“جهزوا الأكل عشان زمانه راجع”.. أسرة محمد عادل تطالب بالقصاص: “ابننا مات عشان راجل” (فيديو)
تصدر هاشتاج “حق محمد لازم يرجع”، قائمة الأكثر تداولا على موقع التدوينات القصيرة “تويتر”؛ وذلك رغم مرور نحو شهر على جريمة مقتل الشاب، أمام المعهد الذي يدرس به، على يد بلطجية، والتي هزت الرأي العام.
والتقطت عدسة “القاهرة 24”، فيديو، من داخل منزل الشاب محمد عادل، وشهرته “بامبو”، ضحية القتل “طعنًا” على يد مجموعة من الشباب بمنطقة المرج محافظة القاهرة.
والتقى “القاهرة 24” أسرة المجني عليه، الذين شرحوا ما حدث في يوم الواقعة، وتفاصيل مقتل ابنهم على مرأى ومسمع من أهالي المنطقة.
ويقول والد الضحية، إن الواقعة كانت أمام إحدى المعاهد بالمطرية، حيث كان نجله ذاهبًا لسداد المصروفات الدراسية، وأثناء خروجه من المعهد؛ استوقفه ثلاثة من البلطجية وبائعي المخدرات، وحاولوا سلبه ما معه؛ فحدثت بينهما مشاجرة عنيفة، لأن نجله رفض أسلوبهم في البلطجة وفرض الإتاوة على طلاب المعهد، ولأنه من أصول صعيدية؛ فقد ربيته على الشهامة والشجاعة منذ صغره، وألا يهاب المخلوق، بل يهاب الخالق، فقام بردعهم وحاول الفرار منهم، ولكنهم باغتوه وانقضوا عليه مثل الذئاب، فنهشوا لحمه وسفكوا دمه، وطعنوه 7 طعنات نافذة أودت بحياته”.
واشار إلى أنه علم بالواقعة؛ بعدما جاءه اتصال هاتفي، يخبره بنقل نجله إلى المستشفي لإصابته بعدة طعنات،ـ فانتقل إلى المستشفي، فوجده غارقاً في بركة من الدماء، وتم نقله الي غرفة العناية المركزة، ليخرج بعدها بلحظات الطبيب المتابع لحالته ليخبره بوفاته، فلم يتمالك نفسه وأجهش بالبكاء.
وقال إن نجله “محمد” كان طيب القلب، بشوش الوجه، له ملامح طفولية، معروف عنه الشهامة والنبل والكرم والشجاعة، وكان رياضيا يعشق كرة القدم، ولم يقترب يوما من طريق الانحراف أو التدخين وأصدقاء السوء.
وأضاف والد محمد “قبل الواقعة بيوم؛ وجدت وجهه مضيئنا كالبدر في ليلة التمام، فداعبته وقل له: إيه، أنت روحت للحلاق يا ابني حطلك حاجة على وشك خلاه يلمع كده؟، فقال لي أنه لم يذهب إلى أي مكان، وكأن جسده كان يتحضر لمغادرة هذه الحياة وهو نظيفا نقيا طاهرا”.
وطالب بالقصاص من المتهمين حتى تهدأ ناره.
فيما أوضح أحد أقارب المجني عليه، أنه لم تكن هناك أي مشكلات بين المجني عليه وبين أحد، مشيرا إلى أن المتهمين تخصصوا فى أعمال البلطجة وفرض الإتاوه، وهو ما رفضه الضحية “محمد” شكلاً ومضمونًا، بل كان يدافع عن غيره من الطلاب إذا ما حاول هؤلاء الشباب التعدي عليهم؛ مما أثار حفيظتهم، وتسلل الشيطان إلى عقولهم، فقرروا الانتقام منه، وأعدوا له خطة محكمة، وهي انتظاره خارج المعهد بمفرده، وعندما خرج؛ انقضوا عليه.
وأشاروا الى أنهم دشنوا حملة على مواقع التواصل الإجتماعي تحت هاشتاج “حق محمد عادل لازم يرجع”؛ حتي وصل الهاشتاج إلى “التريند” الأعلي تداولا عبر “تويتر”، كما طبعنا صورا ولافتات وملصقات وبنرات في الشوارع، نطالب فيها بالثأر لمحمد، وإعدام هؤلاء المجرمين.
ومن جهته، قال أحد شهود العيان، إن الواقعة بدأت بمناوشات عادية قبل دخول المجني عليه إلى المعهد، كما يحدث مع أي طالب تقع أعينهم عليه، ولكن بعد خروجه؛ تفاجأنا بهم ينقضون عليه بالأسلحة البيضاء، ويسددون له 7 طعنات في أماكن متفرقة من جسده، حتي أن الدماء سالت على جانبي الطريق من غزارة النزيف، فقمت بإبعادهم عنه، ولكن ما لبسوا أن عادوا وانهالوا عليه بالضرب من كل جانب، وقد كنت في حيرة من أمرى، لا أعلم من أبعده عنه، والجميع من حولنا يشاهدون الموقف، ولا يتحرك لهم ساكن؛ خوفا من بطش أولئك المجرمين.
واستطرد قائلا، بعد تمكني من إبعادهم عنه، قمت بإحضار توك توك لنقله الي المستشفي، فتفاجئت بهم يسدون طريق التوك توك، حتي لا نتمكن من إنقاذه وكأنهم عزموا النية علي قتله، ولا يرجون له أن يلفظ نفسا جديدا، وظللنا علي هذه الحالة قرابة النصف ساعة، خسر فيها محمد الكثير من الدماء، وبعد نقله إلى المستشفي، طلب الأطباء التبرع بالدم، فحضر إلي المستشفي أكثر من 50 شخصا من أصدقاء محمد، يريدون التبرع، فقد كان له العديد من الأصدقاء والمقربين والمحبين، ولكن ملك الموت كان أقرب له من دمائهم، فلفظ أنفاسه الأخيرة وهو يردد كلمة ” خلوا بالكم من نفسكم متقلقلوش عليا أنا كويس وهقوم منها بس خلي الدكتور يشوف رجلي أنا مش حاسس بيها”.
وتحدث شقيق الضحية والذي يبلغ من العمر 13 عاما، وقال رحل عني محمد بجسده، ولكنه ما زال باقيا بذكراه، فأنا إلى الآن لم أتخيل أنني لن أراه مجددا، فما زلت أنتظر عودته من عمله، كحال والدتي التي تنادي كل يوم في ميعاد عودته إلى المنزل وتقول “يلا يا ولادـ جهزوا الأكل لأخوكم؛ عشان زمانه راجع من الشغل”.