تتواصل مع بايدن وتتحسب لبقاء ترمب.. السلطة تتوجس من نتائج الانتخابات الأمريكية
تتواصل ردود الفعل على الساحة الفلسطينية عقب التطورات السياسية الحاصلة على الساحة الأمريكية، وتتساءل عدد من الدوائر سواء السياسية أو الاستراتيجية عن التعاطي لمستقبلي للسلطة الفلسطينية حال فوز المرشح الديمقراطي جو بايدن بالرئاسة الأمريكية، أو حتى احتفاظ الرئيس ترامب بمنصبه كرئيس للدولة الأقوى في العالم.
ومؤخرا نشرت بعض الصحف القريبة من دوائر سياسية معروفة، بدء السلطة الفلسطينية التباحث والتواصل مع جو بايدن، المرشح الديمقراطي في الانتخابات الأمريكية تحسبا لفوزه بالانتخابات.
وقالت صحيفة العربي الجديد بطبعتيها العربية والإنجليزية في لندن، إن مصادر فلسطينية رفيعة أكدت للصحيفة فتح قنوات اتصال، مبكراً، مع بايدن وفريقه. وتحدثت المصادر، التي اشترطت عدم كشف هويتها، عن قنوات اتصال فتحت مع بايدن وفريقه “عبر رجال أعمال فلسطينيين وشخصيات من الجالية الفلسطينية والعربية في الولايات المتحدة، وهي قنوات تعمل على إحداث تواصل مباشر ما بين القيادة الفلسطينية ومستشاري بايدن”.
وأوضحت المصادر أن “هذه القنوات تم فتحها مبكراً مع منافس ترامب، لإدراك القيادة الفلسطينية أنه لا يمكن التعويل على أي تغيير بسياسة الأخير، في ظلّ إدارته وقراراته غير المسبوقة تجاه الفلسطينيين، والتي تتطابق مع سياسة اليمين الإٍسرائيلي بشكل كامل”.
اللافت أن هذه التصريحات أيضا نقلها موقع بيروت أوبزرفر القريب من الدوائر الأمنية الأمريكية ، والذي كشف ايضا عن وجود “حوار رسمي ووعود من بايدن، ترتبط بنقاط عدة هامة، وهي اعترافه بحلّ الدولتين، وإعادة الاتصالات مع منظمة التحرير وإعادة فتح مكتب منظمة التحرير في واشنطن (أغلق في 2018)، وإلغاء دمج القنصلية الأميركية بالسفارة الأميركية في القدس، وإعادة فتح القنصلية الأميركية في القدس الشرقية”، بالإضافة إلى التراجع عن قطع المساعدات عن وكالة غوث وتشغيل اللاجئين (أونروا)، واستئناف المساعدات المالية للفلسطينيين”.
موقع حملة دونالد ترامب يتعرض للاختراق
ونقل الموقع اللبناني الذي يصدر من الولايات المتحدة إلى أن الدوائر السياسية مقتنعة بأن لدى السلطة الفلسطينية من الأن النية لبدء علاقات قوية ووثيقة مع الولايات المتحدة أو إسرائيل على حد سواء.
واشار هذا الموقع قائلا بالنص أن مصادر سياسية فلسطينية أن صالح العاروري نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس علق على هذه الاتصالات بالقول بضرورة تمسك القوى الوطنية الفلسطينية بهويتها وأجدنة المقاومة التي يجب أن تتمسك بها كحركة مقاومة.
اللافت أن كل هذا يأتي في ظل أجواء من التباين بين حركتي فتح وحماس ، حيث قال مصدر فلسطيني مسؤول وعلى إطلاع بمسار المفاوضات بين حماس وفتح أن طريق المصالحة بين الفصيلين بات مليئا بالمصاعب المتعددة.
واشار هذا المصدر في حديث لموقع التليفزيون الألماني نشره مؤخرا بأن كافة الشواهد تشير إلى صعوبة هذه المصالحة خاصة وأن وضعنا في الاعتبار أن هناك الكثير من التباين السيسي بين الحركتين ، وهو التباين الذي يتصاعد بصورة درامية ومتواصلة.
اللافت أن صحيفة الغارديان البريطانية أشارت في تقرير لها إلى وجود ما اسمته بالتباين السياسي الذي بات واضحا بين أجنحة حركة حماس وبعضها البعض إزاء المصالحة.
واشارت الصحيفة إلى أن بعض القيادات في الحركة تتحفظ على الأسلوب أو الطريقة التي أدارت بها حماس مسار المفاوضات ، الأمر الذي دفعها إلى الإعراب عن توجسها وتحفظها من مسار هذه المفاوضات من الأساس.
وحملت الكثير من القيادات التابعة للحركة القيادي في حركة حماس صالح العاروري نائب رئيس الحركة مسؤولية البطئ الواضح في مسار المصالحة ، خاصة وأنه أدار المفاوضات بصورة منفردة مع نائب رئيس حركة فتح اللواء جبريل الرجوب ، الأمر الذي يزيد من دقة المشهد السياسي الحاصل الأن بين الفصائل.
وأتهمت بعض من القيادات الفلسطينية العاروري بالسعي فقط إلى تعزيز سلطته ومكانته في الحركة قبل الانتخابات الداخلية التي ستجرى في عام 2021.
وتتهم الكثير من قيادات حركة حماس العاروري بأنه يسع فقط إلى تحقيق مصالحه الشخصية بغض النظر عن اي هدف أخر ، الأمر الذي يزيد من دقة هذه الأزمة السياسية المتعلقة بهذه النقطة.
عموما فإن السلطة الفلسطينية بالفعل تقوم بجهود تحسبا للتغريات الجيوسياسية الحاصلة في العالم ، وهي الجهود التي باتت محل أهتمام من الكثير من الصحف ووسائل الاعلام العربية والغربية على حد سواء في ظل الكثير من التطورات السياسية الحاصلة الآن.