خبير: جريمة “الإسلام السياسي” النمساوية تستهدف الإخوان وداعش
تواصل النمسا فرض المزيد من الإجراءات الأمنية؛ لمواجهة الهجمات الإرهابية التي تشهدها القارة الأوروبية بشكل عام، بداية من هجمات باريس خلال الشهر الماضي، وعاصمتها فيينا بشكل خاص، مطلع الشهر الجاري، والذي أسفر عن وفاة 4 أشخاص وإصابة 20 آخرين.
وردًا على الهجوم الإرهابي؛ استحدث مجلس الوزراء النمساوي، جريمة “الإسلام السياسي” لمكافحة الإرهاب، بهدف سد الفجوات الأمنية التي تسببت في هجوم فيينا الدامي، لتتمكن السلطات القضائية من اتخاذ الإجراءات اللازمة.
ووفقًا لما اعنله مجلس الوزراء النمساوي، يتضمن مشروع القانون الجديد معاقبة المدانين بجرائم إرهابية بالحبس مدى الحياة وتطبيق المراقبة الإلكترونية على المتهمين بجرائم إرهابية، عقب إطلاق سراحهم، إضافة إلى تجريم التطرف السياسي بداوفع دينية، ليتم تقديم الإجراءات على البرلمان مطلع ديسمبر المقبل للتصويت عليها.
جريم الإسلام السياسي تستهدف الإخوان
وفي تعليق له على قرارا الحكومة النمساوية باستحداث جريمة ” الإسلام السياسي”؛ قال أحمد سلطان، باحث في الحركات الإسلامية المسلحة، إن قانون الحكومة النمساوية الجديد؛ يستهدف الخلايا الإخوانية في أوروبا بشكل أساسي، مضيفًا أن النمسا تمثل المدخل الرئيسي للجماعات الإخوانية للقارة الأوروبية، منذ حقبة ستينيات القرن الماضي، قبل انتقالها إلى المانيا لتكوين التنظيم الدولي أو ما يسمى بـ “التنظيم العالمي”.
وأضاف “سلطان” في تصريح لـ “القاهرة 24” أن جماعة الإخوان لديها عدد كبير من المنظمات والشركات والمؤسسات تعمل بشكل قانوني داخل النمسا، وتوجد العديد من الثغرات في القانون النمساوي تسمح لتلك الهيئات بالعمل بشكل قانوني، واستقطاب المتطرفين إليها، ما أدى إلى تمكن الكيانات الإخوانية من تجنيد الكثير من الشباب الأوروبي.
تجريم الإسلام السياسي لسد الثغرات الأمنية
وأوضح أنه بداية من عام 2017 بدأت الدول الأوربية في مواجهة التطرفات الإخوانية، للقضاء على البؤر الإخوانية المتواجدة داخل القارة العجوز، بعدما بدأت الجماعة في تدريس المناهج الخاصة بها التي تحث على الجهاد بهدف “إعلاء كلمة الدين”.
وأردف “سلطان” أن مشروع القانون الجديد مدفوع بتأثير تداعيات الهجوم الأخير الذي شهدته فيينا، نتيجة وجود العديد من الثغرات الأمنية في القوانين النمساوية، مضيفًا أن السلطات كانت تمتلك معلومات سابقة بمحاولة منفذ الهجوم الأخير، الانضمام إلى داعش، وترحيله من تركيا، ومحاولته شراء أسلحة وذخائر، إلا أن الإجهزة الأمنية لم تتحرك لمواجهته، بسبب تلك الثغرات، كما تم الإفراج عنه عقب دخوله برنامج إعادة التأهيل.
داعش تستنزف الدول الأوروبية
وأوضح لـ “القاهرة 24” أن الهجوم الذي شهدته فيينا جاء نتيجة التطورات التي شهدتها القارة الأوروبية في مواجهة التطرف الداعشي في الآونة الأخيرة، مشيرًا إلى أن تنيظم داعش يعمل على تنفيذ سياسة حرب الاستنزاف تجاه الدول الأوروبية، بهدف إضعاف الدول المشاركة في التحالف الدولي ضده، لاستنزافها ماديًا ومعنويًا، ومنعها من التدخل لمواجهته في سوريا والعراق، ليتمكن من إعادة تنظيم الإمارات المكانية، والوقوف مرة اخرى.
وأشار إلى أن مشروع القانون الحالي هدفه الأساسي الإخوان، عقب حظر النمسا لتداول شعارات الإخوان، وحظر الأنشطة العلنية للجماعة في كافة أنحاء البلاد، مضيفًا أن النمسا شهدت سجالا ومواجهة داخلية من قبل المؤسسات الإخوانية الاقتصادية داخل البلاد لمواجهة قرارات الحظر، والحلول دون تنفيذها.
اقرأ أيضا..