أن تتحول حياتك لفيلم.. قصة فتاة تجسد معاناة الشباب وأزماتهم النفسية في أفلام قصيرة

في كثير من الليالي نسأل أنفُسنا قبل النوم، ماذا لو كنت شجاعًا كي أواجه جميع المواقف التي تُزعجني؟.. ماذا لو قلت لأمي إنني بحاجة إلى تشجيعها؟.. ماذا لو قلت لأبي مدى احتياجي إلى حضنه وحنانه؟.. ماذا لو واجهت أعز أصدقائي عن المشاكل التي بيننا وعدنا لصداقتنا مرة أخرى؟.. ماذا لو صارحت حبيبي الأول بمشاعري تجاه قبل أن يُغادر؟.

تتعدد المواقف ولكن السبب يظل واحدًا لا يتغير -الخوف من المواجهة- سمة اكتشفتها سلمى ماهر بين الكثير من البشر وحتى نفسها، تلك السمة التي تجعل بداخل كل شخص العديد من المواقف التي وقف أمامها عاجزًا عن مواجهة الطرف الآخر، وهنا جاءت لها فكرة “كلام فلان”، وهي عبارة عن سلسلة من الأفلام القصيرة على مواقع التواصل الاجتماعي “فيس بوك” و”يوتيوب”، مُقسمة إلى مجموعة حلقات، وبداخل كل حلقة تُحاكي قصة “فلان” الذي أرسل لها ما كان يجب أن يواجهه ولكنه تراجع بسبب الخوف.

ظلت سلمى ماهر لمدة 6 سنوات تطور من موهبتها وتُعافر من أجل تحقيق شغفها في أن تُصبح ممثلة، وبسبب حُبها للتمثيل ورغبتها في النجاح، بادرت سلمى في أن تواجه خوفها من “السوشيال ميديا”، وبالفعل بدأت في تصوير أول حلقة من سلسة ” كلام فلان”، والتي كانت تُحاكي دورالأب المهمش في حياة ابنته حيث كانت تحت عنوان “أنت مين يا بابا؟”، حيث رأت سلمى أن أفضل حل للوصول إلى الجمهور هو أن تعرف كيف تُعبر عما بداخلهم من مواقف أصبحت مصدر للقلق بداخلهم بسبب الخوف من المواجهة.

قصة فتاة رفضت العودة لمصر خوفًا على أهلها من عدوى فيروس كورونا (صور وفيديو)

ومع أول 24 ساعة تمر على الحلقة الأولى تقول سلمى “إحساس السعادة بالنجاح الذي حققته أول حلقة ومدى ملامساتها مع الجمهور كان لحظى ولكن شعور الخوف كان مُسيطر بشكل كبير”، ومن ثم، كانت باقي حلقات سلسة “كلام فلان” تقوم على رسائل الجمهور التي يصفون فيها ما هو مخفي بداخلهم دون ذكر أسمائهم.

حيث تقوم بداية كل حلقة من حلقاتها على هذا النص “كلنا عندنا كلام كان لازم نقوله بس مقدرناش، الكلام اللي هتسمعوه دلوقتي اتبعتلنا من شخص هيفضل مجهول، واحنا مثلناه زي ما هو بالظبط .. زي ما كان المفروض يتقال”.

قدمت سلمى العديد من الحلقات خلال الموسم الأول والذي تكون من 7 حلقات منها “مش عايزاك تمشي”، “تارجت ايه يا ست”، والذي كان بالنسبة لها تحدي لأنه يجمع بداخله جزء من الكوميديا الخفيفة، ومنها أيضًا من كان يُعبر عن عتاب الأصدقاء تحت عنوان “لما بتضايق بطلت أحكيلك”، وبدأت حاليًا في تصوير أكثر من حلقة في الموسم الثاني لها.

أوضحت سلمى في حديثها مع “القاهرة 24″، أن اختيارها لأفكار الحلقات لم يكن سهل أبدًا، حيث أنها تتلقى العديد من الرسائل التي من الممكن أن تكون مُكررة أو بالفعل قامت بتمثيلها وعرضها من قبل، فهي تختار بمساعدة فريقها ما هو مُختلف “فكرة معملتهاش قبل كدة”.

تتمنى سلمى في أن تصبح ممثلة داخل الوسط الفني، وتسعى لتحقيق حلمها في الظهور بمسلسلات رمضان 2021، وتتمنى أن تكون متواجدة بمهرجان الجونة السينمائي في دورته الخامسة المُقبلة، وترى أن حلمها بدأ في التمثيل من خلال فكرة “كلام فلان”.