الخميس 14 نوفمبر 2024
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات

محمد فؤاد يكتب: معركة الوعي في العمرانية والطالبية

القاهرة 24
سياسة
الأربعاء 21/أكتوبر/2020 - 12:20 م

 

استعرضت سابقا الصراع الداخلي الذي واجهته والمفاضلة بين الاكتفاء بما قدمت خلال الدورة الماضية وبين مسئولية عظيمة على كتفي تحملني إياها هموم وآمال مواطنين كُثر وثقوا في التجربة ولديهم طموح في استمرارها، واهتديت إلى أنه ليس في مقدوري تجاهل تلك المسئولية.

ظننت وقتها أن الأمر سهلا، فقد قررت أن أكون مع الناس، وأعليت ذلك في شعار حملتي الانتخابية واتخذته مرجعا وموجها لأي قرار أو بند في برنامجي للدورة المقبلة، مع استشفاف أن المعركة الانتخابية سوف تكون في الغالب سهلة.

ففي مخيلتي أنني قد حصنت نفسي بمجهود كبير بذلته خلال 5 سنوات ولم أقصر قط في مسئولتي كنائب وممثل عن الأهالي، وبدون تفاخر أو تعالي أظن أنني استحدثت تجربة ليست تقليدية للنائب الشعبي، ولم يعيقني في إرضاء الجميع إلا ظروف وإمكانيات لا تسمح أما السعي والمجهود فلم أبخل إطلاقا بأي منهما.

وفي كل إشكالية واجهتها أو خيارات انتخابية كنت دائما أرجع إلى فكرة أنني “مع الناس” دون أي مؤثرات أخرى أو الحرص على طرق سهلة لضمان الفوز في الانتخابات، لدرجة أن المقربين مني استغربوا واعتقدوا أنني أريد أن أصعب المعركة على نفسي!

بدأ الأمر بعرض التحالف من قبل أحد المرشحين، ورغم أن ذلك كان وحده سبيلا لنتيجة مضمونة في الانتخابات خاصة وأنه يضمن المال السياسي والأساليب غير الطيبة في الحشد، ومن ناحيتي فأضمن مواطنون يثقون في تجربتي، إلا أن جلسة بسيطة مع نفسي استعرضت فيها حقيقة هذا التحالف ووضع الطرف الآخر فيه، تيقنت إلى أنه لن يكون في صالح الناس إطلاقا.

لم أستطع أن أبرم تحالف مع من أهمل أصوات دائرته واقتصرت جهوده في المخالفات وحماية مصالحه المالية فقط، لأنه بل أدنى شك سوف يكون على نفس المنوال إن فاز في الانتخابات الحالية وسوف يدفع المواطن الثمن.

وخضت في سبيل توعية المواطن “معركة وعي” حاولت خلالها تسليط الضوء على خطورة المال السياسي واستكانة المواطن أو استجابته له وأن الأمر في نهايته سوف يكون على حساب مصلحة المواطن ذاته، وتجاهل هموم الشارع، وعليه فقد اخترت لنفسي تحالفا مع من أثق في انتماءه للشارع وهو علاء شلتوت.

ودخلنا في صلب الدعاية الانتخابية لأجد نفسي في صدام مع مال سياسي وشراء أصوات على الملأ ودون أي خشية بل واستغلال مكاتب التموين ومخالفة شروط الدعاية الانتخابية وحجز بطاقات بمبالغ كبيرة وتصدير الشائعات بحقي وغير ذلك الكثير.

تحول الأمر من معركة انتخابية أو سياسية إلى صراع محتد وشائعات وحملات مأجورة مدعومة من المنافس وجماعات المصالح التي تؤيده، فقررت أنني لن أنجرف إلى مثل هذه الأساليب في المنافسة، وخضت معركتي بالأساليب التي أعلمها أنسب للناس وأشرف لذاتي وتجربتي، وعليه فكثفت جولاتي الانتخابية في العديد من مناطق الطالبية تحديدا و استمعت إلى الناس وعرضت عليهم برنامجي.

لم أترك فرصة إلا وكنت بين الأهالي استمع لتقييمهم وأعرض برنامجي عليهم وخاصة بين أهالي منطقة الطالبية لأنها جزء جديد انضمت إلى دائرتي الأساسية “العمرانية”، ولله الحمد قد لمست تأييد منهم حتى قبل أن أتحدث إليهم إما بسبب الصيت الذي اكتسبته من دعم أهالي العمرانية أو بسبب اختلاط سابق معهم بسبب تدخلي لحل العديد من الإشكاليات التي واجهوها خلال فترة المجلس الحالي، بحكم عدم قدرتهم على التواصل مع نوابهم بشكل مباشر.

وللأمانة وجدت خلال جولاتي الانتخابية وجلوسي مع المواطنين في الشوارع المختلفة، نتيجة عملي ومواقفي خلال الـ5 سنوات الماضية، إما دعما وتذكيرا بدوري وخدمة قدمتها وموقف استندت فيه إلى نبض الشارع أو نقدا في بعض المواقف، وللأمانة كانت تجربة جميلة أن أقابل عملي في الشارع خيرا فخير.. أو شرا فشر.

وتقديري لهذا الأمر بأن ليس من الهين تركه او التخلي عمن يثقون فيه، كما أنه يفرض عليّ مجهود مضاعف للحفاظ على هذه الصورة في الشارع إن قدر الله لي النجاح.

حرصت من بداية المعركة الانتخابية على فرض قواعد مختلفة ومنهكة في ذات الوقت حتى أضمن أفضل مصلحة للمواطن، والوقوف ضد الممارسات غير الشريفة والاستغلال السلبي للمال السياسي من قبل البعض في عملية شراء الأصوات، وتأكيد أن المواطن يخوض معركة وعي حقيقية لا بد أن ينتصر فيها.

وأعلم أن الطرف الآخر لا يعتمد على أساليب شريفة، ولديه دعم من شبكات المصالح ويستند إلى رشاوى سياسية ويستغلها بشكل مكثف للحشد، والبوادر كانت شاهدة على ذلك خلال الفترة الماضية مع العديد من الوقائع التي تمثل مخالفات قانونية فاضحة، ومنها مشاهد جمع البطاقات أو الدعاية من خلال بقالات التموين وغيرها من انتهاكات.

فما بالك بالخطة أيام الانتخابات “السبت والأحد القادمين”، فبالتأكيد سوف تشهد تكثيفا لهذا الأمر وتكثيف للمضايقات والشائعات وغيرها من أساليب رخيصة اعتدنا عليها واعتاد عليها المتابع الجيد لمثل هذه الأحداث.

لم يعنيني سابقا الضغوط أو رمي البلاء والشائعات، ولا أظن أن ذلك قادر على أن يعنيني الآن، لأني على يقين أن الناس هي الحصانة الحقيقية وليس “الجنيه” أو جماعات المصالح.

تابع مواقعنا