ننشر كلمة الفريق أحمد خالد بمناسبة الاحتفال بالعيد الـ53 للقوات البحرية
تحتفل قواتنا البحرية اليوم بعيدها الثالث والخمسين، يوم يخلد مجدها وتاريخها، يوم تفتخر وتعتز قواتنا المسلحة يوم يُحفر فيه تاريخها بحروف النور على صحائف الذهب، يوم نستحضر فيه عزه ماضينا ونستشرق فيه ضياء مستقبلنا يوم إغراق المدمرة إيلات فمعركة إغراق المدمرة إيلات لم تكن حدثًا خاصا بالقوات البحرية فحسب بل أتى كحدث فارق في مرحلة دقيقة من حياة أمتنا الشامخة، حيث إن حالة الفخر والأمل التي تحققت يوم الحادي والعشرين من شهر أكتوبر عام 1967 أحيت في قلوب الشعب المصري العظيم الأمل نحو كسر قيود الاحتلال وبدء تحرير الأرض ورد الاعتبار، واعتبرت بشهادة الخبراء أحد أعظم الانتصارات وأول معركة صواريخ بحرية في التاريخ البحري الحديث حيث غيرت المفاهيم الإستراتيجية والتكتيكات البحرية بشكل عميق.
وقال الفريق الفريق أحمد خالد قائد القوات البحرية: “لقد امتزجت إرادة ابطال القوات البحرية بصبر وعزيمة الشعب المصرى العظيم الذى رفض الهزيمة ليجعل من هذا اليوم يوم المجد والعزة والكرامة يوم الشرف ورد الإعتبار إيذاناً ببدء مرحلة جديدة من بذل الجهد والعطاء ولازلنا على هذا الدرب فى هذه المرحلة الدقيقة نعمل بكل جدية وعزم فى ظل قيادة سياسية لها رؤية مستقبلية أكدت مراراً أنه لن يتم أبداً فرض أمراً واقعاً ضد إرادة هذا الشعب العظيم، وإنه لمن دواعي الشرف أن يتزامن هذا الإحتفال مع أعياد مصر والقوات المسلحة بنصر أكتوبر المجيد الذي أعاد لمصر مجدها ورفعتها وأرضها بتوفيق الله عز وجل وقوة وعزيمة الرجال”.
وتابع قائد القوات البحرية: “اليوم ونحن نستحضر عظمة الماضى ونفخر بما يتحقق لنا فى الحاضر نشعر ونرى القفزة الهائلة التى تتحقق الآن لأمتنا وإعادة بناء دعائم وركائز الدولة المصرية وتقوية أركانها والتى إمتدت رياحها للقوات المسلحة ومنها لقواتنا البحرية لتشمل جميع المناحى تسليحاً وتدريباً وبنية تحتية محدثة وعنصر بشرى محترف مع توفير دعم كامل لا محدود من القيادة السياسية والقيادة العامة للقوات المسلحة نحو إمتلاك قدرات قتالية حقيقة تؤهلنا للعمل فى المياه العميقة لتحقيق الأهداف الإستراتيجية للدولة المصرية لمواجهة التحديات الحالية وأن تكون القوات البحرية وبحق أحد أذرع الدولة القوية القادرة على الحفاظ على الأمن القومى المصرى وعلى ثروات الأجيال القادمة لسنوات وعقود طويلة”.
القوات البحرية المصرية تنقذ مركب ترفع العلم التركي بعد استغاثتها بالبحر المتوسط
وأكمل قائد القوات البحرية: “لقد قامت القيادة السياسية والقيادة العامة للقوات المسلحة بتطوير القوات البحرية لتفى بمطالب الدولة المصرية لحماية حدودها البحرية ومقدراتها الإقتصادية بالبحر ولتكون القوات البحرية قادرة على مجابهة كافة التهديدات التى تواجهها بمناطق عملها الحالية و المنتظرة فى ظل تحديات فرض الأمن البحرى بمناطق عملها بالبحرين المتوسط والأحمر والتى يغلب عليها الآن صراع محتدم على مصادر الثروة و الطاقة والموارد الطبيعية ويشمل تطوير القوات البحرية تزويدها بأحدث ما وصلت إليه الترسانات العالمية من وحدات بحرية حديثة ومتطورة ذات قدرات قتالية عالية من تكنولوجيا التسليح والقدرات القتالية جعلها قادرة على العمل فى المياه العميقة كما بدأنا فى تنفيذ برامج تصنيع فى ترسانات القوات البحرية لوحدات بحرية متعددة الطرازات والأحجام والمهام بأيدى وسواعد وعقول مصرية تمثلت فى مشروعات ضخمة لبناء الفرقاطات طراز (جوويند) والفرقاطة الشبحية طراز (ميكو 200) ولنشات المرور الساحلى وبناء الريبات القتالية المدرعة طراز (رافال 1200) ذات القدرات القتالية العالية فى ظل ثورة التطوير الشاملة غير المسبوقة التى تشهدها مصرنا الغالية وطبقا لتخطيط دقيق يراعى عوامل الجودة مع التنفيذ فى زمن قياسى مع إكتساب الخبرات للكوادر الفنية فى مجال التصنيع للوحدات البحرية ذات التكنولوجيا الحديثة المتقدمة وإرتباطا بهذا ومنذ أيام قليلة شهدنا تدشين الغواصة (S44) طراز (209 1400 ) ألمانية الصنع والتى ستنضم قريباً للقوات البحرية فى إطار دعم قدرات القوات البحرية والمحافظة على الأمن القومى المصرى كما تم الإنتهاء من تشييد عدد من القواعد البحرية الحديثة بمواقع مختارة وفق أحدث المتطلبات للقواعد البحرية المتطورة وذلك لتوفير مناطق إرتكاز لوحدات قواتنا البحرية بكافة طرازاتها ومطالبها اللوجيستية لكى نستطيع أن نعمل على كافة الإتجاهات الإستراتيجية فى وقت واحد”.
وتابع قائد القوات البحرية: “بقدرات قتالية عالية مكننا ذلك من أن يكون نطاق عمل القوات البحرية هو مناطق مصالح الدولة المصرية و أمنها القومى وبشكل خاص فى المياه الإقتصادية العميقة بهدف المحافظة على الأمنً و السلام و الإستقرار فى المنطقة، لم يقتصر التطوير على التسليح و البنية التحتية فقط بل إمتد ليشمل تطوير المكون البشرى والذى نحرص دوما على إنتقائه وتدريبه وصقل مهاراته على أسس علمية حديثة بالتعاون مع الخبرات العلمية المحلية والدولية، أدى كل ذلك إلى سعى العديد من بحريات الدول الشقيقة والصديقة التى تمتلك بحريات متقدمة القيام بالعديد من التدريبات المشتركة”.
القوات البحرية المصرية والإسبانية تنفذان تدريبًا بحريًّا في نطاق الأسطول الجنوبي بالبحر الحمر
وأوضح: “مع قواتنا البحرية جعلتنا فى مصاف بحريات العالم الحديثة والحمد لله وبفضله قواتنا البحرية اليوم تمتلك قوة بحرية متطورة تمكنها من ردع كل من تسول له نفسه تهديد مصالحنا القومية وهى قادرة ومستعدة دائمًا لتنفيذ كافة المهام التى توكل إليها من القيادة العامة للقوات المسلحة بكل كفاءة وحرفية وإقتدار في ظل التهديدات والتحديات الغير مسبوقة المحيطة بالدولة المصرية، وبمناسبة هذا اليوم العظيم أحب أن أرسل لكم رسالة طمأنينة فمازال جهد رجال القوات البحرية وعطائهم الدؤوب قادر بسواعد وعقول أبنائها الأبطال على تأمين مقدرات الدولة الإقتصادية بالبحر بمساحات تصل لآلاف الأميال البحرية من السلوم غرباً إلى رفح شرقا وحتى مضيق باب المندب جنوباً وكذا تأمين الموانىء والجزر المنعزلة والأهداف البحرية الحيوية والخطوط الملاحية التجارية وفرض قوانين الدولة في البحر وإحترام السيادة المصرية في المياه الإقليمية على مدار الساعة”.
وأشار قائد القوات البحرية: “بالإضافةَ إلى تأمين المجرى الملاحى لقناة السويس فى الإتجاهين الشمالى والجنوبى ودعم إستقرار الأمن البحرى وحرية الملاحة البحرية وكان للدور الفعال لرجال القوات البحرية فى القضاء على الهجرة الغير شرعية والتى حظيت بإشادات دولية من الأمم المتحدة وكذا مكافحة أعمال التهريب بكافة أشكالها وتوجيه ضربات قاصمة لتجار الموت، كما تقوم القوات البحرية بدور لا يقل أهميةعن معاركها السابقة فى قتالها الشرس ضد قوى الإرهاب والظلام فى العملية الشاملة على أرض سيناء الحبيبة بالتعاون مع الأفرع الرئيسية للقوات المسلحة والجيوش الميدانية، وإن إمتلاك القدرة البحرية يعطى لأمتنا المصرية صوتاً مسموعًا وعلمًا خفاقاً يجوب العالم تحمل للجميع رسالة هذه الأرض الطيبة رسالة سلام و إستقرار وبناء وأمن تحميها قوة بحرية لا تتهاون فى حق مصر شعارها النصر بشرف أو الاستشهاد ببطولة”.
وأكد قائد القوات البحرية: “ختامًا وبهذه المناسبة أود ان أرسل تحية فخر وإعزاز وعرفان إلى رواد القوات البحرية الأوائل وقادتها المخلصين لما بذلوه من جهد وعمل مخلص دؤوب طوال رحلة عطائهم بالقوات البحرية للحفاظ على مكتسبات ومقدرات وطننا العزيز مصر.. كما أُحيي أسر و أرواح شهدائنا الأبرار الذين ضحوا بأرواحهم و دمائهم الغالية فى سبيل إعلاء كلمة الحق و رفعة مصرنا الغالية أبنائى رجال القوات البحرية من قادة و ضباط وضباط صف وصناع وجنود أهنئكم بعيد قواتنا البحرية متمنياً لكم كل التوفيق والسداد وأطالبكم بالحفاظ على الكفاءة القتالية والفنية العالية حتى تظل قواتنا البحرية قوية مجيدة فى مصاف بحريات العالم المتقدم”.
القوات البحرية المصرية والفرنسية تنفذان تدريبًا بحريًّا عابرًا في نطاق الأسطول الشمالي
وقال قائد القوات البحرية: “كما أتوجه بالشكر العميق للقيادة السياسة الحكيمة التى أولت إهتماما خاصة لبناء قوة بحرية قادرة رادعة فى قلب منطقة تنوء بعواصف إقتلعت شعوب من جذورها فى ظل ظروف إقتصادية دقيقة وبرنامج إصلاح إقتصادى حازم، كما أتقدم بالشكر و التقدير للقيادة العامة للقوات المسلحة على الدعم المتواصل والمتابعة لكافة أنشطة القوات البحرية وعلى إجراءاتها فى إنجاح جميع خطط القوات البحرية تسليحًا وتدريبًا وتنظيما”.
واختتم قائد القوات البحرية: “نعاهد الله والوطن على أن نبذل كل جهد ممكن وأن نكون دائمًا مستعدين لتنفيذ كافة المهام التي تسند إلينا من القيادة العامة للقوات المسلحة مدعومين بثقتنا بالله تعالى وفي أنفسنا وفي رجالنا وعزيمتهم وإصرارهم وصدقهم، حفظ الله مصر وحفظ الله جيشها الأبي المجتمع على كلمة الحق وقلب رجل واحد وعاشت مصر قوية أبية مصانة”.