التي روج لها الإعلام التركي والقطري وشبكات الإخوان، تمثلت تيارات وأحزاب عقب ثورة يونيو 2013 في أنها سوف تحصل على مساحة للعمل السياسي والحزبي والبرلماني.
وضمت التعيينات كتيبة كبيرة من الإعلاميين والصحفيين، التي تهدف إلى أن الإعلام والصحافة وحتى الفن شكلوا منابر سياسية أكثر تأثيرا في الشارع من الأحزاب والحركات السياسية، بسبب عدم وجود حياة نيابية مستقرة عقب 25 يناير 2011،
ويشكل الإعلام والصحافة كتيبة مهمة في جيش الدولة المصرية، فيما يتعلق بالحروب الرقمية الثقافية، بعد أن أصبحت عملية التمهيد المعنوي والصحفي والإعلامي وغزو الرأي العام ومحاولة تشكيله من أخطر أنواع الحروب الحداثية.
وبقراءة التعيينات، يظهر رفع عدد مقاعد الشباب والمرأة رغم تمثيلهما في مقاعد المنتخبين، سواء الفردي أو القائمة الوطنية، حيث شملت التعيينات 20 سيدة، بزيادة 10 مقاعد عن الحد الأدني، بالإضافة إلى رقم تنسيقية شباب السياسيين والأحزاب من 5 مقاعد منتخبة إلى 10 مقاعد، عقب تعيين 5 أعضاء إضافيين من التنسيقية.
ومن المقرر أن يعقد مجلس الشيوخ أولى جلساته غدا الأحد من أجل انتخاب رئيس المجلس والوكيلين.