حبيس المنزل منذ 20 عامًا.. شاب معاق بالشرقية يستغيث بـ"السيسي": "نفسي أتعالج محروم من رؤية الدنيا" (فيديو وصور)
منعته الإعاقة أن يحيا سنوات طفولته وشبابه، وألجمت الظروف طموح أسرته في أن تراه سليمًا معافى، ورغم مرارة وقسوة المعيشة داخل جدران لا يرى سواها، إلا أنه لا يزال يحلم بأن يصل صوته للرئيس عبد الفتاح السيسي، بل والأبعد من ذلك أن حلمه يُصر على رؤية ولقاء الرئيس بعد الشفاءْ.
على بُعد أمتار من إحدى العزب التابعة لمدينة منشأة أبو عمر، الواقعة وسط مركز ومدينة الحسينية بأقصى شمال محافظة الشرقية، يعيش "محمد جمال أحمد"، الشاب ابن العشرين ربيعًا، الذي حرمته الإعاقة من الخروج ومغادرة المنزل؛ بعدما فوجئ والديه بأنه لا يقوى على الحركة منذ شهوره الأولى، قبل أن تتأكد الإصابة بعد الذهاب لأحد الأطباء الذي أخبرهم صراحةً أنه بحاجة إلى تدخل جراحي عاجل لشد الأوتار، على أن يخضع بعدها لجلسات علاج طبيعي ونظام علاجي صارم لمدة سبع سنوات.
من أقصى شمال الشرقية إلى وسط القاهرة، كانت رحلة طويلة قطعتها أسرة "محمد" قبل أكثر من خمسة عشر عامًا لإجراء العملية له بمستشفى "أبو الريش"، لكن تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن، ويعود الفتى إلى سيرته الأولى ولا يقوى على الفكاك من إعاقته، بحسب والدته "آمال سيد أحمد" التي أوضحت لـ"القاهرة 24"، أن العملية لم تُحدث جديدًا يُذكر في حياة نجلها، والذي استمر على حاله حبيس المنزل حتى اليوم، باستثناء أيام قليلة كانت تحاول فيها إلحاقه بالتعليم وحمله من وإلى المدرسة، لكنه لم يُكمل التعليم وترك الدراسة دون استكمال المرحلة الإعدادية.
تسترجع "آمال" سنوات طفولة نجلها ووقت اكتشاف إعاقته: "محمد كان له أخ توأم اسمه أحمد، هما الاتنين كانوا بيحبوا عادي لكن ما عرفناش باللي في محمد غير لما أحمد ابتدا يمشي وهو لأ"، قبل أن تضيف: "خدناه وروحنا للدكاترة عرفنا إن عنده مشكلة في الأوتار ومحتاج عملية فورًا، جرينا على مستشفى أبو الريش في القاهرة وعملنا العملية والدكتور قال لنا إنه محتاج 7 سنين علاج طبيعي وميحملش عليها، لكن محمد كان لسه صغير والعملية منفعتش ولا نفع العلاج الطبيعي، وبعدها أبوه مات من حوالي 7 سنين، ومن وقتها وإحنا على الحال دا".
تدمع الأم ويختنق صوتها وهي تتابع: "ابني محبوس في البيت ولا له صحاب ولا بيشوف الشارع.. نفسي صوتنا يوصل للرئيس ويتعالج ويمشي ويعيش شبابه.. مش عاوزين ولا طالبين غير إنه يتعالج ويساعدني في العيشة".
"نفسي أعيش حياة حلوة يا ريس".. هكذا وجه "محمد" حديثه للرئيس عبد الفتاح السيسي، رئيس الجمهورية، منوهًا بأنه يحلم بلقاء الرئيس وشفاء ساقه بعد وصول استغاثته: "أكيد صوتي هيوصل للرئيس وهيأمر بعلاجي.. يا ريس نفسي أتعالج في مستشفيات بلدي وأعيش حياة حلوة في بيت نظيف".
وأشار الشاب إلى أن إعاقته حرمته من رؤية الدنيا أو أن يكون له أصدقاء، مؤكدًا أنه كان من المفترض له أن يُجري عملية لشد الأوتار قبل تفاقم أزمة انتشار فيروس كورونا المُستجد التي غيرت كل شيء، على حد وصفه.
"محمد جمال" له من الأشقاء ثلاث بنات بالإضافة إلى توأمه "أحمد"، فيما تزوجت اثنتان منهما والثالثة طالبة بالتعليم الفني، بعدما حالت الظروف دون التحاقها بالثانوية العامة رغم مجموعها الكبير بالمرحلة الإعدادية، فضلًا عن أن الحالة المادية والمعيشية للأسرة وأفرادها صعبة للغاية؛ فالأم تعمل باليومية بعد وفاة زوجها قبل سبع سنوات، لتوفير حياة كريمة لها ولأبنائها وجدتهم لوالدهم "الحاجة فاطمة" صاحبة الثمانية والثمانين عامًا، يعيشون جميعًا في منزل ريفي آيل للسقوط، سقفه لا يقيهم البرد أو المطر، لتبقى رسالة الأسرة وأحلامهم بشفاء "محمد" رهن وصولها للرئيس عبد الفتاح السيسي.