فيها خير يا شهيد.. كواليس إنشاء أول مؤسسة خيرية تحمل اسم "منسي" (صور وفيديو)
سنوات طوال مضت على التفاف العامة حول شخصية يصفونها بالأسطورة، تُلهمهم وتؤثر فيهم وتدفعهم دفعًا نحو تمني تكرارها، حتى جاء يوم السابع من يوليو عام 2017، ليشهد تاريخًا يُكتب لأول مرة برحيل صاحبه؛ بعدما استشهد البطل أحمد منسي وأغلب رفاقه من رجال كمين البرث، في الهجوم الإرهابي الذي جرت وقائعه لساعات كانت شاهدة على بطولة ورجولة باتت مثار حديث الآلاف ممن يبحثون عن أمثلة للشجاعة والإقدام، لكن بين كل من استشهد وقتها ظل اسم "منسي" هو الأبرز، وكأنه ضالة كل من طاقت روحه لرفض كل ما هو سيئ وخسيس.
نحو ثلاث سنوات مضت على استشهاد العقيد أركان حرب أحمد صابر منسي، كانت المدة الفاصلة بين الشهادة وإشهار أول مؤسسة خيرية تحمل اسم الشهيد، وبين هذا وذاك جهود لا يعلمها إلا الله وقليلون ممن تعلقت قلوبهم بحبه وتألموا أكثر من غيرهم لفراقه، أهل وأصدقاء ومحبين جميعهم تكاتفوا لكي يعلو اسم "منسي" ساحة جديدة في عمل الخير تُضيف لسجل صاحبه الحافل بالطيبات وتضمن له عدم انقطاع عمله رغم صعود روحه لبارئها.
المهندس محمد منسي، شقيق الشهيد، قرر أخيرًا الظهور من خلال "القاهرة 24" ليُعلن ويكشف للمرة الأولى كواليس المؤسسة الخيرية وما شهدته وتشهده من صعاب لأجل أن تحتل مكانتها في عالم الخير، خالصةً لوجه الله لا يُريد القائمون عليها أي جزاء سوى الخير لواحد من قلائل تنجبهم البشرية كل حينٍ.
يقول المهندس محمد منسي، إن نواة وفكرة المؤسسة بدأت باقتراح عن طريق أحد محبين الشهيد، والذي طالب بتدشين شيء يعود بالخير على الشهيد وسيرته العطرة، وبعد معاناة كبيرة بدأت بأعمال تطوعية لأجل الخير من المحبين وأصدقاء وأهل الشهيد، خرجت أخيرًا فكرة المؤسسة للنور وأُشهرت بصورة رسمية في مارس من العام الماضي.
وأضاف شقيق الشهيد منسي لـ"القاهرة 24"، أن السبيل لتدشين مؤسسة خيرية تحمل اسم الشهيد لم يكُن بالأمر الهين؛ إذ استحق واستلزم الأمر مجهود شاق من جانبه وشقيقه وعدد من رجال العمل العام من أصدقاء ومحبي الشهيد وجيرانهم في مدينة العاشر من رمضان بمحافظة الشرقية، قبل الإعلان بصورة رسمية عن تدشين المؤسسة وبدء رحلة الخير بصورة قانونية.
وسط مركز خدمات الحي الثالث بمدينة العاشر من رمضان، تتوسط مؤسسة "الشهيد أحمد منسي الخيرية" المنطقة، وعلى أطراف قطعة أرض مساحتها تُقدر بآلاف الأمتار تعلو جدارية مُدون عليها ما يود شقيق الشهيد واصدقائه من تحقيق: "المركز الإسلامي.. مسجد الشهيد أحمد منسي"، ويتبع ذلك ثلاثة تواريخ "4 أكتوبر 1978 – 7 يوليو 2017 – 7 يوليو 2019"، في إشارة إلى ميلاد الشهيد واستشهادة وتأسيس الفكرة على التوالي.
"القاهرة 24" كان أول المواقع الإخبارية التي انتقلت لمعاينة أرض المؤسسة ونقل أول حوار مباشر لشقيق الشهيد، والذي كشف خلاله كواليس الفكرة والتنفيذ والحلم، منوهًا بأنهم تسلموا الأرض تحتوي على أعمدة خرسانية وقبة تحت الإنشاء لمسجد على مساحة شاسعة، وحاليًا تم بناء أغلب حوائط المسجد والانتهاء من القبة ، فضلًا عن تدشين الإنشاءات الخاصة بالمركز الثقافي الإسلامي، والذي يهدف في المقام الأول إلى تنشئة جيل جديد يعرف حقوق الإنسانية ويُقدر الكبير ويعطف على الصغير، وبين هذا وذاك يكن على دراية ثقافية وعلمية بشتى علوم الحياة.
وأشار المهندس محمد منسي، إلى أن المشروع يضُم كذلك مستوصف خيري لا يزال في طور الفكرة والتجهيز للإنشاء، ويفصل بين الانتهاء من المشروع ودخوله حيز التنفيذ حجم الحب والعطاء من جانب محبي الشهيد، قبل أن يُعلن عن رقم الحساب البنكي ورقم خاص بخدمة "فودافون كاش" و"فوري" لتسهيل عمليات التبرع والمشاركة تحت مظلة رسمية تشرف عليها وزارة التضامن الاجتماعي.