بُترت قدماه فاعتنق الأمل.. قصة شاب يتحدى الإعاقة ليصبح أول مدرب غوص لذوي القدرات الخاصة بالوطن العربي (فيديو)
بطل رياضي من الطراز الأول، أحب الرياضة وأعطاها وقته وجهده وذهنه حتى أنه لم يبخل عليها بأجزاء من جسده، نتيجة حادث في التاسعة من عمره، أدمن رياضة السباحة ثم اتجه بعدها لرياضة المصارعة واحترفها طوال الثلاث سنوات حتى أصيب في كتفه ليعود مرة أخرى للسباحة والغوص ليصبح مساعد مدرب غوص بالكشافة البحرية بمحافظة الإسكندرية.
جرت العادة أن يذهب حسين محمد منصور، 25 عامًا، للنادي حتى يتدرب على الغوص، إلا إن مدربه طلب منه أن يذهب ليحرس غرفة شحنة التنكات من عبث المتدربين الجدد، وما هي إلا لحظات وقد انفجرت هذه التنكات، نتيجة إهمال، فهذه التنكات كانت منتهية الصلاحية تحت ضغط 90 بارا، مما أدى لحدوث انفجار مدوٍّ، ليكون يوم التاسع عشر من أكتوبر عام 2014 محطة فارقة في حياته، إنه فقد ساقيه.
وكما الحال بحياة من برهنت لهم الدنيا أنه في المحن منح، تلقى حسين العلاج وظل بالمستشفى لمدة 3 أشهر ثم عاد بعدها ليمارس رياضته المفضلة من جديد بدون طرف صناعي، ففي حالة من الهدوء والرضا يوضح حسين أنه تلقى العلاج على نفقة الدولة، كما أنها أعطته جهاز هيدروليك ثم أحضر له والده الذي يعمل بمصر للطيران طرفًا صناعيًّا من الخارج، لتبدأ رحلته مع التحديات.
وأضاف حسين لـ”القاهرة 24″ أنه قر الاستغناء عن الكرسي المتحرك، ليرجع مرة أخرى يقاتل في ساحة أحلامه، فالكرسي ظل يلازمه 4 سنوات من تاريخ الحادث، فهو ليس جهازا إلكترونيا كما يعتقد البعض، فهو مرهق للغاية ويعتمد على مجهود الإنسان كاملا.
وتابع: “كان عندي طموح أرجع تاني وأحقق أحلامي، اتمرنت بالجهاز والطرف الصناعي ودا خد وقت ووقعت كتير جدا وكنت بوصل لمستويات عالية ووقعت تاني منها، كنت بريح وأكمل تاني وأطور، الموضوع صعب لأن أي غلطة بتهد كل اللي عملته تاني، عاوز وقت واستمرار وأنا مش بأحبط رغم النفسية”.
“أول مدرب غوص لذوي القدرات الخاصة بمصر والوطن العربي كله”، حلم حسين الذي يسعى له وهو حاليًا يسير على الطريق إليه، على الرغم من الصعوبات والتحديات التي تواجهه في سبيل ذلك، فهو الذي كافح ليس فقط مع الإعاقة وإنما مع بعض الأشخاص الذين يتحدون نجاح غيرهم من ذوي النفوس الضعيفة، إلا إنه ماضٍ بطريقه غير آبه بهم، تماما مثلما تخطى صعاب مرضه حينما أصيب بتسمم على القلب والمخ وقطع في الجمجمة غير البتر.
وأكد: “كل ده كان اختبار من ربنا علشان يشوف صبري و قوتي وإيماني بقضاء الله والرضا باللي ربنا كتبهولي، ربنا عوضني خير كتير وكرمني كرم كبير، وبعتلي حاجات أنا لو بصحتي مكنتش قدرت أعملها ولا وصلتلها، وهنا كان لازم أكمل ومقفش مكاني واكمل في حلمي، وأرجع أحسن من الأول، وأحس إني فخور بنفسي ولم أستسلم، وأعافر تاني، اوعى تيأس من رحمة ربنا مهما الدنيا ضاقت بيك، حاول كتير”.