النور مكانه القلوب.. قصة كفيف تحدى إعاقة بصره وأصبح أسطورة الفيوم في صيانة الأجهزة (صور وفيديو)
رغم ظُلمة عينينه لكنه يرى بقلبه دائما، فقلبه شعاع نوره الوحيد ومأمن حياته وطريقه، رجل مبتسم دائمًا، غالبًا ما يرتدي جلبابه الأسود، وعمته البيضاء التي تشبه الطربوش.
في إحدى حارات قرية كفور النيل التابعة لمركز الفيوم، يجلس مصطفى فاروق إمام، ابن مدينة الفيوم، حيث يعد “أشطر” كهربائي بالقرية فهو أسطورة الفيوم كما يلقبه أهل قريته، رجل كفيف فقد بصره وتحدى إعاقته وامتهن مهنة صيانة وإعادة الأجهزة الكهربائية للأفضل عن دراسة وعلم.
قرر الشيخ مصطفى فاروق إمام، أن يعتمد على نفسه بعد أن فقد بصره منذ أكثر من 25 عامًا، ولكن لم ييأس فنور الله قلبه ليرى به، تساعده زوجته الذي وصفها بالصبورة والتي تتولى دائما مسؤوليات الأبناء، فهي الأم لأربعة أبناء، ولد وثلاثة بنات، كما تقدم له يد العون دائما ابنته الصغيرة المحببة إلى قلبه، زينب مصطفى، فهي معه في كل خطوة يخطوها في حياته وترافقه دائما في المنزل وخارج، كما يساعده ابنه الوحيد ولكنه يعمل حاليا بالقاهرة.
“القاهرة 24” التقى مصطفى فاروق إمام، ابن مدينة الفيوم، ليحدثنا عن تحدياته مع فقدان بصره من 25 عاما.
هواية التصليح
يقول مصطفى فاروق إمام، عملت بمجالات عديدة، ولكن الحاسب الآلي أخذته كهواية، لأنه كان يخدمني كثيرًا في معلوماتي، ثم بدأت ألتحق بمعاهد خاصة بالحاسب الآلي بالفيوم، حصلت على معهد ساوند للحاسب الآلي بالفيوم، ومعهد سوزان مبارك الذي يسمى حاليا معهد التطور التكنولوجي، ودرست بمعاهد أخرى بالقاهرة تابعة للقوات المسلحة.
ويتابع مصطفى، ولدت شبه مُبصر، لكن بدأت أفقد بصري تدريجيًا، وقررت أن أتأقلم مع حياتي بكل رضا وحب، وألقي خطب الجمعة بمساجد القرية لأحفز الشباب على العمل في أية ظروف وعليهم تحدي صعوبات الحياة، لأننا نستطيع دائما أن نفعل حتى في أصعب الظروف.
أصل الحكاية
ويروي فاروق بداية قصته مع تصليح الأجهزة: “قررت مرة أنظف جهاز الحاسب الآلي ومن خلال تنظيفي اكتشفت قطع الجهاز وأماكنها، وبدأت أفك الجهاز وأركبه مرة أخرى، كما اكتشفت طرق إعادة القطع للأفضل، وكنت دائما أسأل عن القطع وأهميتها “لأن السؤال مش عيب”، حتى وصلت لصيانة الأجهزة وامتهنت المهنة عن حب وعلم، وأصبحت في وجهة نظر قريتي أيقونة ونموذج للقرية في تصليح أجهزة الحاسب وأيضا الأجهزة المنزلية الأخرى البسيطة.
يكمل حديثه، تعلمت الكمبيوتر عن طريق برامج النطق “الناطق”، تدريجيًا بدأت أتعلم صيانة الأجهزة المنزلية ثم فتحت ورشة صغيرة.
ماذا عن فقدان بصرك؟، ليجيب: “فقدت بصري منذ 25 سنة بشكل تدريجي، عندما أصيبت عيناي بالجلوكوما وهي المياه الزرقاء، وكان وقتها لم يتوفر لدي ثمن العملية، فبدأت أبحث عن مكان يجري لي العملية وللأسف وجدت بنك العيون وقتها متوقفًا وهذا منذ التسعينيات، فبدأ العصب البصري يضعف والعين أيضا، ثم تطور الأمر إلى فقدان بصري بأكمله، وأصبحت ضريرا.
وأكمل مصطفي حديثه، أجريت عمليات أخرى لأتخلص من الصداع مثل الكي بالليزر، والكي بالتبريد، لإزالة الآثار الجانبية التي سببها الإرهاق الأول، لم يأمر الله سبحانه وتعالى أن تتم تلك العمليات، ولكن أنا أرى بقلبي جيدا وكأني مبصر تماما، “الحمد لله بالمكتوب أنا شايف كويس جدا، لازم نكمل بعض صحيح أنا كفيف لكن أصلح أجهزة أصحاب البصر”.
ويختتم مصطفى فاروق، حديثه مع “القاهرة 24″، قائلا: “ألتزم بخطب وزارة الأوقاف جيدا، لأني أرى بها نوعية الخطبة المقبلة عن آداب الحوار، حيث لا يملك عدد كبير من الشباب آداب الحوار، فأناشد الشباب بالالتزام الحديث مع الآخرين وكبار السن.
اقرأ أيضا..