«لقمة عيش بين الحديد والنار».. أمل أول سيدة تعمل فى ورشة حدادة بالمنيا (صور)
على أصوات اللحام والشرارالمتطاير، تقضي أمل يومها والتي تحدت عادات وتقاليد المجتمع الصعيدي من ناحية عمل السيدات بالمهن والمجالات الشاقة التى لا يقدر عليها سوا الرجال، ففي مدينة مغاغة شمال محافظة المنيا قد يبدو المشهد من الخارج عاديا كأى ورشة حيث تجد أصوات الطرق وقطع الحديد تعلو المكان.
وبمجرد دخولك من باب الورشة تفاجئ بأن الحداد ليس رجلا ولكنها امراة قررت تحدي الصعاب بالعمل فى مهن الرجال.
"المهنة سترانى أنا وأمى وأخواتى".. بهذه الكلمات بدأت الأسطى أمل أبو غنيمة حديثها والبالغة من العمر 35 عاما قضت معظمها وسط الحديد والنار منذ أن كان عمرها 14 عامًا، لتكمل مسيرة أبيها عقب مرضه ووفاته المنية لتصبح هي من تعول هم أشقائها الصغار لتوفر لهم حياة كريمة.
"بنصنع كل حاجة حديد"
ولفت إلى أنها تعلمت من أبيها تصنيع جميع الأدوات التى يحتاجها الفلاحين فى أرضيهم مثل الفأس، والمناقير، الثقيلة، والخفيفة حيث تبدء لأمل يومها من الثامنة فتقوم بإشغال الفحم ووضع قطع الحديد حتى يتحول لونه إلى أحمر من شدة التسخين، ثم الطرق عليه بواسطة "الجاكوش "وتشكيل حجمه بالصاروخ على حسب طلب الزبون.
وعن صعوبة العمل، قالت إن العمل فى مهنة الحدادة صعب وخطر وخاصة استخدام الصاروخ أو لحام الأكسجين، مشيرة إلى أنها تحاول التعامل بكل حرص مع هذه الآلات الحادة التى تؤدي أصابتها إلى العاهات المستديمة.
وأشارت أمل إلى أن أمنتيها هى تطوير ورشتها بالمعدات الحديثة التي تساعد في تخفيض نسبة الإصابات، خاصة أن الأدوات التى تستخدمها "جار عليها الزمن"، مختتمة حديثها: "مش بايدي حاجة اعملها ده الموجود وبنصح الشباب يشتغل أى شغل بدل من قعدة القهاوي".