الأحد 01 ديسمبر 2024
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات

علمت والدتها وتساعد والدها وتحلم بلقاء الرئيس.. حكاية المهندسة آية "أشهر بائعة فول" في الشرقية (صور وفيديو)

القاهرة 24
محافظات
الثلاثاء 05/يناير/2021 - 02:33 م

بين الحين والآخر تُسجل "أم الدنيا" واحدة من القصص الملحمية لشاب أو فتاة أنكروا ذاتهم ويواصلون الكفاح في صمت لأجل تحمل المسؤولية لرفع العبء عن ذويهم ممن هضمتهم الدنيا وقست عليهم الظروف، وبين هذا وذاك عاشت "آية" طفولة لا تعرف أي أنواع اللهو والمرح؛ في الصباح تستيقظ بينما الناس نيام لتُعين والدها على إطعام الناس وإفطارهم من "عربة الفول" التي باتت مصدره الوحيد بعدما داهمه المرض ونصحه الأطباء بالراحة قدر الإمكان، وفي المساء تستذكر الفتاة دروسها في نهج استمر لسنوات حتى خرجت القصة "الملحمية" إلى النور.

العاشر من رمضان، مدينة يعرفها الجميع بأنها صاخبة لا تحمل أي نوع من أنواع الرأفة بمن يعمل فيها من عمال أغلبهم في مجالات صناعية، حالهم كحال المدينة "الصحراوية"، لكن على عتبة مستشفى "الأربعين" الخيري، في المجاورة السكنية التي تحمل اسم ورقم دلالته من اسم المشفى، تقف عربة فول بألوان زاهية تُجاهد آثار الزمن لئلا تختفي، حالها كحال الأسرة البسيطة التي تعمل على العربة وتعينهم على الحياة، يحتفظون بالحب ويتمسكون برباط التضحية لتخفيف العبء عن كاهل الأب المريض، لا يسألون الناس سوى مبادلتهم الحب دون إلحاف أو شفقة، إلا أن أبرزهم ومن بات الجميع يعرفها بـ"المهندسة آية" هي الابنة الكبرى وأول من ضحى وتحمل المسؤولية دون طلب أو تكليف.

حكاية "آية محمد محمد عرفة" بنت العشرون ربيعًا، بدأت منذ أتمت عامها التاسع وتزامن ذلك مع مرض والدها، والذي كان شيف كبير يعمل في كبرى محلات المشويات آنذاك، قبل أن ينصحه الأطباء بالبُعد عن حرارة النيران قدر الإمكان إذا ما كان حريصًا على حياته؛ عقب تغيير صمامين في القلب وآثار لم تختلف حدتها عن حدة وآلام المرض وجرعات الدواء المتظمة طوال اليوم بصفة لم تنقطع لأكثر من عشر سنوات، إلا أن "آية" كانت بمثابة "عوض الدنيا" وربان السفينة للأسرة رغم حداثة سنها؛ إذ بدأت تُتقن مهام إعداد الوجبات التي تُباع صبيحة كل يوم، فضلًا عن تحمل الأمر من البداية والنهاية إذا ما غابت الأم لطبيعة عملها بإحدى المدارس.

 

بمرور السنوات والأشهر أتقنت "آية" دورها في الابتعاد بالأسرة عن شبح الظروف المعيشية الصعبة وما تعنيه الكلمة لمن يعرفونها قدر المعرفة، لكنها بين كل ما عانته لم تتخلى يومًا عن حلمها بأن تكون من أهل الكليات الجامعية، ورغم ما حصدته من درجات ضمنت لها مكانة متقدمة في صفوف التعليم الثانوي العام، إلا أنها فضلت التعليم الفني بدعوى أنه "يوفر الوقت للوقوف على عربة الفول ومعاونة والدها"، حسبما أوضحت الفتاة لـ"القاهرة 24".

وأشارت بنت مدينة العاشر من رمضان إلى اختيار التعليم الفني بإحدى المدارس الفنية بالمدينة لتكون إلى جوار أسرتها أكبر وقت ممكن، قبل أن تتوج جهودها بحصد نسبة مئوية عالية ضمنت لها في النهاية الالتحاق بكلية الزراعة في جامعة قناة السويس، وبين هذا وذاك لم تتغير شخصية الفتاة أو يتبدل حالها وتخبيء مهنتها وما تقوم به على زميلاتها، وهو ما جذب لها المزيد من الاحترام والتقدير حتى جذبت أنظار وعدسات الإعلام والكاميرات لتسرد قصتها، وتكشف عن أجمل فصولها بما قدمته لوالدتها من مساعدة على التعلم منذ أولى مراحل التعليم "المنزلي" حتى حصدت الأم في النهاية شهادة اتمام المرحلة الثانوية.

سقوط مأذون اعتاد تزويج القاصرات بعقود مزورة بالشرقية

"القاهرة 24" التقى مع الفتاة واستمع لما سردته من تفاصيل تبدو عادية لها، لكنها ملحمية وكبيرة لكل من يُدرك قيمة المسؤولية وصعوبة تحملها بالنسبة للفتيات، بل وأكثر من ذلك بتفوقها رفقة مسؤوليتها وطموحها بأن تكون مهندسة زراعية، لكنها علقت على كل ذلك بأمنية واحدة تحملها في قلبها: "نفسي صوتي يوصل للرئيس عبدالفتاح السيسي ويطلب يشوفني".

 

تابع مواقعنا