نفس داء مؤمن زكريا.. قصة مهندسة تعاني من مرض نادر بالأقصر: "كل ثانية بتفرق في حياتي"
"ابني ميعرفش إني أمه بسبب تعبي".. بنبرة حزن قالتها المهندسة الشابة جهاد عز، ابنة الـ27 ربيعًا، والتي تخرجت في كلية الهندسة بجامعة أسيوط عام 2016، تعبيرًا عن وضعها مع دور الأمومة الذي حرمها مرض التصلب الجانبي الضموري بالأعصاب من القيام به، بعد إصابتها به عقب زواجها بأشهر قليلة، ليتسلل تدريجيًا إلى كافة أعضائها حتى بلغ ذروته وأصبح يؤثر على التنفس، وهو ذات المرض الذي أصاب نجم منتخب مصر والنادي الأهلي اللاعب مؤمن زكريا.
تقول "جهاد" إن أعراض المرض بدأت لديها خلال الشهر الثالث من الحمل، بعدما سقطت على قدمها فخلف آلامًا استدعى التردد على الأطباء لفحصها، إلا أنهم أكدوا أنها بحالة مستقرة، مرجعين سبب الألم إلى تأثير الحمل على أن يختفي الألم بعد الولادة، بينما أرجع آخرون السبب لوجود مرض بالأعصاب.
رحلة التردد على الأطباء بدأت لدى جهاد خلال فترة حملها، حتى توصل أحدهم إلى تأكيد إصابتها بمرض نادر يتسبب في إتلاف الأعصاب، ومنها تتأثر عضلات الجسم جميعها تدريجيًا، لينتهي به المسار إلى شلل كامل للمصاب.
"جبت علاج من دولة الهند لكن غير مجدٍ، حتى بدأ المرض يتسلل إلى باقي الأطراف تدريجيًا".. توضح المهندسة الشابة خطورة المرض حتى أن الأدوية التي نصحها به الأطباء كأن لم تكن، مضيفة: "واحد من الأدوية أخدت منه سبعين أمبول بتكلفة تخطت الـ50 ألف جنيه، بدافع أن يوقف المرض عند حالة بعينها، لكن لم تتحسن حالتي به، بل ساءت".
وتقول: "لجأت للعلاج الطبيعي حتى لايتطور المرض، لكن هو ما لم يحدث، وظن الطبيب المعالج عندما شكوت من أن المرض انتقل ليدي أنني موهومة، حتى بدأ تأثيره ينتقل للقدم اليسرى ثم اليد اليسرى أيضًا".
وتضيف "المرحلة الصعبة في مشوار المرض هو انتقاله للقدم الأخرى والتي معها بدأت استخدام الكرسي المتحرك لعدم قدرتي على الحركة، لكن المرحلة الأصعب هو تأثير المرض على التنفس".
وتقول المهندسة الشابة إن الفحوصات الأخيرة أكدت انتقال المرض لعضلات الحجاب الحاجز بعد ثبوت ضعفها من خلال تشخيص الطبيب، والذي أكد أنها بحاجة للوضع على جهاز تنفس، وبالفعل اشترت جهاز أكسجين لاستخدامه وقت الضرورة.
"الأطباء قالولي بدأ العد التنازلي لعمري، كل ثانية بتفرق في حياتي".. بصوت متهدج تقولها "جهاد" وهي تستغيث عبر "القاهرة 24" لعلاجها، مناشدة الرئيس عبد الفتاح السيسي، ورئيس الوزراء ووزارة الصحة، لمساعدتها في العلاج وتسهيل مهمة سفرها للخارج لتلقي العلاج على نفقة الدولة، حتى تعود للحياة مجددًا تمارس حياتها بشكل طبيعي وتقوم بدور الزوجة والأم، اللذين حرمها المرض من القيام بهما، قبل أن تتواصل نقابة المهندسين مع "الصحة" التي بدورها استجابت للحالة.