قصة مُسن يفترش الأرض 20 عامًا في المنيا (فيديو وصور)

المنيا محمد المنياوي

السبت 27/فبراير/2021 - 02:45 م

"عم أيمن، الرجل الضخم، رجل الغابة، ابن الأكاللا".. كلها ألقاب أطلقها أهالي مدينة ملوي جنوب محافظة المنيا، على رجل مُسن افترش الأرض لأكثر من 20 عامًا، لا يتحدث مع أحد ويعتدي بالضرب على النساء دون الرجال.

"القاهرة 24"، قطع نحو 50 كيلو متر جنوب مدينة المنيا، ووصل إلى مقر إقامة عم أيمن، داخل مدينة ملوي، وتحديدًا بجوار المستشفى العام، ليسرد في السطور الأتية قصته التي أثار تساؤلات أهالي مدينة ومركز ملوي، بسبب افتراشه للأرض، وسط قيامه بتصرفات قالوا إنها لا تخرج إلّا من "ابن أكابر" على حد قولهم، فضلًا عن انتشار العديد من القصص حول هوية "العم أيمن".

"الناس قالت إن فيه راجل طالع من الغابة وبيأكل الناس"، بهذه الجملة بدأت إخلاص فاروق، موظفة، وتُقيم داخل مدينة ملوي، وإحدى الراعيات لـ"العم أيمن"، حديثها عن الرجل المُسن، موضحة أنه قبل 20 عامًا، أُطلقت شائعات بوجود رجل ضخم خارج من الغابة يفترش الأرض أمام إدارة البحوث الزراعية داخل مدينة المنيا، وفور مشاهدته خلال ذهابها لعملها، لاحظت وجوده، فبدأت رحلة الاهتمام به.

وأضافت "الموظفة" أن الرجل المُسن، يتلقى مساعدات من أهالي مدينة ملوي، من خلال تقديم الأكل والملابس له؛ إلّا أن بعض اللصوص يعملوا على سرقة الملابس والبطاطين التي يقدمها الأهالي له، موضحة أنها وبسبب رعايتها له على مدار سنوات، أصبحت قريبة منه ويجد فيها الأمان "على حد قولها".

وقال "سعد شحاتة"، أحد القائمين على رعاية "أيمن": "عم أيمن مش من ملوي، وواضح من كلامه الذي يخرج منه أنه تعرض لظلم كبير من سيدة، وطول ما هو قاعد يقول "أنا بعدت عنك وارتحت يا صفاء"، وهو دائمًا يعتدي على كل سيدة تمر من أمامه، وأنه وبسبب ضخامة حجمه، يخشى الكثير من أهل الخير اصطحابه إلى منزلهم لمراعاته، خاصة وأنه يتضح معاناته من مرض نفسي".

وأضاف "شحاتة"، أنّ هناك عدة روايات يتداولها الأهالي عن "عم أيمن"، منها أنه مهندس بترول، وأحد أبناء محافظة الشرقية، وأن قبل عدة سنوات حضرت سيدة تقود سيارة فارهة إلّا أنه فور مشاهدتها هرول سريعًا هربًا منها وسط ترديد عبارة "أنا سبت الدنيا ومشيت منك يا صفاء إيه إللي جابك".

"باشا وابن أكابر"، بهذه الجملة أشار عددًا من العاملين على رعاية "عم أيمن" وهو محمد شوقي، إلى قيامه بعددٍ من التصرفات التي تؤكد أنه كان يعيش في مستوى مالي مرتفع، وذلك من خلال طريقة تناوله الطعام، والنوم، مضيفة أنها تعمل على إحضار الطعام والملابس والبطاطين له، من خلال تمويل أهل الخير، بالإضافة إلى توفير حلّاق له لتصفيف شعره وذقنه.

وأوضح "شوقي"، أنه يبحث يوميًا في صفحات مواقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك"، على أهل "عم أيمن"، في محاولة منه إيجاد أي منشورات تفيد بحث أهله عنه.

وطالب أهالي مدينة ملوي، مديرية التضامن الاجتماعي، بسرعة التحرك وإنقاذ "عم أيمن"، من الشارع، بالإضافة إلى تقدم الرعاية الصحية له، خاصة وأنه يُعاني من التبول اللإرادي، وكذلك المرض النفسي.