كواليس وفاة مصابين بكورونا في مستشفى الحسينية بالشرقية
بينما تتعالى دعوات ملايين القلوب تناجي ربها أن يرفع البلاء ويزيح غمة تفشي وانتشار فيروس كورونا المُستجد، كان أهالي عدد من الحالات الحرجة المصابة بالفيروس ممن جرى عزلهم واحتجازهم بمستشفى "الحسينية" المركزي بمحافظة الشرقية، على موعد مع صدمة عمرهم بوفاة ذويهم في حادث جماعي أودى بحياة ثمانية من المصابين بالفيروس.
"القاهرة 24" تواصل مع "أحمد ممدوح" أحد أقارب الحاجة "فاطمة" إحدى ضحايا "الموت الجماعي"، والذي كشف كواليس ما جرى، قبل أن يشير بأصابع الاتهام نحو عدد من المسؤولين عن المستشفى وتسببهم بصورة أو بأخرى في وفاة عمته وآخرين داخل قسم العزل بالمستشفى.
وقال "ممدوح" في تصريحات خاصة لـ"القاهرة 24"، إن الواقعة حدثت بعد دقائق قليلة من تمام الساعة العاشرة مساء أمس السبت، إذ فوجيء بأن الأوكسجين الموجود بالمستشفى على وشك النفاذ، في الوقت الذي كانت سيارة الدعم الخاصة بالمستشفى من أن تصل قبل النفاذ لعدم تعريض حياة العشرات من المرضى وأطفال الحضانات والحالات الحجرة داخل قسم العزل المُخصص للمصابين بفيروس كورونا، لافتًا إلى أنه أحضر أسطوانة أوكسجين تحسبًا لتأخر السيارة.
وأوضح ممدوح، أنه حينما صعد إلى قسم العزل، بعد اتفاق مع أحد العاملين بالمستشفى، فوجيء بالأخير يرفض الأسطوانة بدعوى توصيل 28 أسطوانة أوكسجين وعملهم لحين وصول السيار، والتي أشار العامل إلى أنها كانت بقرية "سعود" على بُعد كيلو مترات من المشفى.
عاد "ممدوح" إلى الطابق الاول بالمستشفى يهاتف أقاربه للاطمئنان منهم إذا ما كانوا رأوا سيارة الأوكسجين أم لا، قبل أن يخبره أحد المُقربين بأن السيارة لا تزال بعيدة، منوهًا بأن نجل عمته فوجيء بوالدته المحتجزة وباقي الحالات بقيم العزل يعانون وقد توقف الأوكسجين، قبل أن يستفيدوا دون مجيب، ليقفز أحدهم ويتسلل إلى قسم العزل ويفتح بابه الموصد، عسىٰ أن ينقذوا ما يمكن إنقاذه، لكن الموت سبقهم إلى "العمة" وستة من المحتجزين، قبل أن تدخل الحالة الثامنة في نوبة معاناة وبفارق صاحبها الحياة هو الآخر بعد ساعة واحدة.
الرواية حملت اتهامات واضحة للمسؤولين بالمستشفى، دلل صاحبها -أحمد ممدوح نجل شقيق إحدى ضحايا نقص الأوكسجين والإصابة بالفيروس-، على صحتها بواقعة غلق أحد محابس الأوكسجين يوم الجمعة الماضية، قبل أن يفتحه أحد "المرافقين"، زاعمًا أن دخول المرافقين للمستشفى أمر "عادي جدًا"، وأنه وآخرين كانوا يرافقون ذويهم وقت احتجازهم وعزلهم بغرف العناية العادية.
وفي وقتٍ سابق، تداول عدد من رواد موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك" مقطع فيديو يوثق وفاة عدد من المصابين بفيروس كورونا المُستجد، زعمَّ حدوثها بسبب نقص الأوكسجين داخل وحدة العناية المركزة بمستشفى "الحسينية" المركزي بمحافظة الشرقية.
وفي أول تعليق له، قال الدكتور هشام مسعود، وكيل وزارة الصحة بمحافظة الشرقية، في تصريحات لـ"القاهرة 24"، إن عدد المتوفين جراء الواقعة أربع حالات فقط، لافتًا إلى أن جميعهم يعانون من الإصابة بفيروس كورونا المُستجد.
وأوضح وكيل وزارة الصحة بالشرقية، أنه جرى تشكيل وانتقال لجنة من الطب العلاجي بالمديرية، إلى المستشفى؛ للتحقيق في الواقعة والوقوف على ملابسات ما حدث ومحاسبة من تسبب في ذلك.