"وفاة ليلى عصفورة الجنة".. حزن لموتها الألاف وقصتها تناقلتها صفحات السوشيال ميديا
يوم حزين على الكثيرين ممن تابعوا قصة ولاء وليلى، الأم التي لم تتردد ولو للحظة في التبرع بجزء من كبدها والخضوع لعملية خطيرة، من أجل إنقاذ إبنتها الوحيدة الطفلة ليلى ذات الأربعة أعوام، فور تناقل وفاة الطفلة ليلى بعد الخضوع للعملية بثمانية أيام، نشر الألاف على صفحات السوشيال ميديا، كلمات مؤثرة لنعي الطفلة ومساندة لأمها في صدمتها وأطلقوا عليها عصفورة الجنة.
مشهد تتباكى له الأعين، عند دخولك من باب معهد الكبد وانت تشاهد الأم ولاء محمد صاحبة 31 عام، والتي تبرعت بجزء من الكبد لإنقاذ إبنتها، وهي تبكي على وفاة ليلى وسط مواساة أقاربها، ولكن عقلها في وادٍ أخر، يستعيد شريط ذكريات مرت عليهما، كانت الطفلة فيها مصدر سعادتها، رغم ألمها المستمر منذ ولادتها بسبب تليف الكبد، والتردد المستمر عند الأطباء لمتابعة حالتها، كانت فيهم ليلى صلبة رغم صغر سنها، وكانت تردد دائما أنها قوية، فربما كانت غير ذلك ولكنها بإحساس البراءة تريد أن تطمئن قلب والدتها، ومن المؤكد أن الأم تذكرت أخر كلام لطفلة قبل دخول العمليات وهي تقول لها "هتوحشيني أوي ياماما" فلم تعرف الأم أن مع هذه الجملة ستكون النهاية والوداع.
تبرعت لها والدتها بجزء من كبدها.. الحزن يخيم على المنوفية بعد وفاة الطفلة ليلى
رفضت الأم أن تترك معهد الكبد القومي في شبين الكوم، التابع لجامعة المنوفية، قبل أن تنتهي إجراءات دفن جثمان ليلى، لتصطحبها برفقة والدها ومجموعة من المقربين إلى مقابر العائلة بمنوف، ليصلي عليها المئات من أبناء المدينة والمتعاطفين مع القصة الإنسانية، وسط حالة من الدموع على كل الأوجه التي تراها، مشاهد لابد أن تبكي وانت تراها، وخاصة عند رؤيتك للأم المكلومة، فلا تملك أن تفعل أي شئ إلا الدعاء لعصفورة الجنة بالرحمة، ولأمها بالصبر والإحتساب عند الله.
ولاء وليلى قصة إنسانية عظيمة، جعلت الألاف يهتمون بمتابعتها على مدار الساعة ويتسائلون عن الجديد، والمئات قام بالأتصال على والد الطفلة خلال الثمان أيام السابقة للإطمئنان على حالة الطفلة والدتها، ما جعل كبار المسئولين في المنوفية يصدرون بيانات لتعزية الأسرة،حيث قدم محافظ المنوفية اللواء إبراهيم أبو ليمون، ونائب محافظ المنوفية محمد موسي، ورئيس جامعة المنوفية الدكتور عادل مبارك، التعازي للأسرة في بيانات صحفية، حيث أكدوا أنهم يرجون الله أن يرحم الطفلة، وأن يلهم زويها الصبر والسلوان.
وتعود القصة الإنسانية إلى منشورات تدعو الشباب لتبرع بالدم، لصالح عملية الطفلة ليلى شريف خيري 4 سنوات، والمحجوزة في معهد الكبد، وسرعان ما تفاعل الكثير من الشباب وتقدموا لمعهد الكبد لتبرع بالدم، لصالح الطفلة ووالدتها، لاستكمال باقي التجهيزات الخاصة بالعملية.
وأكدت الأم ولاء محمد جلال، صاحبة 31 سنة، والتي تقيم بمدينة منوف، خلال حديث لموقع القاهرة 24، أنها قررت تبرعها بجزء من الكبد لصالح ابنتها، بدون تردد، وأنهما خاضعتان لتجهيز في قسم الجراحة في معهد الكبد القومي في المنوفية، وتحدد موعد عملية الزرع يوم الأحد المُقبل، بعد توافر أكياس الدم.
وأشاىطر شريف خيري والد الطفلة في تصريحات خاصة لموقع القاهرة 24 ، أن ابنته ولدت مريضة بتليف في الكبد، وأنهم تأكدوا من ذلك بعد تغير لون البراز ومع إجراء الكشف الطبي عليها، طلب الطبيب التوجه لمعهد الكبد، لمتابعتها بشكل دقيق وإجراء الفحوصات اللازمة، وتبين من ذلك أنها ولدت وكبدها متليف، مشيرًا إلى أن تم إجراء عملية تحويل مجرى لها بعد 6 أشهر من ولادتها ومع متابعة الأطباء المستمرة لها قرروا أن هذا التوقيت المناسب لإجراء عملية زراعة كبد لها، وقررت والدتها قيامها بالتبرع بفص الكبد، وأوضح أن ما يقارب 100 شخص تبرعوا بالدم بفصيلتي A سالب AB، موجها الشكر لجدعنة شباب وأهالي المحافظة وتجاوبهم مع نداء الأسرة.
وأكد الدكتور هشام عبد الدايم، عميد معهد الكبد القومي بالمنوفية، في تصريحات لموقع القاهرة 24، أن الطفلة ليلى، تعاني من ضمور في القنوات المرارية، وتليف الكبد، وأصبح لايوجد بديل إلا إجراء عملية زرع كبد، مؤكدًا على اكتمال التجهيزات الخاصة بالعملية وتحديد الفريق الطبي القائم على العملية من أساتذة المعهد في أقسام تخدير- جراحة- أطفال، يوم الأحد 20 ديسمبر الجاري، مطالبًا الجميع بالدعاء لطفلة ووالدتها، أن ينعم الله عليهما بالشفاء العاجل.
"هتوحشيني أوي يا ماما".. آخر كلمات الطفلة ليلى لوالدتها ولاء قبل دخول عملية زراعة الكبد (صورة)