“فتح عينيك”!
الجمعة 30/أكتوبر/2020 - 06:49 م
- كلنا عارفين فيلم “1000 مبروك” للفنان الكوميدي “أحمد حلمي”، واللي يعتبر واحد من أهم أفلامه اللي علقت مع الناس.. من ضمن شخصيات الفيلم اللي شدت النظر الفنان اللي عمل دور والده بمنتهي الإتقان واللي ماشوفناهوش في أعمال تانية لا قبل ولا بعد كده!.. ده الفنان “محمود الفيشاوي”.. أ.”محمود” موظف حكومي تدرج في المناصب الحكومية لحد ما وصل لمنصب وكيل وزارة الكهرباء.. من وهو عنده 10 سنين كان بيحب التمثيل بس والده كان رافض ووقف حائل قدام تنفيذ الحلم ده.. “محمود” دايمًا كان عنده هاجس إن الفرصة هتيجي هتيجي!.. إزاي يا عم، وانت والدك مزنقها عليك؟.. مش عارف بس ما دام أنا حاطط الموضوع في دماغي أنا عارف إنها هتيجي!.. انشغل في الحياة العملية، والوظيفة، وفضل السن يكبر، ويكبر، وفضل جواه حلم الطفولة زي ما هو!.. اتجوز، وخلف، واترقى في وظيفته.. لحد ما وصل لـ سن الـ 60.. الفنان “أحمد حلمي” قال في كتابه “28 حرف” إنه كان بيخطط أثناء إعداده للفيلم إن أغلب اللي شغالين فيه يكونوا من الوجوه الجديدة فالمؤلف “محمد دياب” عرض عليه فنان مغمور عشان يعمل دور الأب.. مين ده يا محمد؟.. قال له والد واحد زميلي من الإسماعيلية بس بيحب التمثيل جدًّا، وكل المواصفات بتطبق عليه.. فيه شبه منك، وسنه ينفع يكون والدك.. وافق “حلمي”.. “محمد” بلغ أ.”محمود”، وجه قابل “حلمي” في مكتبه.. أول ما شافه قال له: (أنا مش همثل أنت في سن إبني فعلاً، عشان كدا الدور سهل قوي، أنت عارف يا أحمد أنا لو عملت الفيلم ده وبعد كده موت مش هيفرق معايا وهموت وأنا فرحان لإني حققت حلمي حتى لو حلمي ده قعد معايا 50 سنة بس أنا في الآخر وصلتله).. “حلمي” بيرتاح لشخصية الراجل ده، وبيفهم بعينه الخبيرة إن إصراره إنه مايستسلمش طول المدة دي كلها بيثبت إنه جواه حاجة حلوة.. يتعمل الفيلم، ونشوفه كلنا، ونسقف للراجل اللي كنا أول مرة نشوفه علي الشاشة بسبب إتقانه لدور والد “حلمي”.. تمر شهور بسيطة، ويتوفى “محمود الفيشاوي” بسبب ذبحة صدرية بس بعد ما كان حقق حلمه بالظبط زي ما هو عايز، وبدون ما يسيب نفسه للإحباط اللي كان محاوطه من كل زاوية أو يفقد ثقته في نفسه وقبلها في ربنا إنه مخبي عشانه الأفضل.
- “سيليفيا جوزيف” شابة مصرية جميلة كانت بتعانى من ضعف البصر من وهي طفلة صغيرة.. بسبب اهتمام أسرتها بيها -(وده طبيعي نفس اللي هيحصل من أى أسرة)- عملت عمليات كتيرة لمحاولة إنقاذ ما يمكن إنقاذه لكن للأسف كانت الأمور بتزداد سوء والنظر بيضعف أكتر وأكتر.. في سنها الصغير ده، واللي هو أكتر مرحلة هتكون محتاجة فيه تكون شايفة الدنيا؛ لما تفقد نظرها يوم عن يوم دي حاجة كفيلة إنها تهدم نفسيتها، وحياتها قبل ما تبدأ أساساً!.. كمان ماكنش حد هيستغرب لو فقدت ثقتها في ربنا أو سألت نفسها أو اللي حواليها أسئلة إستنكارية من نوعية “إشمعنى أنا؟”.. بس اللي حصل عكس كده.. آه شوية ضيق، وخنقة بسبب الكارثة دي بس مع يقين إني مش هقف مكاني وأكيد فيه حكمة من ده!.. بناءاً على رغبة البنت نفسها؛ دخلت مدرسة لغات عادية، والغريب إنها تفوقت فيها ودي الحاجة اللى خلّت كل زمايلها والمدرسين بتوعها يستغربوا!.. لكن بتقول إن تفوقها ده كان ثمنه وقت أطول من المعتاد كانت بتقضيه في المذاكرة بمساعدة ودعم ومجهود من أسرتها غير طبيعى.. تمر السنين.. تجيب “سيلفيا” في الثانوية العامة 96.5 % سنة 2003، وتدخل كلية آداب قسم لغة إنجليزية بس دخلتها بدون إقتناع شخصى نتيجة تأثير اللي حواليها إنها تدخل الكلية دى بالذات!.. بعد كام يوم فى الكلية قررت تغير إتجاهها 180 درجة وتدرس فى كلية الإقتصاد والعلوم السياسية جامعة القاهرة!.. طب وعلى إيه يا بنتي ده كله ما تخليكي زي ما إنتى في آداب، وأهى كلها 4 سنين يتقضوا بالطول ولا بالعرض في أى تعليم جامعي وخلاص!.. لأ أنا عايزة أدخل اقتصاد وعلوم سياسية!.. نفذت اللي في دماغها.. راحت تقدم.. وقتها حست “سيلفيا” بأول حالة تمييز ضدها لما وكيلة الكلية قالتلها وهى بتقدم إنها مش هتنجح عندهم لأن المواد صعبة فى العموم فما بالك لما تكوني كمان كفيفة!.. الكلام ضايقها، ووجعها.. بس التكملة من عدمها مش خيار.. أنا كده كده مكملة.. بدأت تزيد العقبات فى طريقها لما رفضت الكلية إنها توفر لها شخص يساعدها فى القراءة والكتابة أثناء الإمتحانات زى ما بيحصل فى الجامعات بره مصر.. مش مهم.. “سيلفيا” اعتمدت على نفسها وخلصت سنة أولى وكانت مفاجأة إنها طلعت الأولى على الدفعة!.. سنة جرت سنة جرت سنة واتخرجت من الكلية بتقدير إمتياز مع مرتبة الشرف والخامسة على دفعتها!.. عظمة ده.. لأ مش قوي الحقيقة.. ليه بس!.. الجميل إن حصولها على المركز الخامس كان بيأهلها إنها تتعين معيدة فى الكلية لكن الغريب إن إدارة الجامعة رفضت بسبب إنها كفيفة وقالولها إنها مش هتقدر تقوم بمهام وظيفتها وده عمره ما حصل فى تاريخ الكلية كلها.. وقتها حست “سيلفيا” بالظلم.. لكن ولإن “سيلفيا” من بداية الحدوتة دماغها ناشفة ولإنها عنيدة ومش بتعرف حاجة إسمها يأس قدمت من خلال إدارة الكلية طلب لـ مجلس الدولة عشان يقولوا الفتوى القانونية بتاعتهم فى موقفها.. مجلس الدولة أجاز تعيينها وقال إن مفيهوش مشكلة خصوصًا إنها متخرجة بتقدير عام إمتياز وبرضه إمتياز فى مادة التخصص بالتالى تم تعيينها فورًا.. برضه فى سنة 2006 “سيلفيا” أخدت منحة من مؤسسة أمريكية فى مركز تأهيل المكفوفين بولاية كلورادو.. سافرت وأخدت المنحة، والخطوة دى كانت نقطة تحول في حياتها لإنها اتعلمت فيها تستخدم الكمبيوتر عن طريق برامج الشاشة المخصصة للمكفوفين والكتابة والقراءة بطريقة برايل وإزاى تقدر تعمل شغل البيت بنفسها بدون مساعدة من حد.. المنحة دى زودت ثقتها فى نفسها.. فى سنة 2009 خدت منحة برضه من مؤسسة ساويرس عشان تاخد الماجستير من جامعة “جورج مايسون” وخدت إمتياز.. اشتغلت بعدها لمدة سنتين فى ولاية ميرلاند كمدرسة تكنولوجيا مساعدة فى مركز تأهيل المكفوفين.. بتساعدهم إزاى يستخدموا التكنولوجيا.. إزاى يتعاملوا مع التليفونات المحمولة بتاعتهم، ومع أجهزة الكمبيوتر.. “سيلفيا” نموذج مصرى مشرف لـ بنوتة فى أول الثلاثينات من عمرها بس حققت اللى كتير أصغر منها أو أكبر منها وظروفهم كانت أفضل مقدروش يعملوه.. آه فقدت بصرها بس مافقدتش روحها ولا قوتها.. بالعكس ده ممكن موضوع النظر ده يكون هو سبب إنها تاخد الموضوع عِند عشان تنجح وتوصل للي غيرها مايقدروش عليه!.. كان عندها مليون فرصة وفرصة إنها توقف حياتها وتستسلم لليأس وللإحباط وتقول أنا مش هكمل.. بس إصرارها إن بعد الضلمة فيه نور، وإن فيه حكمة مستخبية من أي حاجة كانت باينة وحشة؛ هو ده اللي خلاّها تكمل، تصبر، وتنول!.
- في واحد من مقالات الكاتبة “لويز هاى” حكت عن قصة حقيقية حصلت لـ ظابط الطيران الأمريكي “جيل هالفورسن” بعد الحرب العالمية الثانية بـ 3 سنين.. “جيل” دخل في نوبة اكتئاب حادة لأنه كان شايف إن هو السبب في موت ابنه “آدم”.. إيه اللي حصل؟.. “جيل” كان راجع من شغله وقابل واحد صاحبه وخرج معاه نصف ساعة قعدوا على القهوة عشان كان بقاله كتير مقابلوش وللأسف بسبب تأخيره النصف ساعة دي ابنه “آدم” اللي كان عنده وقتها 6 سنين وكان قاعد لوحده في البيت لما لقى أبوه اتأخر قرر يجوّد ودخل المطبخ عشان يعمل لنفسه أكل لأنه كان جعان.. بسبب لخبطة فى التعامل مع البوتجاز حصلت حريقة والبيت ولع فى ثوانى والولد مات مخنوق.. الحقيقة إن اللى مات حرفيًا يومها هو “جيل” اللى كان ملوش فى حياته بعد وفاة زوجته من 4 سنين غير إبنه وبالتالى اعتبر نفسه هو اللى قتله بسبب تأخيره؛ مع إن الموضوع بشوية عقل وتفكير مش هيكون كده خالص ومش أكتر من تدابير قدرية وأعمار.. دخل في نوبة إكتئاب وفشل فى الإنتحار أكتر من 5 مرات متتالية وفى كل مرة كان بيتلحق بمعجزة.. من خوفهم عليه؛ أهله بقوا يعملوا عليه ورديات عشان عينهم تبقى عليه دايمًا.. دى تمشي.. ده يبات.. دى تفسحه.. ده ياخده يعزمه على مطعم.. والهدف دايماً واحد إن “جيل” ماينفعش يتساب لوحده، وهو عنده الميول الإنتحارية دي.. قعد عبى الوضع ده 9 شهور.. فين وفين وتحت ضغط أهله وزمايله وبطلوع الروح أقنعوه إنه يرجع للشغل مرة تانية عشان الحياة تمشي.. أو عشان تبقى قريت الجملة صح (هو عمل نفسه مقتنع)!.. يعنى إيه؟.. “جيل” نفسه بيقول إنه كان مرغم على خطوة الخروج مرة تانية للعالم وزهق من ضغط أهله عليه وقرر إنه يرجع الشغل لسبب تانى خالص.. هو هيتظاهر إنه خلاص بقى تمام وهيتعامل عادى وهووووب وهو سايق الطيارة الحربية بتاعته هيطير يلبس بيها فى أى جبل ولا مبنى ويخلص من حياته عشان دى اللحظة الوحيدة اللى محدش كان هيكون حواليه ولا هينقذه!.. عمل كده فعلًا وفى أول يوم شغل كان من ضمن مجموعة من الطيارين الأمريكان مهمتهم يطيروا فوق ألمانيا بعد الحرب وخصوصًا فوق مدينة برلين عشان يرموا أكياس دقيق فوق الناس هناك لأن ظروفهم المعيشية كانت صعبة.. “جيل” مقدرش يفلفص يومها من باقى زمايله الطيارين اللى موجودين حواليه بطياراتهم وقرر يعمل المحاولة بتاعته بعدين مش اليوم ده بالذات.. رموا شوية من أكياس الدقيق وكان فيه منطقة لازم ينزلوا فيها بالطيارات على الأرض عشان يدوا الناس الدقيق يدًا بيد.. نزلوا بالطيارات وباقي الطيارين وزعوا أكياس الدقيق على السكان.. “جيل” كان واخد جنب وهو بيتابع اللى بيحصل؛ فجأة لقى حد بيشده من كُم بدلته العسكرية.. بص لقاه عيل صغير عنده 6 سنين بيشاور على بُقه بما معناه جعان!.. طفل ألمانى هدومه مبهدلة وملامحه شاحبة.. لما “جيل” مد إيده عشان يمسح على خده لإنه شاف فيه صورة “آدم” إبنه؛ ظهر فجأة من ورا الطفل حوالى 30 طفل تانيين بنفس الملامح الشاحبة والهدوم المبهدلة متعرفش طلعوا منين وكلهم باين عليهم الجوع!.. عرف منهم إنهم فقدوا أهاليهم فى الحرب وأغلبهم بقوا أيتام وإنهم هيموتوا من الجوع.. الفكرة إن كمية الدقيق اللى كانت معاه هو وزمايله خلصت كلها وعدد الأهالى كبير ومفيش تانى بس منظر العيال يقطع القلب.. بمنتهى العجز “جيل” مد إيده فى جيبه ودور بيأس.. إيده لمست حاجة جوه.. مسكها وخرّج كفه وبص.. لقى قطعتين لبان القطعة الواحدة قد عقلتين صباع.. نوع اللبان اللى كان إبنه بيحبه واللى كان متعود دايمًا يجيبهوله ونسيهم فى جيبه!.. بدون تفكير إدى اللبانتين للعيال!.. للـ 30 عيل كلهم.. بيقول إنه استغرب لأنه كان متوقع إنهم يتخانقوا على الحتتين لكنهم صدموه لما قسموا اللبان مربعات وحتت صغيرة صغيرة بحيث الكل أكل!.. مش كده بس لأ دول كمان بقوا يلعبوا بالورق الفضفاض بتاع اللبان ويوجهوه ناحية أشعة الشمس.. أكيد اللبان ماشبعهمش وأكيد برضه إن أغلبهم مايعرفش يعنى إيه طعم الحلويات عمومًا؛ ده الناس بيخلطوا الدقيق بـ ميه وياكلوه هيعرفوا اللبان وغيره منين بس!.. لملم العيال حواليه وقال لهم غدًا سأحضر لكم المزيد من الحلوى.. سألوه: مثل تلك التي أكلناها؟.. رد: أجل.. سألوه: هل ستأتون في نفس الموعد.. رد: نعم لكن للأسف لن نستطيع فى الغد الهبوط على الأرض مرة أخرى لكننى سألقيها عليكم من أعلى.. العيال اللي ماكانوش فاهميين ده هيحصل إزاي أو إن الراجل ده بيشتغلهم ولا بيتكلم بجد بصوت لبعض لغاية ما حد منهم سأله: وكيف سنستطيع تمييز طائرتك؟.. “جيل” فكر شوية وجت فى باله حركة كانوا بيعملوها فى تدريبات الطيران و رد: سأقوم بتحريك أجنحة الطائرة.. العيال الصغيرة عجبتهم اللعبة و “جيل” زيه زيهم كان محتاج هدف وحاجة تخرجه من اللى هو فيه وشاف جزء من متعتها فى إنبساطهم.. الفكرة إن الموضوع مش بسيط وفيه محاكمة عسكرية وإتهام بالخيانة لو اتكشف.. أنت ظابط مكلف بنقل أكياس دقيق أى تجويد مش هيكون مقبول وكفاية بس إن حد من زمايلك يوز عليك فتروح فى ستين داهية.. بس “جيل” ماحسبهاش.. لما رجع جاب علب وكراتين لبان وشيكولاتة ومصاصات.. راح المعسكر تاني يوم بدرى قبل موعد الإنطلاق بـ ساعتين كاملين ودخل حظيرة الطائرات، وربط الشيلة اللى معاه بحبال رفيعة تحت أجنحة الطيارة بتاعته وماربطهاش بقوة عشان كان اعتماده إن مفيش حبل منهم يتفك، وهو لسه بيطير؛ فكان عايز بس الربطة تصمد لحد ما يوصل للمكان اللي هيرمي فيه الشيلة.. الحقيقة إن في المواقف اللي زي دي بتكون محتاج إن القدر يقف معاك بشكل أو بآخر!.. انطلق السرب ووصل فوق برلين.. اتحرك “جيم” فوق المنطقة إياها وشاف الأطفال واقفين تحت.. اضطر يبعد شوية عن باقى السرب بزاوية مدروسة وبدأ يحرك أجنحة الطيارة.. العيال شافوه.. شاوروله.. مع حركة الجناحات الفرعية المتتالية بدأت الحبال الرفيعة تتفك شوية بـ شوية وكراتين الحلويات تقع.. العيال بقوا يلقفوها ويتنططوا من السعادة وهما بيشاوروله.. كرر الموضوع ده طول مدة المهمة اللى استمرت أسبوعين.. كل يوم يربط الكراتين فى الجناحات.. يطير.. يشوف العيال.. يهز الجناحات.. تقع الكراتين.. ياخدوها.. لما انتهت المهمة كان حاسس إن جزء من روحه أترد له وبدأ يشوف الحياة من منظور مختلف ويحس إن ربنا جعل الموقف ده سبب عشان يخرجه من حالته.. بعدها بكام يوم جاله إستدعاء من مكتب القائد بتاعه اللى أول ما شافه دخل مكتبه شاور له على كومة جوابات متوسخة ومش نضيفة محطوطة على المكتب وقال له بغضب: أريد تفسير لهذا فورًا.. “جيل” مسك كام جواب من الجوابات وبدأ يقرأهم كلهم ولقاهم كلهم بيبدأوا بنفس العنوان.. (إلى العم صاحب الطائرة الهزازة والحلوى الطائرة).. أكتر من 30 جواب بنفس العنوان وبعد كده كل طفل كاتب فى رسالته شكر له وكاتب من تحت فى آخر الجواب (شكرًا أبى)!.. الخط كان زى النيلة وباين قوى إنه لعيال يادوبك بيفكوا الخط بالعافية بس اللى بين السطور وصل.. “جيل” ماقدرش يتمالك دموعه وحكى للقائد بتاعه على اللى حصل وفوجىء إن القائد كان عارف كل حاجة من البداية وإنه لما وصلته المعلومة طنش وقرر مايعاقبوش.. القائد سأله: هل أنتبهت لأسماء الأطفال فى توقيعاتهم؟.. “جيل” هز راسه ومسك الجوابات يبص عليها تانى و فرها كلها بسرعة ولقى إن فيه 11 طفل من إجمالى الـ 30 أسمهم “آدم”.. بإيد مرتعشة وهو ماسك الجوابات سأل القائد: هل تعتقد إنها مصادفة يا سيدى؟.. رد القائد وشاور على نفسه و على “جيل” ثم شاور لفوق وقال: بالنسبة لنا نعم؛ لكن بالنسبة له بالتأكيد لا فالأمور كلها مدروسة ومحسوبة.
- الضعف، اليأس، والإحباط من أساسيات تكوين النفس البشرية.. مين فينا مابيشوفش في خلال يومه على الأقل موقف واحد بيخلّيه عايز يرفع الراية البيضا؟.. كلنا، وساعات بنشوف أكتر من موقف كمان!.. فيه مقولة مميزة بتقول: (سقوط الإنسان ليس فشلاً، ولكن الفشل أن يبقى حيث سقط).. لما بتسيب نفسك لموجات الحزن تسحبك هينتهي بيك الحال لحاجة من إتنين: يا تن تن يا تن تن!.. يعني يا تنتحر يا تتجنن.. أنت ضامن إن بكره مش أفضل؟.. متأكد إن اللي جاي مش هينسيك شوية اللي راح؟.. واثق إن وجودك على وش الدنيا مش دافع لتكملة حد تاني بيستمد قوته منك؟.. عندك يقين إن دورك في الحياة انتهى عند اللحظة الفلانية؟.. اللي يحدد ده مش أنت.. دي غيبيات، وكداب اللي يقول إنه معاه مفاتيحها.. التحصين الوحيد لنفسك من الصدمات اللي كده كده هتيجي هتيجي هى النفحات الربانية اللي بتجيلك دايماً من وقت للتاني عشان تقول لك: كمل، لسه، وماتقعش دلوقتي.. فتح عينيك على وسعها عشان تشوف العوض.