كواليس التحريض على فتنة طائفية في قرية "اللبا" بالشرقية (فيديو وصور)
ليلة عصيبة عاشتها قرية "اللبا" التابعة لمركز ومدينة ديرب نجم بمحافظة الشرقية، مع الساعات التالية لاحتفالات السابع من يناير من العام الجديد، بعدما نشبت مشاجرة كبيرة ضمت أغلب شباب البلدة، في واقعة حامت حولها شبهة فتنة طائفية بين مسلمي ومسيحيي البلدة، لكن التحرك الفوري ويقظة الأمن حالت دون ذلك، إذ انتشرت القوات الأمنية في القرية في فترة زمنية وجيزة ساهمت بشكل حاسم في وأد الفتنة وضبط من يسعى لها.
"القاهرة 24" وسعيًا لإيضاح الصورة كاملةً، تواصل مع عدد من شهود عيان وقيادات أمنية للوقوف على الحقيقة كاملةً، إلا أن الجميع رفض بصورة أو بأخرى ذكر اسمه أو حتى الإشارة إليه.
مع تمام التاسعة من مساء السبت، وبينما كسا السكون جنبات القرية الواقعة أقصى شمال مركز ديرب نجم، وفجأة، عم الصخب أرجاء البلدة، لكنه في البداية كان عبر الصفحة التي تحمل اسم القرية عبر موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك"، والتي يعرفها الجميع ويتناقش عليها؛ إذ نشر أحد أبناء البلدة جزءا مقتطعا من حديث لشاب مسيحي يُدعى "بولا" يتطاول خلاله على الدين والرسول، قبل أن يزيد الأمر خلال لحظات حملت مقارنات أبعد ما تكون عن الرسالات السماوية، وخاضت في الأعراض هنا وهناك، لتنتقل ساحة الجدال والنقاش من موقع التواصل إلى المنطقة المحيطة باثنين من المحلات التجارية خاصة بـ"بولا" بالقُرب من منزله.
وكأن الجميع اتفق على هدفه، تسارع العشرات من أهالي البلدة إلى المحلين وأخذوا يحطمونهما، فيما سبقت أيدي التحطيم أيادٍ استولت على بضاعة قُدرت بعشرات الآلاف من الجنيهات، وبين هذا وذاك أمسك عدد ليس بالقليل بالشاب وضربوه، قبل أن تمتد التعديات لتطال والدته، والتي كانت في منزلها في حالة انهيار تام.
مسلسل التعدي والاستنفار "غير اتلمسبوق" في البلدة، لم يستمر لدقائق معدودة فصلت بين محاولات اتساع رقعة الخلاف وتحويلها إلى فتنة طائفية بين المسلمين والمسيحيين من أهالي البلدة، وبين حضور عربات الأمن وإنهاء الأمر في طرفة عين، قبل ضبط "بولا" والتحفظ عليه وعلى شقيقه، وبالطبع اتخاذ كافة الإجراءات حيال من ثبت تورطه في الأمر، ليتم وأد الفتنة قبل اندلاعها، لكن الساعات التالية للواقعة كانت هي مثار الشكوك نحو المستفيد من فتنة تحدث في البلاد في مثل هذا التوقيت.
عبارات ومشادات واتهامات هنا وهناك غزت مواقع التواصل الاجتماعي المختلفة، ومقطع فيديو لتجمع الأهالي وقت التعدي على "بولا"، جميعها تصدرت محركات البحث في غضون ساعات قليلة، لتثير الشكوك من جديد نحو المستفيد ومن ينفخ في نار الفتنة لإشعالها، في الوقت الذي كان تحرك الأمن حاسم وسريع فور بداية الأمر، إلا أن هناك على ما يبدو من لا يروقه أن تمر الأزمة بسلام ولا تتسع رقعتها.
المثير للدهشة أن الخلاف بين مسلمي ومسيحيي البلدة أمر أقرب للمستحيل؛ إذ يعيش الجميع في ترابط منذ مئات السنون، حتى أن الشهور القليلة الماضية شهدت إدلاء شيخ وكاهن بصوتيهما في الاستفتاء الخاص بمجلس الشيوخ، نهاية أغسطس الماضي؛ إذ حضر الشيخ خيري عبدالباري، مدير عام الثقافة والإرشاد بمديرية الأوقاف بالشرقية، يرافقه القمص غبريال ظريف، كاهن كنيسة "مار جرجس" بديرب نجم، للإدلاء بصوتيهما في انتخابات مجلس الشيوخ، قبل أن يلتقطان صورًا تذكارية على باب المدرسة.
الأمر الأخير "الطريف" في الواقعة أن مؤجر المحلات التي تخص "بولا" هو رجل يُعرف بين أهالي البلدة بـ"الشيخ"، ما يؤكد عدم وجود شبهة تربص أو فتنة في الأمر، وأن الكواليس ربما تحركها أيادٍ خفية لم يُكشف عنها بعدْ.