رئيس "صيادلة الإسكندرية" يكشف دور النقابة في مواجهة "كورونا" وأسباب ارتفاع أسعار الأدوية (خاص)
جهات غير شرعية لتداول أدوية بروتوكول علاج كورونا، ومستلزمات طبية مغشوشة بالأسواق، ونقص لبعض الأدوية وارتفاع أسعارها بالسوق السوداء، جميعها أمور مطروحة يشهدها الوضع الحالي بالتزامن مع الموجة الثانية لفيروس كورونا.
كيف تساعد النقابة مرضى العزل المنزلي؟ وما الدور الذي تقوم به لمساعدة الصيادلة في الوقت الراهن؟ وهل يوجد نقص في أدوية علاج كورونا؟ وكيف تواجه النقابة جهات البيع غير الشرعي للأدوية؟.. جميعها أسئلة يجيب عنها الدكتور محمد أنسي الشافعي نقيب الصيادلة بالإسكندرية، في لقاء مع "القاهرة 24".
بدايةً يوضح نقيب الصيادلة بالإسكندرية، أن النقابة منذ بدء الموجة الثانية لفيروس كورونا، شكلت غرفة عمليات لمتابعة ما يمكن تقديمه من خدمات للصيادلة وأسرهم، وكذلك لمواطني الإسكندرية، وذلك إيمانًا بالواجب القومي ودعم الاحتياجات من مصدرها الأصلي وهو الصيدليات العامة، وكذلك لمحاربة السوق السوداء.
وقال: "الصيادلة من النقابات التي تقدر دورها في دعم القطاع الصحي بشكل عام، هدفها ليس فقط حماية الأعضاء ولكن توفير حياة كريمة لهم"، موضحًا أنه يتم التعاون مع الجهات المختلفة الحكومية والخاصة لمساعدة فئة كبيرة من الشعب، ولهذا تقوم النقابة بتنفيذ حملات مختلفة لتقديم مساعدات دوائية في مناطق نائية وبسيطة.
وأضاف "أنسي"، أن النقابة تقدم دعمًا ميدانيًا لمرضى كورونا أو المشتبه في إصابتهم من الصيادلة، حيث يتم متابعتهم وذويهم من خلال لجان الدعم الميداني والدعم الصحي للحالات، ويتم توجيههم ومساعدتهم بالتنسيق مع الجهات المعنية للدخول لبعض المستشفيات ونقلهم من أماكن سكنهم للمستشفيات، إضافة إلى المتابعة اليومية للمرضى وإعداد تقرير يومي بأعداد الحالات وطبيعة الحالة سواء في المستشفيات أو في العزل المنزلي.
مستلزمات طبية مغشوشة
وعن وجود أنواع مغشوشة ومجهولة المصدر من الكمامات والكحول بالأسواق، أفاد رئيس نقابة الصيادلة، بأن الكمامات والكحول أصبحت تباع في الشارع، وبالتالي هناك شكاوى بالفعل تأتي للنقابة وتقوم بتحويلها للجهات المسؤولة عن التحقيق والمحاسبة ومنها التموين وحماية المستهلك والتهرب الجمركي، والتفتيش الصحي.
مواجهة ارتفاع الأسعار
وعن ارتفاع أسعار بعض المستلزمات الطبية الوقائية خلال فترة الذروة، أفاد "أنسي" بأن النقابة حاولت مواجهة هذا الأمر بالتعاون مع بعض الشركات لإمداد الصيدليات ببعض الأدوات منها الكحول والكمامات، وتم توفيرها بأسعار عادلة حتى تتوفر للمواطن بسعر رمزي.
وقال رئيس نقابة الصيادلة بالإسكندرية، إنه في فترات الذروة يقوم المواطنون بتخزين الڨيتامينات والأدوية، ولهذا يزيد الطلب مقابل العرض المحدود، لأن كل صيدلية لها حصة محددة، مما يجعل الأسعار ترتفع وتتداول بالسوق السوداء، لافتًا إلى أن الأسعار حاليا مستقرة.
هل يوجد نقص بڤيتامينات علاج كورونا؟
وعن وجود نقص في بعض أدوية بروتوكول علاج كورونا من الڤيتامينات، أكد "أنسي" أنها متوفرة تحت مسميات مختلفة، ولهذا لا يجد المصابون صعوبة في الحصول على أي منها بشرط تكون موثوقة المصدر ومسجلة بوزارة الصحة، ولكن الأزمة في أدوية المرحلة الخطرة من الإصابة ومنها: "اكتيميرا وريمديسفير".
نقص بأدوية المرحلة الحرجة وأوضح رئيس نقابة الصيادلة، أن هذه الأدوية تتوفر في جميع مستشفيات العزل التابعة لوزارة الصحة، ولكنها غير متوفرة بالصيدليات بشكل عام بسبب زيادة الطلب، ولأنها أصناف مستشفيات لا يجب أن تتداول إلا من خلالها، أو من خلال بروتوكول معين لمرحلة المريض.
مفاهيم مغلوطة وهنا أوضح "أنسي" أحد أهم المفاهيم المغلوطة، قائلًا إن إصرار بعض المرضى على استكمال العزل منزليًا حتى في حالة نقص الأكسجين وانتقال المُصاب من الوضع المستقر أو المتوسط، إلى المرحلة الحرجة والتي يجب فيها أن ينتقل لإحدى مستشفيات العزل، ويأخذ هذه الأدوية عن طريقها، حيث لا يمكن توفيرها خارجها.
وأشار "أنسي" إلى أن هذا النوع من الأدوية تحاول بعض الشركات توفيره بالسوق السوداء، مستغلة حاجة المواطنين، محذرًا من هذا الأمر، وخاصة أن هذه الأدوية في المستشفيات لا تُعطى للمريض إلا بعد إجراء عدة محاولات قبلها لإسعافه، وفي حالة عدم استقرار وضعه يتم استخدامها.
ارتفاع عدد الإصابات عن المرحلة الأولى وعما إذا ما كانت أعداد مصابي كورونا في الوقت الحالي تتخطى الأعداد في ذروة المرحلة الأولى، وذلك بناءً على ما تستقبله الصيدليات من روشتات علاجية لمرضى العزل المنزلي، قال رئيس نقابة الصيادلة إن الأعداد أعلى من المرحلة الأولى، لافتًا إلى أن وزارة الصحة تعلن بشكل واضح عن أعداد المسحات التي تجريها فقط، ولكن في العزل المنزلي والمستشفيات الخاصة هناك أعداد أكبر، ويرجع السبب في ذلك بسبب المواطنين وإهمال الالتزام بالإجراءات الاحترازية التي أقرتها رئاسة الوزراء. مصادر أدوية مغشوشة
وأكد أن "مصدر الدواء هو الصيدلية فقط طبقًا للقانون، لأنها تخضع للرقابة من التفتيش الصيدلي وحماية المستهلك أحيانًا، حيث يتم التفتيش على تاريخ الصلاحية والترخيص، ولكننا فوجئنا مع أزمة كورونا ببيع الأدوية عبر صفحات إلكترونية، مصدرها غير معلوم، ودون رقابة عليها".
وشدد رئيس نقابة الصيادلة بالإسكندرية، أن هذه الصفحات تعتبر كارثة تهدد صحة المواطن، وخاصة بعد تطور الأمر بوجود تطبيقات إلكترونية أخرى تقوم ببيع الأدوية، مؤكدًا أن النقابة على الفور تقدمت ببلاغ للنائب العام، وبعدها حذرت وزيرة الصحة بشكل رسمي من تداول وشراء الأدوية من مواقع التواصل الاجتماعي.
وأكمل: "بالفعل استطاعت النقابة مطاردة القائمين على إحدى التطبيقات بالإسكندرية، وذلك بالتعاون مع مباحث الإنترنت، وتم القبض على المجموعة التي تديرها، وحُول الأمر للنيابة، وتم إصدار أحكام ابتدائية، وتم مخاطبة إدارة فيس بوك بشكل رسمي وتوضيح خطورة الأمر، حتى أغلقت الصفحة".
دعم المواطن بحملات توعية وعن دور النقابة في دعم المواطن، أشار "أنسي" إلى أن من أولى الأهداف التي تتولاها النقابة هي دعم المواطن، ودعم الصيدليات لدعم المواطن، وبناءً عليه تقوم بحملات توعية مستمرة للصيدلي نفسه الذي يعتبر نقطة رعاية أولية للمريض، وتقوم تلك الحملات بتعريف الصيدلي بجميع المعلومات التي يمكن أن ينقلها للمواطن عن إجراءات العزل المنزلي، ومتي يمكن أن ينتقل المريض للمستشفى؟ ، وكذلك يتم عمل مطبوعات ومنشورات توعوية.
وأخيرًا وجه الدكتور أنسي شكره لجميع الصيادلة، قائلًا "إنهم منذ بداية أزمة كورونا وحتى الآن يقومون بدورهم على أكمل وجه، رغم خطورة الموقف عليهم باعتبارهم خط الوصول الأول بالنسبة للمريض".
بالهنا والشفا.. "الفلاح" يعاود نشاطه بالإسكندرية بعد دفع الغرامة والغلق المؤقت (صور)